وفي كلمته التي ألقاها صباح اليوم الثلاثاء امام حشد من اساتذة وطلبة جامعة موسكو الحكومية، قال الرئيس روحاني: ان الانسان اليوم بحاجة الى الاعتدال اكثر من اي وقت آخر.
وأكد روحاني ضرورة توفر الإرادة العالمية الجادة لمحاربة جذور العنف والتطرف، مصرحا: ان التخويف من الاسلام والتمييز العنصري والافكار التكفيرية ذات جذور مشتركة.
وتابع: ان أفول هيمنة الغرب على العالم وانتهاء احتكاره للثروة والسلطة والتقنية، وضع فرصة تاريخية امام الشعوب، من اجل ان تضع أسسا عالمية جديدة لنظام يحول العالم الى مكان اكثر امنا انطلاقا من القيم الانسانية المشتركة كالسلام والعدالة والمساواة والحرية والاعتدال والمداراة واحترام ثقافات الشعوب وحقوقها وتجنب التوتر والعنف.
ولفت الرئيس الايراني الى المبادرة التي قدمها الى منظمة الامم المتحدة وصادقت عليها لإيجاد عالم خال من العنف والتطرف (WAVE)، واضاف، الآن وبعد مضي 4 اعوام من هذه المبادرة فإن العالم بحاجة الى إرادة جادة لمعالجة جذور انتشار العنف والتطرف اكثر مما مضى، تلك الإرادة التي تقطع السبيل على فرض المصالح الضيقة على القيم المشتركة.
وأكمل ان السبيل لإنهاء الوضع المؤسف الذي يعاني منه العالم من انتشار العنف والتطرف، يتمثل في الخطوة الاولى في التحمل وضبط النفس، وفي الخطوة التالية تنمية المحادثات الصادقة متعددة الاطراف والمترافقة مع احترام مصالح جميع الدول.. ان هدفنا هو التوصل الى آلية ثابتة لنشر الديمقراطية وتعزيز فاعلية الحكومات وتسوية الخلافات سلميا وبذل الجهود للتوصل الى تفاهم حول ترتيبات الامن الاقليمي الذي يرفع مستوى استقرار الدول.
واكد ضرورة بدء المحادثات للتوصل الى هذه التفاهمات قبل ان تصل المنطقة الى مرحلة اللاعودة من الدمار، معلنا استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية للتحرك في هذا المسار ومرحّبا بأي مبادرة من اجل المسارعة في تحقيق هذا الهدف.
وأردف ان من دواعي السرور ان ايران وروسيا بدأتا تعاونا مؤثرا كما في سوريا من اجل التغلب على معضلة الارهاب، وقد نجحتا في طرد الارهابيين من المناطق الحساسة، والآن فقد حان الوقت ومن خلال التعاون مع جميع دول المنطقة لنوفر الارضية لعودة النازحين الى ديارهم، الا ان الحرب ضد الارهاب والتطرف مازالت مستمرة وان جهودنا لإنهاء هذا الامر تتطلب بذل المزيد من الوقت والاهتمام والتنسيق لتتوفر إمكانية إرساء الاستقرار على المدى الطويل ومن ثم إعادة الاعمار وتعزيز البنى التحتية التعليمية والصحية والاقتصادية في الدول المعرضة للخطر وذلك من خلال بذل العون من قبل جميع الدول التي تشعر بالمسؤولية بالمنطقة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)