وقال السيد عمار الحكيم، خلال كلمته في خطبة صلاة العيد التي أقيمت بمكتبه في بغداد اليوم "في غمرة فرحتنا في تحرير موصلنا المنكوبة، فإننا نذكر بان الانتصار الوطني الأكبر يوم نتساوى بالحقوق والواجبات ونقبل ببعضنا البعض دون عقد وحسابات ضيقة، فالعراق يسعنا جميعا ووحدته تبقى غالية علينا ووحدته تبقى غالية علينا كحدقات عيوننا ومثلما نتفهم الطموحات الا اننا نؤمن بالوطن الوحد الذي نعيش جميعا فوق ارضه عربا وكردا وتركمانا وشبكا مسلمين ومسيحيين"، متسائلا "من قال ان الانقسامات ستنتج كيانات مستقرة في عالم مضطرب يبتلع به الكبير الصغير؟ ومن قال ان حقوق الشعب تضمن من خلال تقسيم الأوطان؟".
وأضاف، "الى كردستان أقول ان وجودكم معنا ليس تكملة لأجزاء الجسد فحسم، بل انتم جزء من روح الوطن وسيبقى العراق كبيرا بكل ابناءه وقومياته وطوائفه فهو باقة الورد التي تضم كل هذه الورود الفواحة بعطورها، فالنعمل على حماية وحدة العراق وترسيخ ديمقراطيته وإصلاح ما فسد منه وان نكون جميعا أحرارا نعيش بكرامة وبإرادتنا تحت هذه السماء النقية وفوق هذه الأرض المعطاء".
ولفت ان "موصلنا شامخة كما كانت انبارنا صامدة بوجه محاولات التشويه والإرهاب، وليكن موعد انطلاق المشروع الوطني للتسوية في اللحظة التي يعلن فيها الانتصار ولتكن تسويتنا الوطنية على مبدأ التنازلات المتبادلة والضمانات المتبادلة والتطمينات المتبادلة ولتكن تسوية وطنية من الكل للكل وتحت سقف العراق والدستور، فقد اثبتت التجارب اننا لا نملك اثمن من وحدتنا وعراقيتنا".
وعن العمليات العسكرية والانتصارات الأمنية، قال رئيس التحالف الوطني، "نحمد الله كثيرا على نعمة الانتصار التي وفقنا لها بدماء أبناء العراق الغيارى، لقد اثبتنا لأنفسنا والى العالم باننا نستطيع ان نتجاوز كل التحديات ونعبر خنادق الألم والانكسار الى حيث النصر والكرامة والشموخ"، مضيفا ان "اخوتكم وابناءكم من أبناء القوات المسلحة والحشد الشعبي من كل الطوائف والأديان قد اثلجوا قلوب العراقيين بتحرير الارض والدفاع عن العرض والمقدسات وزفوا الينا نصرا وعرسا عراقيا خالصا خطوه بدمائهم الزكية انهم الرجال الرجال الذين هبوا الى ساحات المعارك في ملحمة سيخلدها تاريخ العراق، فاستحقوا احترام الشعب والعالم ونالوا مرضاة الله وتوفيقه".
وأضاف، "انهم أبناء هذا الشعب العظيم الصابر الذي لا يمل ولا يكل من العمل لبناء وطن مرفوع الرأس وحرية تصون الكرامة، لقد وقفوا كالطود امام ابشع هجمة إرهابية يشهدها التاريخ الحديث وطهروا ارض العراق من الإرهابيين الذين دنسوا واغتصبوا وسبوا وعاثوا في الأرض فسادا، لقد كانت معركة ايمان نقي ضد عقيدة شيطانية منحرفة، وكانت معركة فكر محمدي اصيل ضد فكر جاهلي مدسوس، وكانت معركة روحية تعشق الحياة ضد أرواح الموت والحقد والكراهية"، مبينا "انها لم تكن معركة سلاح بسلاح وانما كانت معركة انسان بإنسان انسان يرتقي بعبادة الرحمن وانسان تلبسه الشيطان".
وحيا رئيس التحالف الوطني "ابطال القوات الأمنية والعسكرية على هذا النصر الكبير ويستحق العراق هذا الزهو والكبرياء بابنائه البررة"، مشيرا الى ان "معركتنا مع الإرهاب الخفي مازالت قائمة وتحتاج الى الاستمرار بنفس الزخم والحماسة ولكن بأولويات جديدة تتناسب مع الطابع الأمني للمعركة، ولذلك علينا مراكمة الخبرات وتحشيد الطاقات وهيكلة المؤسسات وتطوير التنسيق بين المنظومات ونتميز بالصفحة الجديدة للمعركة كما تميزنا بالصفحة الأولى".
