وفي كلمة له في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال مصطفى بدر الدين، اعتبر السيد نصرالله أنه "من دلالات هذا الجدار الذي سيرتفع عند الحدود أولا اعتراف اسرائيل بانتصار لبنان الساحق واعتراف بهزيمة اسرائيل ومشاريع اسرائيل وأطماعها، واعتراف بسقوط مشروع اسرائيل الكبرى التي ارادوها من النيل إلى الفرات"، مؤكداً أن "الاسرائيلي لا يستطيع ان يبقى في لبنان وفي غزة، اسرائيل هزمت وتشيد الجدران، وانتهت ايضا اسرائيل العظمى، الدولة الجبارة المرعبة والمخيفة، هذه اسرائيل العظمى التي تفرض شروطها على شعوب والمنطقة وحكوماتها دون تفاوض حتى، هذه اسرائيل العظمى قد سقطت، لأن اسرائيل وجيشها ومخابراتها عندما تختبىء خلف الجدران العالية أصبحت اسرائيل الضعيفة وأصبحت دولة كبقية الدول، إذا هذا تطور استراتيجي في مشروع المقاومة".
وأشار إلى أن "هناك خشية اسرائيلية من أي مستقبل قريب أو بعيد، من العام 1948، لبنان كان الذي يخاف ويقلق ويرتعب واسرائيل كانت المهيمنة أما اليوم بعد كل انتصارات المقاومة، يأتي الاسرائيلي ليشيد هذه الجدران ولعيبر عن خوف جنوده وخوف قطعانه المستوطنين وهذا أمر ممتاز في الحسابات النفسية والعسكرية، العدو الاسرائيلي خائف وقلق من أي مواجهة مقبلة، ميزة المقاومة انها لا تهدد من فراغ ولا تطلق الكلام من أجل الكلام واسرائيل تعلم ان اي مواجهة مقبلة قد تكون داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، لذلك يأخذ الأمور بجدية ويقابل التهديد باجراءات وخطط ومناورات واخلاء مستعمرات وبناء جدران وما شابه وهذا نصف المعركة".
وأضاف السيد نصرالله ان "الكلام عن الحرب الاسرائيلية على لبنان و"حزب الله" وعلى المقاومة، هذا جزء من الحرب النفسية والمعتادة والطبيعية ولا يجوز ان يخضع لها الشعب اللبناني لأن هذا الكلام ليس بجديد، الاسرائيلي يتكلم عن الحرب المقبلة ومجرد الكلام عن أن الأمور جدية ينفي الاسرائيلي ان نيته جدية، وهذا يكشف ان حرب تموز عام 2006 حفرت عميقا في اسرائيل"، مشيراً إلى "أنني أقول للشعب اللبناني وكل المقيمين في لبنان بشكل قانوني وغير قانوني، "عيشوا حياتكم الطبيعية" لأن هذا التهديد ليس جديدا والعدو يقوم بحرب نفسية، لذلك ثقوا بالله الذي نصركم في مواقع كثيرة وثقوا بمعادلتكم الذهبية".
وأفاد أن "التطورات إيجابية عند الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، والحدود أصبحت آمنة بدرجة كبيرة ونحن في المقاومة دخلنا إلى تلك الجبال وقضى مجاهدونا في الجبال ليالي وأيام صعبة قتلوا وقدموا الشهداء والآن على الحدود لم يعد هناك أي داعي لتواجدنا، فككنا وسنفكك بقية مواقعنا العسكرية على الحدود من الجهة اللبنانية لأن مهمتنا انجزت ومن اليوم المسؤولية تقع على الدولة، نحن لسنا بديلا عن الدولة اللبنانية وعن الجيش اللبناني والأمور في السلسلة الشرقية متروكة من اليوم للدولة".
