21 April 2017 - 22:44
رمز الخبر: 429744
پ
لقاء ديني في الكنيسة القبطية استنكارا لتفجيري مصر:
نظم "اللقاء التشاوري الدائم للمرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية" لقاء دينيا موسعا في مقر الكنيسة القبطية في حرج ثابت، استنكارا للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في مصر مؤخرا، حضره ممثلون عن المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية وعدد من المشايخ والرهبان ورئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة ومستشار في السفارة المصرية وشخصيات اجتماعية.
الشيخ أحمد قبلان

 قبلان

وألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة قال فيها: "نعتقد أن من طلب الله بقتل المؤمنين في كنيستي طنطا والإسكندرية وفي كل مكان وفي حلب وغيرها، ليس إلا فاسق عقل ودين والله منه بريء، فليس في إسلامنا أن تقتل من يختلف معك بل أن ترعاه وتحسن إليه وان تلقاه بالسلام. الأنبياء والأولياء علمونا أن الدين محبة ورحمة وهداية وأمان، فمن خالف هذه إلى ضدها فقد خالف الله".

 

أضاف: "من هذا المنبر نقول اكبر محبة الله أن يحب المسلم المسيحي والمسيحي يحب المسلم بل أن تحب الناس بعضها البعض وان يعيش الجميع شراكة الوطن وإلفة السماء وصدق النية وإخلاص المشروع وقداسة المواطن وحقيقة العبودية لله وهو مطلبنا نحن كرجالات الله، مسلمين ومسحيين، هو مطلبنا في مصر والعراق ولبنان وسوريا وغيرها".

 

صليبا

من جهته، قال راعي أبرشية جبل لبنان للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا: "نعاني في هذه الأيام عنفا غير طبيعي، مرت العصور والدهور بأنواع كثيرة من العنف والتطرف والقتل لكنها لم تبلغ جزءا ضئيلا مما نعانيه في هذه الأيام لا سيما أن وسائل الإعلام والتواصل تقرب كل المعلومات، ولم يعد من أمر خفي في العالم، فما يجري أصقاع الدنيا بكاملها ظاهر أمام كل الناس لا سيما الفقهاء الذين يفهمون ويفقهون ويميزون".

 

أضاف: "منذ ست سنوات ونيف ونحن نعاني هذا التطرف ليس لسبب إلا إرضاء لشهوة مقيتة سيئة لكيان غير طبيعي في المنطقة قال عنه الجنرال ديغول إن إسرائيل عضو غريب في جسم العالم العربي ولا بد لهذا الجسم من أن يلفظه".

 

عبد الله

وقال رئيس الهيئة الإدارية في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ حسان عبد الله: "اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء المجرمون فهؤلاء لا يمتون إلى الإسلام بصلة بل إنهم لا يمتون إلى الإنسانية بصلة. وأنا أريد أن أبين لكم تحديدا وأنتم علماء وأهل فكر، ما تحدث به الرسول عن أهل مصر وأقباطها تحديدا، قال: أوصيكم بأقباط مصر خيرا. وهناك مقولة مشهورة جدا لرئيس الكيان الصهيوني الأول بن غوريون تفيد بأن قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تدمير وتفكيك ثلاث دول كبرى من حولنا العراق ومصر وسوريا إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر. اذا، لماذا تحققون أحلام عدونا ولماذا وقد أعلنوا صراحة ما يريدون منا وهو أن نتقاتل طوائف ومذاهب وها هو المسلم يقتل المسيحي والسني يقتل الشيعي والشيعي يقتل السني والسني يقتل السني، مذاهب متناحرة وطوائف متناحرة".

 

أضاف: "ما أدعو إليه أن نفهم بأن هؤلاء الجماعات ولا أريد أن اسميهم لا تكفيريين ولا شيء، هذه الجماعات تعتمد نفس الأسلوب الصهيوني: أولا رفض الأغيار وهذه معروفة عن الصهاينة. ثانيا: اعتماد المجازر والرعب في الانتشار وهؤلاء اعتمدوها وسابقا في دير ياسين ومجزرة قانا التي كنا على أبواب ذكراها السنوية. ثالثا: بث الفتنة وانتم ترون الفتن الآن. رابعا: الدعوة للرذيلة أسموها جهاد النكاح. ماذا يفرقون عن تسيفي لفني التي قالت بأنها أخذت رخصة من الحاخامات لممارسة الجنس مع قادة العرب للوصول إلى أهداف تقوية الكيان الصهيوني؟ نفس الفكر ونفس الجماعة ونفس المنطلقات".

