السيد نصر الله: ما جرى في العراق والموصل لا يرتبط فقط بالشعب العراقي انما بالأمة
وأكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ان ما جرى في العراق والموصل لا يرتبط فقط بمصير العراق وشعبه وانما يرتبط بمصير الامة وشعوب المنطقة، ورأى ان الانتصار الذي اعلن عنه الرئيس حيدر العبادي في العراق هو انتصار عظيم ولا يمكن التقليل من شأنه وهو نتيجة انتصارات متراكمة في ديالى وغيرها والتي أدت إلى هذا الانتصار بالتحديد.
وفي كلمة متلفزة قال سماحة السيد نصر الله "بعد الذي حصل أتت فتوى المرجع الديني السيد علي السيستاني بوجوب الدفاع والجهاد الكفائي ضد داعش وبكل قوة وأن من يقتل في هذه المواجهة هو شهيد في سبيل الله"، وأكد سماحته ان فتوى السيد السيستاني ادت إلى بداية الانتصارات، مشيراً الى ان فتوى المرجعية حسمت الحيرة وأتت لتحدد العدو الذي يجب أن يقاتل".
واوضح سماحة الامين العام لحزب الله ان هذه الفتوى وإن كان طابعها دينياً إلا أنها رفعت سقف المواجهة مع هذا التهديد بعيداً عن أية رهانات ومفاوضات، وقال "لقد تفاعلت الحكومة العراقية مع الرئيس نوري المالكي ثم الرئيس حيدر العبادي وكذلك كل القيادات الدينية والشعب العراقي مع فتوى المرجعية".
هذا، ولفت السيد نصر الله الى ان الموقف الحاسم ايضاً جاء من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى رأسها الإمام الخامنئي وقدوم قيادات من الحرس الثوري الايراني إلى العراق وعرض كل الإمكانات خلال هذه المواجهة، مؤكداً انه كان هناك تواطؤ من قبل قوى دولية وإقليمية سهلت لداعش دخولها وعملها في العراق.
واشار سماحته الى ان العراقيين حسموا خيارهم في المواجهة ولم ينتظروا لا جامعة دول عربية ولا رؤساء دول عربية ولا منظمة المؤتمر الاسلامي ولا أي أحد بل توكلوا على الله وراهنوا على إرادتهم وتوحدوا حول هذا الخيار وطنياً.
السيد نصر الله: يسجل لعلماء السنة في العراق وقيادات سنية مواقفها المشرفة في هذه المواجهة
كما لفت سماحته الى انه يسجل لعلماء السنة في العراق وقيادات سنية مواقفها المشرفة في هذه المواجهة بعد أن حاول البعض أن يظهر هذه الحرب بين السنة والشيعة من أجل الفتنة والتي عطلها هو الموقف الصادق والشجاع لعلماء السنة والقيادات السنية.
وفي هذا السياق، اوضح السيد نصر الله ان الحشد الشعبي هو حشد وطني، وكذلك لقد قاتلت العشائر إلى جانب القوات العراقية، معتبراً ان تحمّل الشعب العراقي بالإضافة الى الاحتضان الشعبي والصبر خلال ثلاث سنوات من القتال الدامي هو عامل مهم في الانتصار وكذلك عدم الاصغاء إلى الخارج الذي كان دوره تثبيط العزيمة".
ولفت سماحته الى ان الأميركيين في البداية شاهدوا المعارك وقالوا إنهم سيقدمون المساعدة وبعضهم قال إن المعركة تحتاج إلى 30 سنة، موضحاً ان البعض الان يريد أن يظهر أن الانتصار الذي حصل هو بفضل الأميركي، مؤكداً ان هذا غير صحيح لأنه يضرب ما قام به العراقيون، وأشار الى ان الانتصار في المواصل له عوامله التي يجب أن يتمسك بها الشعب العراقي وعلى رأسها وحدتهم وتلبية نداء المرجعية وتقديم التضحية.
هذا، وقدم السيد نصر الله "التهنئة والتبريك لآية الله العظمى المرجع السيد علي السيستاني والمرجعية الدينية في النجف الاشرف والمراجع الذين أيدوا هذه المواجهة وكل القيادات السياسية والعسكرية وخاصة الرئيس حيدر العبادي وإلى عوائل الشهداء والجرحى والمضحين لأن دماء ابنائهم أدت إلى الفوز في الدنيا والاخرة ونبارك لكل الذين دعموا العراق وفي مقدمتهم الجمهورية الاسلامية في إيران وعلى رأسهم الإمام الخامنئي.
السيد نصر الله: أمن المدن العراقية يكون باجتثاث نهائي للتنظيم الإرهابي
كذلك، اعتبر سماحته ان تحرير الموصل خطوة كبيرة جداً لأن الموصل كانت مركز دولة "الخلافة" المزعومة ومنها اعلنت مرحلة جديدة لقيام المشروع التكفيري واستعدائه لكل الامة، واكد ان تحرير الموصل هو انجاز في الطريق لمواجهة هذا المشروع وسيكون مقدمة لتطورات في سوريا وكل المنطقة، لافتاً الى ان الانتصار في العراق هو مقدمة للحفاظ على أمن كل العالم.
