الانصاري
وبعد اللقاء قال الأنصاري: "في سياق زيارتي الحالية للبنان الشقيق، وسلسلة اللقاءات التي أجريتها مع المرجعيات الروحية اللبنانية الكريمة والمحترمة، تشرفت صبيحة هذا اليوم بزيارة صاحب السماحة، وكانت هناك محادثات بناءة ومفيدة جدا بالنسبة الينا. وكان هناك توافق، لا بل تطابق في وجهات النظر بشكل تام بيننا وبين سماحته حيال الأخطار والتهديدات الكبرى الجاثمة اليوم على صدر الأمة الإسلامية. التهديد الأول يتمثل في إرهاب الدولة الذي يمثله الكيان الصهيوني الغاشم والمحتل لأرض فلسطين. والتهديد الثاني يتمثل في هذه الظاهرة، ظاهرة الإرهاب والتكفير والتطرف التي تكفر كل جهة لا تمشي على هواها. كما كان هناك توافق في وجهات النظر بيننا وبين سماحته على أن الوسيلة الفضلى للخروج من هذا المأزق، والوسيلة الفضلى لمواجهة هذين الخطرين الأساسيين اللذين يتهددان الامة الإسلامية جمعاء هي ولوج باب الوحدة والتلاقي والتكاتف والحوار، والوقوف إلى بعضنا الى جانب بعض من خلال التوافق الداخلي بين بلداننا وأوطاننا ومجتمعاتنا".
وأضاف: "الساحة اللبنانية طوال الفترة الماضية كانت هناك سلسلة من الإنجازات السياسية الهامة التي تحققت في لبنان بفضل روح الشراكة وروح الوفاق وروح الوحدة الوطنية، كما كانت هناك سلسلة من الانتصارات الميدانية الكبرى التي حققها لبنان ضد الإرهاب والإرهابيين بفضل هذا التلاحم والتكاتف بين الدولة والجيش والشعب والمقاومة، ونأمل ان تسري هذه الروح الفاضلة، روح التوافق والوحدة والشراكة على كل المنطقة الإسلامية وكل المنطقة العربية كي نشهد في المستقبل القريب حلا لكل الازمات المستعصية التي تعصف بهذه المنطقة".
وتابع: "إذا عرضنا ما يحصل على الساحة الفلسطينية، نجد أنه في هذه المرحلة ينهض الشعب الفلسطيني المقاوم والمناضل والمجاهد، وحيدا في انتفاضته وفي حراكه الشعبي، متصديا للكيان الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي، ولكن نرى ان هذه الانتفاضة بقيت يتيمة وحيدة، لأن العالم الإسلامي في هذه المرحلة منشغل بصراعاته وازماته الداخلية، من هنا نحن ندعو مرة أخرى الى الوحدة الإسلامية بين كل الأقطار الإسلامية، لأن هذه الوحدة من شأنها أن تضع حدا نهائيا لكل هذه الأزمات والقلاقل والاضطرابات، وان تعيد البوصلة مرة أخرى الى اتجاهها الصحيح صوب فلسطين المحتلة وصوب احتضان ومؤازرة ومساندة من الشعب الفلسطيني المجاهد في مقاومته ومقارعته للكيان الصهيوني المحتل. وعندما نتحدث عن الوحدة والتلاقي وعن حل للمشكلات المستعصية، فلا بد لنا ان نستذكر الدور الهام والجليل والبناء الذي ينهض به علماء الدين الإسلامي الإجلاء، ومنهم بطبيعة الحال صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الذي نعول أهمية كبرى على دوره الإسلامي الوحدوي الجليل، إضافة إلى بقية المرجعيات الدينية والروحية السمحة الموجودة في هذا البلد الشقيق، لان هذا الدور بالذات هو الذي يعول عليه في ترسيخ روح الوحدة وفي نبذ التفرقة والتشتيت".
بوكل
واستقبل مفتي الجمهورية الوزير الفرنسي السابق السيناتور جان ماري بوكل يرافقه مرشح الانتخابات الفرنسية غوستاف فيارد والمستشار في كتلة حزب الوسط الفرنسية احمد الرفاعي.
وبعد اللقاء قال بوكل: "كنت سعيدا جدا بلقاء سماحته، وبحثنا في مواضيع المنطقة، سماحة المفتي طمأنني وأراحني أنه بعد كل الذي مر به لبنان من مراحل صعبة جدا، الوضع جيد جدا ومضبوط في لبنان، وخصوصا بين جميع الطوائف، والعلاقة قوية بين كل الطوائف في لبنان، والجميع متفاهمون ومطمئنون، وهذا امر مطمئن، وكان سماحته دقيقا جدا في كلامه وكان عنده رسالة يوجهها مفادها ان هذا الإرهاب الذي يدعي انه إسلامي، ليس له علاقة بالدين الإسلامي نهائيا، وهذا ما نفهمه ونعرفه".
وختم: "اليوم سأترك لبنان بعد زيارتي، وانا مرتاح لانني التقيت بشخص مؤمن ويحب السلام، ورسالته جميلة جدا وأراحتني".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)