وفيما يلي نص البيان:
القدس ومسجدها الأقصى درة تاج الأمة وقلبها النابض آية في القرآن، مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومهد المسيح، أرض المحشر والمنشر، أرض الطائفة المنصورة، أرض الأنبياء والصالحين والصحابة الذين رووا بدمائهم الطاهرة ترابها، هذه الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين تتعرض اليوم لأبشع هجمة تهويديه، يدنس أرضها الآلاف من قطعان المستوطنين الذين يتناوبون اقتحام مسجدها ليلاً ونهاراً، وحتى في شهر رمضان وفي العشر الأواخر دون رادع سوى ثلة من المرابطين والمرابطات الذين يتعرضون للقمع والتنكيل والاعتقال والتشريد والنفي والقتل، وليس لهم من ناصرٍ سوى الله، بينما تنشغل الأمة وقياداتها في خصومات ومناكفات لا يستفيد منها سوى العدو الذي يراكم كل يوم تعدياته وفرض الوقائع على الأرض، وتستصرخ فلا تسمع إلا صوت صرخاتها، وتستنجد فلا يرد سوى الصدى وتمر السنون تلو السنين، وكلما تحركت دماء الشرفاء إليها تحرك في المواجهة المطبعون والمنسقون وسماسرة الأرض وتجار السياسية ليخمدوا صوتها.
وأمام هذا الواقع الأليم وفي هذه الأيام المباركة ووسط هذا الاستهتار بكل القيم والقوانين الربانية والبشرية فإننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نؤكد على جملة من الحقائق:
أولاً: ثقتنا بالنصر نابعة من عقيدتنا الراسخة بأن الله وعدنا بالنصر ورسوله، والله لا يخلف وعده ووعد رسولنا وعد صدق.
ثانياً: نؤكد على حالة الاستنفار الدائم من أجل التحرير والكرامة، ونيل شرف المشاركة في هذا النصر المحتوم، ولن نقدم الدنية في ديننا ولا في مقدساتنا وسنبقى نحن وكل الشرفاء على عهدنا مع أمتنا وشعبنا حتى تحقيق كامل الأهداف في التحرير وتقرير المصير والعودة المباركة إلى الديار.
ثالثاً: نؤكد على دعوتنا للخروج الشعبي الحاشد يوم الجمعة القادم للتعبير عن الغضب تجاه العدوان على المقدسات وعلى الشعب، في اتجاه السلك الزائل حتى يعلم العدو أننا شعب لن يقبل التهويد والعدوان والحصار.
كما نطالب كل شعوب الأمة العربية والإسلامية بالتعبير عن غضبها في هذا اليوم تضامناً مع القدس والأقصى، ومع الشعب المحاصر في فلسطين المحتلة المجاهدة.
وإنه لجهاد.. نصر أو استشهاد
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
(۹۸۶۳/ع۹۴۰)