قال التيار – وهو من القوى الثورية المعارضة في البحرين – بأن التقرير “يوفر مادة لدراسة الأحداث والتطورات المحلية، وفهم خلفياتها”، وأوضح بأنها يمكن أن تكون مادة أساسية لأي “تخطيط” يُراد القيام به للمراحل المقبلة من جانب المعارضين والنشطاء.
وإضافة إلى الرصد الذي احتوى عليه الحصاد، فإنه تضمن أيضا إشارات تحليلية للأحداث محل التوثيق، وبما يُحيل المهتمين إلى طبيعة الأحداث الجارية وخلفياتها. وأخذت هذه الإشارات وضوحاً في بعض المحطات السياسية الهامة، من قبيل القراءة التي قدّمها الحصاد بشأن “الصمت” الذي طبع الجماعات السياسية المعارضة في الداخل إزاء جريمة إعدام الشيخ نمر النمر والعدوان السعودي على اليمن، كما قدّم التقرير مقترحات لمعالجة الأخطاء أو التحديات التي تواجهها المعارضة، ومن ذلك ما جاء في الصفحة (٨) من التقرير:
“اختفــت أصــوات سياســية مهمــة مــن المعارضــة بعــد الاعتقــالات التــي طالــت عناصــر وقيــادات فاعلــة فــي الجمعيـات السياسـية، مثـل فضيلـة الشـيخ علـي سـلمان وفاضـل عبـاس وإبراهيـم شـريف، ونجحـت السـلطة فـي تحجيـم صـوت الجمعيـات ونشـاطها سـواء فـي الداخـل أو فـي الخـارج وعلـى المسـرح الدولـي. نظـراً لذلك بـرزت الحاجـة أكثـر لترتيـب صفـوف قـوى المعارضـة فـي الخـارج، وتشـكيل تكتـل سياسـي يكـون الواجهـة السياسـية للحـراك الميدانـي الداخلـي، ويكـون صـوت الشـعب فـي المحافـل الدوليـة والنشـاطات الخارجيـة”.
وقدّم التقرير كذلك مطالعة لطبيعة الحراك الميداني الذي غلب العام الماضي، وأوضح بأن الحراك في العام ٢٠١٦م تأثر سلباً بسبب الأوضاع المحلية والعوامل الخارجية. وجاء في صفحة ( ٢٥) من التقرير:
“أعـداد المناطـق التـي تخـرج فـي التظاهـرات وأعـداد المتظاهريـن تشـهد ارتفاعا وانخفاضا، وذلك تأثرا بعدة عوامـل، ومـن الملاحـظ أنـه فـي نهايـة سـنة 2016م انخفضـت أعـداد ووتيـرة الفعاليـات التـي فيهـا مواجهـات ّ فـت عنيفـة مـع السـلطة، وأصبحـت المسـيرات هـي النمـط الغالـب، كمـا أن السـلطة فـي نهايـة 2016م خفّفت مـن قمعهـا للمسـيرات خشـية سـقوط الشـهداء، واسـتعاضت عـن ذلـك بالعمـل الاسـتخباراتي وبالمداهمـات الليليـة”.
وفي الوقت الذي حرص التقرير على رصد ومتابعة أهم الأحداث التي جرت خلال العام الماضي، إلا أنه حافظ في الوقت نفسه على اللغة التي تميّزت بها القوى الثورية، حيث ثبّت المعجم اللغوي التي اعتادت عليه هذه القوى تأسيساً على قراءتها التي تذهب إلى أن الموقف السياسي لابد أن ينعكس في لغة الخطاب وفي الأداء الإعلامي العام، فضلا عن السلوك السياسي في الخارج.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)