ورأى السيد نصر الله أن أمن المدن العراقية يكون باجتثاث نهائي لهذا التنظيم الإرهابي القاتل المجرم وهذا الذي يجب أن يبقى أولوية وهناك من سيحاول اشغال العراقيين عن هذه الاولوية، ولفت الى ان هناك معارك مهمة ايضاً في سوريا، واوضح ان اليوم العراق وسوريا ولبنان وشعوب المنطقة أمام فرصة تاريخية والذي أمّن هذه الفرصة هو تضحيات العراقيين والسوريين وكل من وقف إلى جانبهم.
هذا، وأكد سماحة الامين العام لحزب الله ان التضحيات هي التي تؤدي إلى هذه الانتصارات، مشيراً الى انه يجب الا تعطى الفرصة لداعش كي تعود من جديد أو تنال الدعم مجدداً، مضيفاً اننا أمام فرصة للقضاء عليها.
السيد نصر الله: يجب على الحكومة اللبنانية التنسيق مع الحكومة السورية في ملف النازحين
وفي الشأن اللبناني قال سماحته "نحن مع استمرار الحكومة والحفاظ عليها وتفعيلها لكي تكون منتجة وتعطي الأولوية لمشاكل الناس ونحن نؤيد بشدة كل ما صدر عن اللقاء التشاوري برئاسة الرئيس عون ووثيقة بعبدا وخارطة المبادئ ونحن مع متابعتها الجادة".
وأضاف "نحن مع تفعيل عمل الحكومة وحضور النواب جلسات اللجان النيابية والانتهاء من الموازنة وإقرار سلسلة الرتب والرواتب".
وحول ملف النازحين السوريين لفت السيد نصر الله الى ان النازحين السوريين ينتشرون على كامل الاراضي اللبنانية"، موضحاً ان العبء يتحمله النازحون الذين يعيشون حياة صعبة وكذلك الناس في مختلف المناطق اللبنانية ويعانون في الابعاد الاقتصادية والامنية.
كما رأى انه يجب على الحكومة اللبنانية التنسيق مع الحكومة السورية في ملف النازحين ليرجعوا إلى سوريا، مشيراً الى ان السفارات السورية موجودة في معظم دول العالم ولهم سفير في الامم المتحدة وهناك مفاوضات من دول عدة مع الدولة السورية.
واوضح ان الحكومة السورية ليست بحاجة الى شرعية من أطراف لبنانيين اذا جرت مفاوضات بشأن النازحين، وجدد مطالبته الحكومة اللبنانية بالمفاوضات مع سوريا، معتبراً ان هناك اسبابا انسانية وكذلك اقتصادية.
كما تطرق سماحته الى موقف احد قيادات تيار المستقبل حول ازمة النزوح قائلاً "نأمل أن لا تكون قيادات تيار المستقبل تفكر كما قال أحد النواب بأن وجود النازحين يؤدي إلى حصول لبنان على مساعدات".
واوضح ان هناك الكثير من المناطق في سوريا آمنة اليوم وهادئة ويمكن عودة الناس اليها، ولفت الى انه لا أحد في الحكومة اللبنانية او خارجها تطرق إلى اجبار النازحين على العودة بل نتكلم عن العودة الطوعية".
السيد نصر الله: آن الاوان للانتهاء من التهديد الخطير في الجرود
هذا، ونوه سماحته بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الجيش اللبناني والاجهزة الأمنية في حفظ الامن، مؤكداً انه إذا كان الشعب اللبناني يشعر بالامان فليس لان داعش والارهابيين لا يريدون وضع التفجيرات بل لأن هناك جهودا جبارة كشفت هذه الشبكات والانتحاريين.
ورأى انه ما زال في بلدة عرسال أناس يديرون شبكات ارهابية ويستقبلون انتحاريين ويخططون لعمليات انتحارية في داخل عرسال وهذا الامر هو من مسؤولية الدولة، واوضح ان هناك في الجرود ارهابيين وانتحاريين ويجب على الدولة ان تتحمل مسؤوليتها اتجاه جرود عرسال وقد وصلت المرحلة الى نقطة اخيرة"، مؤكداً انه " وللمرة الاخيرة نتحدث عن ذلك".
ولفت سماحته الى انه آن الاوان للانتهاء من هذا التهديد الخطير في الجرود والفرصة متاحة، واكد انه أمام هذه الجماعات بعض الوقت القليل من أجل التوصل لتسويات معينة.
واوضح السيد نصر الله ان الموجودين في جرود عرسال هم تهديد للقرى اللبنانية.
وختم الامين العام لحزب الله كلمته بالقول "آمل أن يتم استغلال الفرصة المتاحة والا فنحن أمام الكلام الاخير والوضع الاخير الذي يجب أن نصل إليه ولا يبقى حينئذ أي وجود مسلح على الاراضي اللبنانية وعندها يمكن للدولة اللبنانية أن تبسط سيطرتها على الاراضي اللبنانية".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)