وقال الساعدي، ان “الموعد الذي حدده التحالف الوطني للتسوية كان بعد الانتهاء من داعش وإعلان النصر في الموصل ونينوى، واتصور ان الوقت حان ونحن في العد التنازلي لإعلان التسوية التي حظيت بتبليغ وترويج واسع النطاق وعرضت على السفارات والدول الاقليمية ولم يبقَ سوى إعلانها بشكل رسمي وهذا ما ننتظره”.
وأشار الى ان “الأمم المتحدة هي التي تضمنت وتعهدت بانها ستكون مروجة ومسهلة للإجراءات، وفعلا قامت بهذا العمل واستطاعت ان تنجز إنجازا مهما وكانت تنتظر معنا هذه الفترة لإعلان مشروع الانقاذ لمرحلة ما بعد داعش، اذ ان الانتصار العسكري لا بد ان يكون معه انتصار سياسي”.
وأضاف، ان “العراق كان متعكزا على عكازات ضعيفة وهذا المشروع الذي كتب بعناية وتأني وهو وطني وليس شيعيا وان صدر من التحالف الوطني فهو ورقة ووثيقة وطنية جامعة تهدف للمواطنة في البلد والمصالحات المجتمعية والاصلاحات السياسية”.
وأوضح، ان “المواقف تباينت باتجاه المشروع المعروض، فموقف كان مستفسر وكان واجبنا التوضيح له، وموقف متوجس وكان موقفنا تجاهه التطمين، والأخر كان مستنكرا يستنكر هذا العمل ويعتقد ان لا جدوى ورواءه وهؤلاء لم يكونوا بقدر معوق للمشروع”، لافتا الى ان “التسوية تعرض نفسها على انها مرنة قابلة للإضافة والحذف والمناقشة وقبل رؤى الاخرين المقدمة على شكل مقترحات”.
وجدد التأكيد، “نحن الان في العد التنازلي لإعلان التسوية وبعد إعلانها نذهب الى بقية المراحل”، مستدركا ان “هذا الكلام لا يعني ان الأمور تمضي بشكل سلس، فهناك تحديات تواجه التسوية الأول تحدي المعترضين والمستنكرين والثاني الموقف في القوى السنية ووقوفنا امام مؤتمرين اثنين او رؤيتين الامر الذي يشكل تحديا لأننا كنا منذ البدء نقول ينبغي ان يكون امامنا ممثل شرعي معترف به يمثل الغالبية السنية”، مبينا اننا “لا ندعم مؤتمر على حساب اخر وانما ندعم الرؤية الوطنية الموحدة داخل العراق وتكون المطالب عملية وواضحة وليست تعجيزية ويكون هناك اعتراف بالعملية السياسية”.
وتابع ان “التحدي الثالث للتسوية ومسارها هو الاستفتاء وانفصال كردستان، فهو يشير الى تحد اخر امام”، موضحا ان “موقف التحالف الوطني كان واضحا وليس موقف السيد عمار الحكيم فهو كان معبرا عن رأي التحالف حيث ان المشهد العراقي عموما ليس مع هذا الاستفتاء فهو لا يحمل أرضية قانونية او دستورية ويعرض وحدة العراق والانتصار الى الانتكاسة ووحدة البلاد ومستقبلها الى مخاطر حقيقية”.
وبين “ومن هذه المنطلقات يعلن التحالف الوطني وتشاركه جميع القوى السياسية بان الاستفتاء لا يتمتع بمثل هذه الأرضية”، مشددا “ينبغي التفريق بين موقف التحالف الوطني من الاستفتاء فهو ليس موقفا من الكرد او التحالفات القائمة بينهم وبين التحالف، حيث هناك امة وشعب وقومية اسمها كرد وبيننا علاقات استراتيجية ينبغي ان تحفظ لذا فان المرفوض هو النداء والتحفظ على التصريحات وليس مساسا بالشخوص”.
واعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، الاثنين الماضي، تحقيق النصر المؤزر على عصابات داعش في الموصل انهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي، مشددا على وحدة الصف، متوجها بالتحية للمرجعية الدينية العليا التي اطلقت الفتوى وأعلنت الجهاد الكفائي، مؤكدا ان النصر تحقق بتخطيط العراقيين وقتالهم.
من جانبه عد رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، اعلان النصر في الموصل، نقطة شروع للبدء في إجراءات التسوية الوطنية.
وتوقع القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي فادي الشمري، امس، اطلاق مشروع التسوية الوطنية “رسمياً” الأسبوع المقبل.(9863/ع940)