 

وختم: "المطلوب تشكيل حملة دولية عالمية للقضاء على هذا الإرهاب واجتثاثه نهائيا. عدم الاعتماد والركون الى الغرب الذي تارة يضربهم تارة وتارة يغذيهم ويستعملهم عندما يريد ويستغني عنهم عندما يشاء بل نعتمد على قوتنا الذاتية وبالأصل وحدتنا. التوجه إلى الكيان الصهيوني رأس الأفعى لقطعه فهنالك المشكلة وكل هذه الفتن التي أثيرت كي تلهينا عن الاستمرار بمعركتنا لأن هناك مقاومة انتصرت، انتصر الإسلام، شوهوا الإسلام هذه المعايير يجب أن تبت. توفير الأمن والامان للأقليات الدينية والمذهبية في بلداننا والتعامل معها على أساس المواطنة لا الانتماء الديني أو المذهبي أو العرقي فهم مواطنون لهم كامل الحقوق وأيضا عليهم واجبات ولا يجوز لنا أن نتعامل معهم كفئة ثالثة ورابعة".

 

حمود

أما رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود فقال: "لقد فضح الإرهاب نفسه، وفضح الممولون أنفسهم، رأينا منذ أشهر قليلة كيف يوجه الرئيس الأميركي الحالي ترامب أصابع الاتهام بشكل واضح إلى أوباما وكلينتون بأنهما أنشآ داعش ومولاها وسهلا كل الأعمال الإجرامية التي شهدناها وطبعا لم يستطع أوباما وقتها ولا كلينتون أن يجيبا بشيء لأنها بالأدلة الدامغة".

 

أضاف: "نعم هناك فكر مشوه لكنه عاجز عن أن يفعل كل هذا لولا الدعم الأميركي والإسرائيلي الذي يحتاجه، اليهود يحتاجون إلى هذا ليبرروا وجودهم، وبالأحرى يحتاجون إلى هذا التمزق والتشتت وهذا مسطور في كتبهم ووثائقهم".

 

وتابع: "لنستنفر طاقات كل الأمة لأننا نحتاج إليها جميعا ونحتاج لأن نتواصل ونتحاور ونتبادل الوثائق إذا جاز التعبير. في التاريخ الإسلامي ظهر الكثير من المنحرفين والظلمة ولكن راقبوا جغرافية المدن الكبرى في العالم الإسلامي، القاهرة بغداد بيروت طرابلس صيدا تجدون الكنائس جزءا رئيسيا من البنيان التاريخي، في صيدا القديمة كم من كنيسة. أيضار كما تفضل الأخ الشيخ حسان عن الوثيقة العمرية وعن مصر بالتحديد: إذا أتيتم أرضا يذكر فيها الفراق فاستوصوا لأهلها خيرا فإن لهم نسبا ذمة ورحما. وهؤلاء لو فهموا جزءا بسيطا من فقه الإسلام لكانت أرض مصر عليهم محرمة بالمعنى الذي يفعلونه لأن مصر فتحت صلحا ولم يحصل حرب، قبل دخول الإسلام إلى مصر كان الأمر صلحا هذا أصلا يحرم أي عمل عسكري بعد ذلك، ولكن هل يفقهون؟ هل هم مستعدون للتراجع عن أفعالهم؟ أبدا إنهم أصلا لا يستندون إلى إسلام أو إلى فقه".

 

 

وختم: "كل التضامن مع أهلنا في مصر، كل التضامن مع أقباط مصر الذين لا يزالون إلى الآن يعطون مصر إسمها باللغة الأجنبية Egypt وهو طبعا لفظ من القمة، ولا يزالون جزءا من التاريخ وجزئا أيضا من كل حروبها، ضد الصليبيين، وضد الاستعمار القديم والحديث".

 

الاورشليمي

وقال راعي الكنيسة القبطية في لبنان الاب رويس الاورشليمي: "نعم تألمنا كثيرا بسبب هذه الأحداث، ولكننا اعتدنا الألم لأننا نؤمن أن وراء كل ألم قيامة، فإيماننا نضحي بأرواحنا من أجله ووطننا كذلك، كما علمنا قداسة البابا شنودة الثالث، أن مصر ليست وطنا نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا. وكما قال أيضا قداسة البابا بفردوس حينما تعرضت كنائسنا للحرب، أكثر من 65 كنيسة في يوم واحد: نريد وطنا بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن. ونشكر الجيش المصري والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذين أعادوا ترميم وبناء هذه الكنائس التي هدمت".

