وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور بالعاصمة بغداد، “نعيش في هذا الايام العشر الاولى من شهر ذي الحجة وفيه توافد الملايين من المسلمين لأداء مناسك الحج فلتكن رسالة الحج هذا العام الإسلام دين السلام وأن أمتنا الإسلامية واحدة مهما تنوعت أعراقها ولغاتها ومذاهبها ومشاربها الثقافية، كما ندعو الحجيج إلى البراءة ممن يدعو إلى تكفير المسلمين أو قتلهم أو جعلهم شيعاً يستضعف بعضهم بعضاً”.
وبخصوص مقتل معاون مدير عام بلدية الدورة، قال الساعدي “في ظل الحرب الضروس لتحرير تلعفر والتي يسعى الشباب المقاتل فيها إلى الحفاظ على هيبة الدولة والمجتمع لبناء حياة اجتماعية كريمة تبرز فيها كرامة الدولة وبسط نفوذها واحترامها في المجتمع نجد وللأسف التعدي الصارخ من بعض المستهترين بكيان الدولة ورعاياها إذ يعتدي أحد أفراد مرابطة من الفوج الرئاسي الثاني ليقتل معاون مدير عام بلدية الدورة من دون أي اعتداء من المغدور ومن دون سابق انذار من المرابطة، فإن دل هذا الفعل على شيء إنما يدل على الاستخفاف بالدولة وعدم احترام موظفيها، فهل تهان كرامة الدولة على يد افراد الدولة إذا كانوا ينتمون لكيان الدولة ولو فعلها مواطن ماذا كانت ردود الافعال او صدرت من كيانات اجتماعية أخرى فكيف تتعامل الحكومة”.
وشدد الساعدي إنه “من الواجب على الحكومة أن تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد وأن لا تتهاون مع هذا الاستخفاف وهذه الحالة الثانية التي حصلت من هذه الافواج واليوم تم الاعتداء على الدولة أثناء تأدية الواجب وهي كارثة لا يمكن السكوت عليها”.
وبخصوص رعاية المهن الصحية، قال الساعدي إن “رعاية المهن من أهم أولويات الحكومة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية وتمثل الكوادر الوسطية عامة وخصوصا الصحية منها حلقة مهمة في تقديم الخدمات لذا نجد هناك حيفاً كبيراً وقع عليها إذ لم تحسب لها مخصصات خطورة وهي بمواجهة جميع الأمراض السارية والفتاكة وعلى مقربة من الخطر”.
ودعا الساعدي “الحكومة التنفيذية ورئيس الوزراء ومجلسه الموقر إلى النظر بمطالبهم ورفع الغبن والحيف الذي لحق بهم فإن خدماتهم جليلة واستحقاقاتهم منطقية فشمول الأطباء بمخصصات المهنة لا يختلف عنهم ذوو المهن الصحية في مواجهة الأمراض وإن حفظ حقوق العاملين في كيان الدولة من حفظ هيبتها ويحقق لدى العاملين احترامها والحرص عليها والإخلاص للعمل فيها”.
وبين الساعدي انه “من الأحداث والمناسبات في هذه الأيام هي ذكرى مناسبة زواج الامام علي من السيدة فاطمة الزهراء والذي يصادف في اليوم الأول أو الثاني على رواية من شهر ذي الحجة وهذه المناسبة سعيدة على نفوس المؤمنين والناس جميعاً إذ تمثل اقتران شابين في مقتبل العمر وأول شبابهما بزواج فتح أمامهما آفاق الحياة الأسرية وأهم ما في ذلك الزواج أنه تأطر بأطر الاستقامة والالتزام وتوفير أسباب السعادة بدءاً من عدم ارتكاب المخالفات الشرعية والمحذورات الاجتماعية التي أُصيب بها وللأسف شبابنا اليوم والتي تسببت بكثرة الطلاق الذي تمثل التحدي الاجتماعي الأكبر في بناء المجتمع وأن من أسباب نجاح الزواج هو المهر البسيط أو المتعارف عليه نسبيا على خلاف مجتمعنا اليوم والذي يغالي بالمهور فهي ليست الضمانة الحقيقية لدوام الأسرة بل في ظل غلاء المهور أصبح الشباب عاجزاً وعازفاً عن الزواج ومن ثم شيوع ظاهرة العزوبة والعنوسة التي حرمت الشباب ذكوراً واناثاً من حقهما الاجتماعي في تأسيس الأسرة كما تدفع هذه الظاهرة إلى ارتكاب المحاذير الخطيرة اجتماعيا في ظل ضغط الرغبات النفسية وشهواتها وتيسر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابع الساعدي “كانت هناك مبادرات اجتماعية مهمة في دعم زواج الشباب قد دعا إليها الشيخ محمد اليعقوبي وكانت قبل تغيير النظام والتي أطلق عليها (صندوق الزواج رحمة) ودعا لها المجتمع إلى إنشاء صندوق لدعم الشباب المقدمين على الزواج وكانت مبادرة طيبة رغم أنها تعد في ذلك النظام مخالفة للسلطة والتي قد تعتبرها مشروعا لدعم حركات مسلحة ضده وقد استجاب الناس آنذاك وحقق ذلك الصندوق بعض غايته”.
وختم الساعدي خطبته “ندعو المؤسسات الدينية والمجتمعية لرعاية مثل هذه الصناديق خاصة بتزويج الشباب وكذلك ندعو ميسوري الحال والموظفين لدعم مثل هذه المشاريع فإنها من أعظم الصدقات ومن أفضل الاعمال والقربات أن تشفع بين اثنين ويقصد به الزواج ولها مردوداتها الاجتماعية والاخروية”.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)