أوصى المشاركون في المؤتمر بزيارة القدس الشريف والمسجد الأقصى لدعم المقدسيين وصمودهم، وباعتبار قضية فلسطين والقدس هي قضية المسلمين والعنوان الجامع للأمة، مثمنين دور المملكة الأردنية في رعاية المقدسات في القدس وفلسطين وبخاصة المسجد الأقصى المبارك.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى اعتماد خطاب إسلامي يلتزم الأصل والضوابط الشرعية ويواكب العصر في أساليبه ووسائله المعتمدة لنشر الوسطية والرحمة والاعتدال والسماحة في التعامل مع المسلمين وغير المسلمين، وبيانُ الموقف المستند إلى جوهر الإسلام وشريعته الرافض للغلو والتطرف وللإرهاب، مضيفا أن ذلك يتطلب جهودا عُلمائية تصوّب المفاهيم وترشد الخطاب لتنشئ أجيالا على منهج الوسطية ومقصد الرحمة.
كما دعا البيان إلى العمل على تحقيق مقاصد الشريعة في حفظ النفس والعقل والعرض والمال للناس جميعا، والتزام الأسلوب القرآني في العمل الدعوي عملاً بقوله تعالى (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).
وشدد البيان على ضرورة حفظ الأسرة بكل مكوناتها، لاسيما المرأة التي يجب أن تؤتى حقوقها غير منقوصة وتصان كرامتها وتتكافأ في فرص التحصيل العلمي والمعرفي وفرص العمل.
وأشار إلى أن الصورة المشوهة عن المسلمين التي انتشرت في الغرب والعالم دفعت إلى طرح ما يعرف بـ "الاسلاموفوبيا"، مؤكداً أن من واجب المسلمين التعريف بالإسلام في أبهى صوره من خلال استخدام كل وسائل الاتصال المتاحة، وعلى العالم أن يتعرف على الإسلام الدين الحق، وأن يعلم أن ما يسبب الاسلاموفوبيا أو الرُّهابُ من الإسلام إنما هم مجموعات مشبوهة تقوم بممارسات خاطئة باسم الإسلام.
وأكد البيان على أهمية تحقيق التنمية الشاملة في البنى التحتية والخدمات وفي الاستثمار لتطوير قطاعات الإنتاج الاقتصادية ومعالجة الفقر والعوز والبطالة كي تتحقق للمواطن أسباب العيش الكريم.
ونوه المؤتمر بجهود الجامعات الإسلامية العالمية في باكستان وماليزيا وافريقيا التي تقوم بنشر مبادئ الإسلام الصحيحة متبعة منهج الوسطية والاعتدال والتوازن والاستقامة والتسامح.
وأكد المؤتمرون في توصياتهم على ضرورة تحصين الشباب من خلال العناية بهم تعليماً وتربيةً وتدريباً تقنياً، وتسليحهم بالمنظومة القيمية الأخلاقية، وتوفير مدخلات الكفايات في سوق العمل لجعلهم طاقة إنتاجية تقوم على سواعدها التنمية والنهضة.
ودعو منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى العمل لإيجاد سوق إسلامية وأخرى عربية لإفساح المجال لكي تستفيد كل دولة من التجارب الناجحة التي خاضها غيرها ودعم التجارة البينية وذلك من أجل تحقيق التنمية الشاملة.
وأكد المؤتمرون على ضرورة تطوير أساليب الدعوة ووسائلها بما يُماشي التقدم التقني المطرد، وباستخدام شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت بطريقة إيجابية، ووقف عملية الاستغلال المنحرف لهذه الوسائل لنقل الفكر المتطرف والاستقطاب الإرهابي من الجهلة وأصحاب الهواء المريضة.
وتم خلال جلسات المؤتمر عرض 35 بحثاً وورقة عمل، تناولت مسائل الإرهاب وقضايا المرأة المعاصرة والعولمة والاسلاموفوبيا وموضوع التنمية الشاملة ومعالجة الفقر والبطالة.
كما تناولت الأبحاث تحدي الاحتلال والاضطهاد الذي يترك تهديدات وآثار قاتلة على المسلمين وغير الميلمين وبشكل خاص الاحتلال الصهيوني وما بقوم به من جرائم عنصرية وأعمال تهويدية للمقدسات تهدف إلى المساس بالمسجد الأقصى المبارك.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)