وأوضح، "في هذا الصدد ادعوا القيادات الأمنية الى الاهتمام بالجانب الاستخباري بشكل نوعي، والابتعاد عن انهاك القوات المسلحة وتغيير الأسلوب النمطي بنقاط السيطرة والتفتيش، وان تأخذ وزارة الداخلية دورها في تفعيل قواتها وأجهزتها وفك التقاطع في بغداد والمحافظات"، لافتا اننا "نحتاج الى عمل كبير ومثابر لترسيخ الواقع الأمني مع توفير الاستقرار النفسي للمواطنين في ان واحد".
واكد، ان "الانتصارات الكبيرة تدعونا كي نشد على يد القوات الأمنية ونطالبهم بالتركيز على ضبط الأداء والسلوك لأفرادهم فان الحفاظ على النجاح اصعب من تحقيقه، وعليهم ان يحافظوا على الصورة التي تكونت عنهم ويحموها من التشويه والانحراف".
وأشار الى ان "الواقع الأمني تحسن بشكل كبير"، مستدركا "ولكن مازال امامنا طريقا طويلا وصعبا لتجاوز اثار المرحلة الماضية ومن اهم هذه الاثار هي ازاله مظاهر عسكرة المجتمع فمن المهم والضروري اخلاء المدن والاحياء السكنية من المقرات العسكرية، والحد من ازعاج المواطنين والمنع من ارتكاب التجاوزات باستغلال الزي العسكري، واستخدام عجلات المؤسسات العسكرية"، موضحا ان " ضبط الأداء وإزالة مظاهر عسكرة المجتمع من اهم الواجبات للقيادات الأمنية والحشدية في المرحلة القادمة".
وتطرق رئيس التحالف الوطني خلال كلمته الى الأوضاع الخدمية في العاصمة بغداد والمحافظات، متوجها بالحديث الى المسؤولين المعنيين، قائلا ان "الاهتمام بالخدمات للمواطنين يجب ان يحظى بالأولوية في المرحلة القادمة، فهذه بغداد تعاني من الإهمال وتردي الخدمات وتحتاج الى تخصيصات استثنائية ودعم مميز وخطط متطورة وتنسيق عال بين المحافظة وامانة العاصمة والوزارات للنهوض بها الى حيث المستوى المقبول والملائم لتاريخها".
وأضاف، "هنا عاصمة العراق وهنا بوابته الى العالم ورمز الدولة وعنوان الوطن، وندعو جميع الحافظين والوزارات الى اطلاق برامج خدمات مشتركة الى المحافظات وبغداد وتكون بعيدة عن الإجراءات التقليدية والبيروقراطية ولتكن البداية من بغداد حيث يعيش اكثر من 7 ملايين مواطن وكل تجربة تنجح في بغداد يكون من السهل تعميمها على المحافظات".
وتابع، ان "بغداد تستنهضنا وتطالبنا ان ننتفض خدميا لها لان الأوضاع الخدمية فيها وصلت الى مستو لا يمكن السكوت عليه، ولتكن انطلاقتنا نحو تحسين الخدمات من بغداد العاصمة بعد حسم معركة النصر مباشرة"، لافتا "اما في المناطق المحررة والتي دنسها الإرهاب فعلى الحكومة ان تعمل بطريقة رشيدة وبصلاحيات مباشرة من اجل إعادة بناء المدن المدمرة، فيد تحارب وتحرر ويد تبني"، داعيا الى "استثمار المساعدات الدولية بشكل كفوء واقتصادي والاستعانة بخبرات الدول التي مرت بنفس الظروف وعانت الحروب".
وأشار رئيس التحالف الوطني، "اننا بحاجة الى تعميم تجربة الحشد الناجحة من حشد عسكري للتحرير الى حشد انساني لرعاية عوائل الشهداء والجرحى والمضحين والمتضررين، وحشد صحي بأن يخصص كل طبيب ساعات من عمله الأسبوعي للعلاج المجاني للشريحة المعدمة، وحشد خدمي وبه نحول مفهوم الخدمة الى مفهوم عام يمارسه الجميع كل من موقعه، وحشد اقتصادي يساهم به الجميع في انعاش الاقتصاد، وحشد علمي يقدم فيه العلماء قدراتهم مواهبهم وابداعاتهم لتطوير بلدهم، وحشد ثقافي يعمل به المثقفون ورجال الدين على نشر الثقافة والقيم الدينية والوطنية، وهكذا في المجالات الأخرى تجسيدا لمقولة رسولنا الكريم {ص} {كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته}".
وفيما يخص ملف الفساد، قال رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، ان "فرحة العيد تبقى ناقصة ونحن نعاني من افة الفساد التي تنخر الدولة والمجتمع وتلوث القيم وتسحق المبادئ، ولقد تحولت مافيات الفساد الى وحوش تفترس المجتمع وتلتهم المال العام وتسمم مفاصل الدولة وتشل امكانياتها، والأخطر من ذلك ان الفساد والفاسدين اصبحوا يتفننون في تشويه سمعة النزيهين ويتم خلط الصالح بالطالح".