وأضاف نصرالله أن "بلدة الطفيل لبنانية وليس لها طريق صحيح ومن يريد ان يذهب إلى الطفيل عليه ان يدخل إلى سوريا أولا ومن ثم إلى بلدة الطفيل وعندما وقعت المواجهات في السلسلة الشرقية، اضطر أهل الطفيل لمغادرتها واليوم مع انتفاء السبب تواصلنا مع أهالي الطفيل وقلنا لهم انهم يستطيعون العودة إلى بلدتهم، وإذا كان أحدا يعتبر ان تواجدنا العسكري في تلك المنطقة كان عائقا أمام عودتهم أبلغناهم ان مهمتنا انتهت وأنه يمكنهم العودة"، مؤكداً أن "الدولة يجب ان تبادر وتعرف ان هناك بلدة كانت تقصف أصبحت اليوم آمنة مستقرة هادئة وأهلها يريدون العودة إليها وهذه مسؤولية الدولة وبعض الأمور تحتاج إلى تنسيق بين الدولتين وفيما يتعلق بسوريا ولبنان نحن بخدمة أي جهة تطلب منا المساعدة".
وأشار إلى أن "هناك ملف نريد أن نغلقه وهو اتهام بعض القوى السياسية وبعض المنابر السياسية والاعللامية ان "حزب الله" يريد ان يقوم بتغيير ديمغرافي في بعلبك الهرمل، في الوقت الذي "حزب الله" إلى جانب الجيش كان يشكل سدا منيعا لحماية كل البلدات في بعلبك الهرمل وقدم في هذه المهمة دماء ذكية وتضحيات ولو أردنا تغيير ديمغرافي لتركنا "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" الارهابي تدخل إلى هذه الضيع وتقتل وتدمر ثم نحن ندخل إليها وندمرها ونحن نعتبر ان شرفنا هو شرف الجميع وأن كل الدماء دماؤنا ونحن نريد ان يعود أهالي الطفيل إليها وأن يستطيع أهالي عرسال العودة إلى أعمالهم وبساتينهم وليبقى أهالي عرسال في عرسال ويعود أهالي الطفيل إلى الطفيل ويبقى أهالي القاع في بلدة القاع وكان يقال ان النظام في سوريا يريد القيام بتغيير ديمغرافي وهذه أكاذيب"، مؤكداً أن "هذا كله جهات المعارضة السورية المسلحة التي شاركت في مؤتمر آستانة ارتكبت فعل خيانة وفعل كفر، والتغيير الديمغرافي يطال الجميع بمن فيهم السنة إذا قصة التغيير الديمغرافي في البقاع أتمنى اغلاقه".
وعن عرسال، أفاد السيد نصرالله أنه "لا أفق للمعركة التي تدور في جرود عرسال، ونحن جاهزون ان نضمن تسوية لأن الدولة ليست مستعدة للتفاوض مع الحكومة السورية، ونحن جاهزون بالنسبة للنازحين الموجودين في مخيمات عرسال ان نتواصل مع النظام في سوريا لاعادة أكبر عدد منهم إلى قراهم وبلداتهم وهذا أمر لا مشكلة فيه وأقول للقوى السياسية ان هذا الملف لا يعني "حزب الله" فقط بل يعني الجميع وإلا في قوى سياسية لديها خط مع هذه الجماعات من الجيد ان نتساعد في هذا الموضوع"، داعياً إلى "التعاون لأن التواجد المسلح في الجرود بات عبئا على عرسال وعلى الناس، لذلك الافضل ان تعالج هذه الأمور بهذه المناطق حقنا للدماء وإذا كان هناك في الداخل أو في الخارج يريد تشغيل هذه الجماعات لاستنزاف لبنان لا المقاومة".
وأكد أن "هناك أمل حقيقي في الوصول إلى قانون انتخابي جديد وأنا لا أبيح الكلام والامور اقتربت كثيرا من بعضها البعض واللاءات الثلاث الجميع متمسك بها، وأنا أقول لكل القوى مهما كانت الاعتبارات لا يجب ان نترك الحوار لأن لا طريق آخر للوصول إلى حل، ويجب تهدئة الخطاب السياسي في البلد وتهدئة البال لأن تصعيد الخطاب السياسي لا يوصل إلى قانون انتخاب بل يعقد امكانية الوصول إلى قانون انتخاب".
