أكد مرصد الإسلاموفوبيا، في بيانه أمس الاثنين ضرورة التعامل مع هذه الجرائم العنصرية التي تقع في مناطق أوروبية مختلفة بكل حسم، مشدداً على أن هذه الجريمة العنصرية لا تقل في بشاعتها عن الجرائم الإرهابية التي تقوم بها تنظيمات كـ"القاعدة" و"داعش" في مناطق متفرقة من العالم، وهي نتيجة طبيعية لترك المجال مفتوحاً أمام الخطاب العنصري ضد المسلمين في أوروبا، ذلك الخطاب الذي تبنته أحزاب يمينية متطرفة تعادي كل ما هو أجنبي وتدَّعي أنها حامية لثقافة أوروبا وطابعها المسيحي، وتروج لفزاعات مِن قبيل "أسلمة أوروبا" و"الغزو الإسلامي" بهدف إثارة الذعر والخوف من المسلمين وتشويه معتقداتهم.
وأوضح مرصد الإسلاموفوبيا أن ترك المجال أمام مروجي هذا الخطاب العنصري اليميني المتطرف يعني مزيداً من أعمال العنف وجرائم الكراهية ضد جزء أصيل من المجتمع الأوروبي، وإشعالاً للصراع الأهلي يقضي على تنوع أوروبا وتعدديتها ويُعيدها إلى عصور الفاشية والنازية من جديد.
وطالب المرصدُ الحكوماتِ والمؤسسات الأوروبيةَ بالتصدي بكل حزم للخطاب العنصري المعادي للمسلمين في أوروبا وتجريمه، وتوقيع العقوبات الرادعة على مرتكبي جرائم الكراهية التي تنطوي على عنصرية وتطرف، والعمل على ترسيخ القيم الأوروبية الأصيلة والقائمة على التعددية الدينية والثقافية والعرقية، وحماية تلك المكتسبات من هجمات المتطرفين من اليمين الديني هناك، والحرص على تقديم خطاب إعلامي وثقافي محايد ونزيه تجاه الإسلام والمسلمين، والتأكيد على حقوق أبناء المجتمعات الأوروبية المسلمين في التمتع بكامل حقوق المواطنة كسائر المواطنين الأوروبيين.
جدير بالذكر أن هذا الحادث يأتي بعد 4 أيام من محاولة رجل صدم مصلِّين لدى خروجهم من مسجد "كريتاي" في ضاحية باريس، من دون سقوط جرحى.
ويأتي كذلك بعد أقل من أسبوعين من قيام أحد المتطرفين البريطانيين ينتمي لليمين المتشدد بدهس العشرات من المصلين أثناء خروجهم من مسجد بشمال العاصمة البريطانية لندن، ووقوع حادث دهس للمصلين بمسجد في منطقة فينسبري، وهو مسجد فينسبري-بارك، الذي يعرف باسم المسجد الكبير؛ ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 10 آخرين.(9863/ع940)