حضر العشاء رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، النائب الثاني للمجلس الاسلامي الشيعي الدكتور ماهر حسين، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، رئيس مجلس ادارة مستشفى الزهراء البروفسور يوسف فارس، رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك، عميد كلية الطب في الجامعة اللبنانية البروفسور بيار يارد، امين عام المجلس الاسلامي الشيعي نزيه جمول، والمدير الاداري لمستشفى الزهراء الدكتور حسين طهماز ورؤساء المستشفيات الحكومية واعضاء من قيادة حركة "أمل" والمكتب السياسي والهيئة التنفيذية والاقاليم وممثلون عن الهيئات الصحية وصناديق التعاضد، وشخصيات اجتماعية وصحية وعسكرية واطباء.
بسام
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى رئيس اللجنة الطبية في مستشفى الزهراء الدكتور حسن موسى بسام كلمة أشار فيها الى ان "اللقاء هو لمد جسور الصداقة والتعاون بين الزملاء مع محيطهم المهني والفكري والثقافي واذابة الجليد بين بعض الاطباء".
وأعلن "ان الهدف من تأسيس اللجان الطبية السهر على آداب الطبابة وكرامتها وعلى احترام توجيهات وارشادات نقابة الاطباء ورفع المستوى المهني في كل الحقول وجمع كلمة الاطباء والمحافظة على حقوقهم المهنية والمادية والاشراف على تحصيل بدل اتعابهم والسعي لحل النزاعات التي تقع بين الاطباء وبينهم وبين مرضاهم"، مؤكدا "ان اللجنة الطبية ليست بديلا عن ادارة المستشفى، فاللجنة لها حقوق وعليها واجبات".
فارس
من جهته، رحب رئيس مجلس ادارة المستشفى بالحضور، وقال: "أصعب ما في الحياة هو حمل الامانة، واسهل ما فيها ارضاء الاخر وبأي وسيلة. واذا خير الانسان بين السهل والصعب، فالكثير يختارون مواقف تريحهم، ولكننا في مستشفى الزهراء الجامعي نتحمل المسؤولية ونعالج الازمات بهدف التطور والتحسن لتطوير هذه المؤسسة الطبية والاستشفائية بأطبائها المميزين من الكفوئين وتقديم خدمة صحية مميزة لمرضاها. وفي المرحلة المقبلة والمستقبلية يتوجب على كل الاقسام داخل المستشفى نشر ابحاث علمية في مجالات عالمية لتكون مستشفى الزهراء الجامعي مطبخا للعلم والابحاث العلمية والعمل الطبي".
الخطيب
وفي الختام، ألقى الشيخ الخطيب كلمة راعي الحفل قال فيها: "يسعدني في هذه المناسبة ان أمثل سماحة رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان وانقل اليكم تحياته".
اضاف: "ولد هذا المستشفى حين كانت الساحة اللبنانية بحاجة ماسة اليه بشكل عام والشيعية بشكل خاص. ولد من عمق المعاناة ومن الفكر الخلاق ومن قبل المضحي المؤسس الامام السيد موسى الصدر".
وتابع: "ونحن على مقربة من تاريخ ذكرى مشؤومة، ذكرى اختطاف هذا الرجل الكبير والعظيم، نتذكر الامام موسى الصدر، رجل المؤسسات، مؤسس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي اراده أما لكل المؤسسات، فكان مستشفى الزهراء اول مؤسسة. ولم يفكر الامام الصدر بشيء قبل التفكير بوضع المستضعفين والفقراء وكيف ينقذ المجتمع اللبناني بشكل عام والمجتمع الشيعي بشكل خاص من الوضع الذي يعاني منه، فكان هذا المستشفى اول مؤسسة من هذه المؤسسات. لقد كانت قطعة الارض جرداء ثم بدأت ببعض الخيم، وها نحن اليوم رغم العثرات التي مر بها المستشفى وصلنا كما ارادها الامام موسى الصدر واردناها نحن، واليوم على رأس هذه المؤسسة ادارة جديدة يرأسها الدكتور يوسف فارس الذي لم اسمع منه الا البهجة الجميلة ومهنية واخلاقية وعملية".
وتابع: "كلنا امل باستنهاض هذا المستشفى وتقديم الدعم الذي يحتاجه من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى. وفي هذه المناسبة، نتوجه بالشكر الجزيل لدولة الرئيس نبيه بري الذي اخذ عهدا على نفسه بمتابعة مسيرة الامام السيد موسى الصدر وان يحفظ هذه المؤسسة مع غيرها من المؤسسات وان يدعم المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في حركته البناءة من اجل غد افضل، ومن اجل بناء الانسان والحفاظ عليه. ان هدف هذا المستشفى انساني واظن انه نموذج الى جانب الجامعة الاسلامية التي فتحت ابوابها لكل الناس ولكل الطوائف وهي تقدم خدمات بكل الاختصاصات على مساحة الوطن، اننا نريد للبنان ان يكون على هذه الصورة التي ارادها الامام السيد موسى الصدر ولكن لم تتحقق امال الامام السيد موسى الصدر على مستوى البناء الوطني، وما زالت الطائفية تتحكم بمفاصله وبرقاب المواطنين من كل الطوائف ومن كل الجهات، ولكنه انجز اساسا عظيما لبناء مستقبل عظيم يطمح اليه اللبنانيون جميعا على قاعدة خروج اللبنانيين من هذه الاقفاص الطائفية التي صنعوها بانفسهم او صنعت لهم وساهموا في وجودها".
ولفت الى دور الامام الصدر في تأسيس المقاومة لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه، وقال: "الامام موسى الصدر ببعده الفكري والبصري ورأيه كان مع بناء مستشفى الزهراء وانشاء المقاومة التي واجهت العدو الاسرائيلي بالامكانيات المحدودة. لم يرض بأن يكون اللبنانيون مرتهنين للخارج، أراد لبنان مستقلا وسيدا وحرا وعزيزا وكريما. بهذا الفكر وهذه الرؤية تحرر جنوب لبنان بكامل حدوده بحرا وبرا وجوا، واليوم ينعم جميع اللبنانيين بالامن والاستقرار نتيجة هذه القاعدة وهذا التوجه الذي ارساه الامام الصدر".
واضاف: "نحن عرب ولا نخرج من اطار عروبتنا، ويؤسفنا ما وصل اليه العرب اليوم، فهم لم يأخذوا بالنصائح التي ارساها الامام الصدر، هذه المدرسة، من اجل الحفاظ على العالم العربي والاسلامي. كانوا يجهلون كيفية مواجهة العدو الاسرائيلي وبناء مستقبل زاهر لشباب العالم العربي والاسلامي ولشعوبهم. ليس لديهم سوى النموذج الذي وضعه الامام موسى الصدر وهي المقاومة، الوجه الناصع الذي اجبر العدو الاسرائيلي على الخروج من لبنان ذليلا بدون قيد او شرط، لاول مرة في تاريخ العالم العربي والاسلامي الحديث. لقد افشلت المقاومة المشروع المدعوم من بعض الانظمة العربية بتخريب بلدان العالم العربي والاسلامي".
وختم الخطيب: "اننا نريد للبنان ان يعيش باستقرار وان يكون التعاون على مستوى الحكومة والمجلس النيابي والمؤسسات الرسمية، وان نستفيد من القوة التي بين يديه لبناء مؤسساته ويكون الجميع في خدمة هذا الشعب المضحي العظيم"، مشددا على "وحدتنا الوطنية والعيش المشترك ومساعدة المحتاجين والفقراء في الجامعة الاسلامية ومستشفى الزهراء على أمل ان تتحقق امالنا جميعا".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)