وعن الموضوع السوري، أشار السيد نصرالله إلى أن "اخوة السيد ذوالفقار يواصلون هناك جهادهم، وعندما أعلن عن وقف اطلاق النار في سوريا قيل ان إيران و"حزب الله" يريدون تخريب هذا الاتفاق لكن انا أقول ان اي اتفاق لوقف اطلاق النار في سوريا توافق عليه الحكومة السورية نوافق عليه نحن حكما والقيادة السورية هي التي تفاوض وهي التي تقبل ونحن في هذا الأمر نقف خلف القيادة السورية ونقطة على السطر".
وعن مفاوضات أستانة، لفت إلى ان "أي فرصة لحقن الدماء في سوريا ووقف اطلاق النار في سوريا هي فرصة إيجابية يجب الاستفادة منها وهذا لا يتنافى مع الهدف الذي ذهبنا من أجله إلى سوريا ولا أحد يحارب سوريا وموسكو لأنها لا تعتبر نفسها جزء من محور المقاومة ولا أحد يحاسبها على استقبال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وهي من حلفاء سوريا، وحلفاء سوريا اليوم أكثر انسجاما من أي وقت مضى".
كما أكد "أننا ننحني امام صمود الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وندين سكوت الجامعة العربية والانظمة العربية والمجتمع الدولي وكل المؤسسات الساكتة والصامتة تجاه هذا الشعب الذي يواصل تقديم التضحيات وسنرى في القمم التي ستعقد في السعودية وماذا سينتج عنها"، متسائلا "هل سيكون لهؤلاء الاسرى الفلسطنيين مكان في هذه القمم؟ هل سيمتلك ملوك ورؤساء عرب الجرأة والشجاعة ليطالبوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يدعم اسرائيل بالضغط على اسرائيل لتستجيب لمطالب انسانية واعطاء حقوق طبيعية للأسرى؟ أم سيكررون صمتهم وسكوتهم؟ هل ستثبت الانظمة العربية انها ما زالت تعيش ثقافة النكبة أم أنها تريد ان تمشي في مسار آخر؟".
من جهة أخرى، لفت نصرالله إلى أنه "عام مضى على اغتيال القائد الجهادي الكبير الاخ العزيز والحبيب السيد ذوالفقار وتحضرنا الذكرى من جديد وهو لم يغب عنا يوما لأنه حاضر دائما في عقولنا وقلوبنا ونحن نعيش في بركات تضحياته وهو القائد الجريح والاسير والمقاتل في كل ميدان من لبنان إلى فلسطين والعراق وهو المجاهد في كل ساحة فيها للدفاع عن المقاومة من لبنان إلى سوريا وإيران".
واعتبر أن "بدر الدين هو مقدام لا يهاب الموت، دؤوب في الليل والنهار لا يكل ولا يمل، كان يجمع بين القوة والعاطفة وكان حيث ينبغي يبكي كأم حنون، ينصر المظلوم وحاضر ان يعطينا كل شيء حتى روحه ودمه، كان قائدا في تحرير الارض واسترجاع الاسرى بكرامة، وفي الدفاع عن الوجود والكرامة، في الدفاع عن محور المقاومة وعاهد الله ألا يعود من ساحة جهاده في سوريا إلا منتصرا أو شهيدا وقد عاد منتصرا وشهيدا وقد خابت آمال التكفيريين في سوريا".
وأشار إلى أنه "كان ذولفقار قائد معركتنا في مواجهة عناقيد الغضب الصهيونية التي هزمت فيها اسرائيل واتفق فيها على تفاهم نيسان الذي أسس للتحرير عام 2000 وسقط فيها شيمون بيريز في الانتخابات مما أطاح بالتسوية المذلة ومن الطبيعي وهو الذي كان ايضا شريك القيادة في عملية انصارية وقائد العمليات في المقاومة على مدى سنوات ومن الطبيعي ان يسعى البعض للنيل منه ثأرا لهزائمهم"، لافتاً إلى أن "السيد ذولفقار يبقى عند عائلته وحزبه ومقاومته وكل المؤمنين بالمقاومة، يبقى هو "حزب الله" ويبقى "حزب الله" هو ذولفقار ويبقى فينا قائدا وملهما وصوتا صارخا يرفض التخاذل والاستسلام ويتقدم بالراية إلى النصر والشهادة".(9863/ع940)