ونوه الى ان "الفساد لا يحارب بالادعاءات وانما بالأدلة والاثباتات وبضرب الرؤوس الفاسدة التي يثبت فسادها، فالاتهامات والتشويه للسمعة دون ادلة وانما هو فساد اخر يختبئ خلفه الفاسدون، نحن في تيار شهيد المحراب نقول ونفعل فقد توالت لدينا اتهامات طالبت احد مسؤولينا التنفيذيين وهو محافظ البصرة وشكل التيار لجنة عليا للدراسة والتحقيق في الادعاءات وتمحيص الأدلة وقدمت المعطيات والملفات الى هيأة النزاهة لأننا نؤمن ان تقوية الدولة ومؤسساتها هي الخطوة الأولى والاهم في مكافحة الفساد".
واكد، "الان أصبحت المسؤولية الأخلاقية والوطنية بيد رئيس الهيأة وفريقه ومن دون أي تدخل منا، واكدنا له اصرارنا بان يقوم بواجبه بهذه القضية واذا اثبت براءة المحافظ فنحن ملتزمون بالدفاع عنه، واذا تمت ادانته فالقانون يجب ان يأخذ مداه ولا غطاء سياسي لاي من يثبت فسادة مهما كان منصبه رفيعا وهذا ينطبق على رجال تيار شهيد المحراب".
وشدد ان "الفساد افة الآفات وهو خطر كالإرهاب في تلويث اخلاق المجتمع، وهو العدو الذي يطعن بالظهر ويخون فلا نامت اعين الجبناء وحقوق الشعب لن تضيع طال الزمن او قصر".
ونوه الى ان "الانتصار يكتمل عندما ننتصر على الجهل والبطالة والاتكالية، وعليه فان تطوير الواقع الاقتصادي من المحاور المهمة في المرحلة القادمة، وان الحكومة قامت بجهود مشكورة في هذا المجال ولكن المطلوب اكبر بكثير ويحتاج الى نقلات نوعية في تشجيع الاستثمار وتدريب اليد العاملة العراقية ودعم المنتوج الوطني".
وبين ان "تطوير الواقع الاقتصادي يمثل ركيزة السيادة الوطنية وتطوير المجتمع وتوفير المستوى المعيشي اللائق للعراقيين"، مشددا "علينا ان نسوق لثقافة المنتوج الوطني ولو بالحد الأدنى في الصناعات الخفيفة والمتوسطة بهذه المرحلة بما يلائم طبيعة الاحتياجات، وعلينا ان نخرج الدولة من دهاليز الصناعة ومنح الإمكانيات للقطاع الخاص وتنحصر مسؤولية الدولة بتوفير الحماية وتشريع القوانين والأنظمة بعيدا عن المركزية والتي تخنق الابداع".
وتطرق رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، الى الشأن الإقليمي وما تشهده المنطقة من أزمات، مؤكدا "ان منطقتنا تمر اليوم بمتغيرات كبيرة وستبقى قلب العالم وسيبقى العراق قلب الشرق الأوسط ومن مسؤوليتنا الوطنية والإنسانية نقول ان الخلافات مهما تعقدت لابد ان تساق الى مساحات الحل حيث التفاهم والمشتركات، فهذه اوروبا المتنوعة وبعد حربين عالميتين لم تستقر الا بالجلوس على طاولة الحوار واستحضار المصالح والمشتركات واصبح الد الأعداء من اقرب الحلفاء فلماذا لا نستوعب دورس التاريخ ونحترم قوانين الجغرافية فهذا لخليج اليوم بحيرتنا الداخلية ومن المهم ان تنعم شعوبه بالأمن والاستقرار والتقدم".
واكد ان "سياسية التطاحن أحرقت مئات المليارات من الدولارات وبددت الثروات ودمرت الدول وهجرت الشعوب ولو تم استثمار ما ضاع لبناء الأوطان لقدمنا للعالم تجربة مميزة ونحن نعيش في منطقة تمثل قلب العالم وتحتوي على نصف مخزونه من الطاقة".
وجدد رئيس التحالف الوطني دعوته الى "طاولة إقليمية يجلس عليها الاخوه الكبار مصر وايران وتركيا والسعودية والعراق ويضعوا الحكمة على رأس اجندتهم التفاوضية ويدرسوا الاشتباك وتُحترم توجهات الدول وسياساتها وتوضع خارطة طريق للعلاقات، فان قرار الحرب من اسهل القرارات ولكن قرار ايقافها لن يكون بيد حد لأنها ستكون لعبة بيد القوى الدولية".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)