 

أضاف: "لذلك العدو التكفيري الذي يقوم دائما بهذه الاعتداءات هو عدو الوطن والإنسانية والقيم الدينية وعدو نفسه وجهله لقيمة الحياة التي هي عطية من الله للبشر. إن الله يريد الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يؤمنون، أما الشيطان، فقيل عنه انه فتان للناس منذ البدء. إذا الذي يقتل الناس لا يخدم الله، وخاصة ما يحصل في مشرقنا العربي لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي، فهذه الجماعات الإرهابية وضعت نفسها في خانة العمالة لهذا العدو وهي لا تستحي من المجاهرة بهذه العمالة بل تتفاخر بها. لذلك، ليس أمامنا إلا الوقوف وراء جيشنا العظيم الباسل في دفاعه عن أبناء الوطن والتصدي لهذه الجماعات وإفشال هذه المخططات المحاكة لمنطقتنا العربية، ولا بد من التماسك في هذه الأوقات وإدانة وإظهار وتبيين خطأ وخطورة هذه الجماعات لتشكيل منابع التجنيد بصفوف هذه الجماعة، والتغرير بشبابنا، والتستر خلف الدين".

 

البيان الختامي

وفي الختام، تلا الشيخ زهير الجعيد البيان الختامي وجاء فيه: "تداعى اللقاء التشاوري الدائم للمرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية لعقد لقاء تضامني مع الإخوة المسيحيين الأقباط استنكارا وشجبا للجريمة المروعة التي طالت كنيستي الإسكندرية وطنطا المصريتين من خلال التفجيرين الإرهابيين اللذين نتج عنهما سقوط عدد كبير من الأبرياء أبناء الرعية أثناء احتفالهم بمناسبة دينية.

 

وقد صدر عن المجتمعين البيان الآتي:

 

أولا: نترحم على الشهداء الأبرياء ونتقدم من ذويهم وأسرهم بالتعازي القلبية راجين لهم الصبر على البلاء، وكذلك من أسر الجرحى والمصابين بالسلوى داعين المولى أن يكتب لهم الشفاء العاجل ليعودوا إلى حياتهم المعتادة.

 

ثانيا: نتقدم بالتعزية من الحكومة المصرية والشعب الشقيق لا سيما من رأس الكنيسة القبطية سيادة الأنبا تواضروس الثاني والسادة الرهبان والآباء وخدام الكنيسة للمصاب الجلل، مؤكدين لهم استنكارنا لما حصل ووقوفنا إلى جانبهم في هذه الظروف الصعبة والحساسة.

 

ثالثا: يهمنا التأكيد على أن الجريمة الجديدة والتي سبقها جرائم لا تحصى على أيدي زنادقة العصر وخوارجه لا يمكن أن تصنف تحت عناوين دينية زورا وبهتانا بل هي جريمة موصوفة ارتكبها إرهابيون عن سابق تصميم وعزيمة وهم يعلمون أن الدين لا يقبل على الإطلاق بسفك دماء الأبرياء من أي دين كان، وهي مدانة بكل المقاييس والاعتبارات.

 

رابعا: لقد سبق القول ودعونا نحن كلقاء وغيرنا من المرجعيات الدينية ومن السياسية مرارا بضرورة الوقوف في وجه هذا النوع من الجرائم والتي لا تخدم سوى عدونا الصهيوني ومن يساعده ويلوذ به.

 

خامسا: آن الأوان للوقوف بقوة وصدق بعيدا عن أية حسابات في وجه هذا المد الإجرامي الحاقد والذي لن يترك أحدا ولن ينجو من إجرامه أتباع أية ديانة أو مذهب فضلا عن غيرهم.

والمطلوب وقفة جادة ضد هؤلاء الذين لا يمكن تصنيفهم من البشر ولا يمتون للانسانية بصلة وقبل أن يستفحل الأمر ويستمرون بجرائمهم ويفوت الأوان.

 

سادسا: إن ما جرى مؤخرا في مصر وقبله في أقطار أخرى متعددة لا سيما أن القتل يتنقل من بلد لآخر يدعونا كمؤمنين مسلمين ومسيحيين أن نتكاتف بثبات لمنع المجرمين من تحقيق أهدافهم بإحداث فتن دينية أو مذهبية، مثمنين عاليا وعي الكنيسة القبطية وسائر الشعب المصري العزيز لتفويت الفرصة على كل المحاولات لجرهم إلى الخطأ.

 

سابعا: نناشد الحكومة المصرية لا سيما في هذه الفترة التي أعادت فيها حالة الطوارىء إلى البلد أن تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار ما حدث وبالتالي العمل في نفس الوقت على تأمين حياة وسلامة كل أبناء الشعب المصري الحبيب لا سيما الأقليات الدينية العزيزة.

 

ثامنا: يدين المجتمعون بأقصى عبارات الشجب والإدانة الجريمة النكراء التي ارتكبها المجرمون التكفيريون بحق أهلنا أبناء بلدتي كفريا والفوعة، لا سيما أنهم كانوا في منطقة الراشدين المفترض أنهم في كنفهم وتجب عليهم حمايتهم".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.