وفي كلمة متلفزة له في مهرجان التحرير الثاني الذي يقيمه الحزب في مدينة بعلبك، أوضح نصر الله أن "اليوم هو التاسع من شهر ذي الحجة المعروف بين المسلمين بيوم عرفة ويقف اليوم أكثر من مليوني حاج في صعيد عرفات على ارض واحدة يلبسون ثوباً واحداً هو أشبه بالكفن الأبيض ولا يمكننا التمييز بين غني وفقير والكل ينهج باسم الله ويدعونه ويتوسلون اليه"، لافتاً الى أن "هذا المشهد في عرفات اليوم يعبر عن مكامن قوة أمتنا التي منعت من توظيف عناصر قوتنا لخدمة المجتمعات ونرجو أن يوقظ الله ضمائر الشعوب والنخب والمسؤولين على امتداد امتنا الاسلامية للخروج من هذه المحنة والفتنة التي ضربت عالمنا العربي والاسلامي".
وأشار الى أنه "تاريخ 31 آب الذي في مثله عام 1978 ارتكب النظام الليبي جريمة اختطاف سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر واخويه وغيبه عن عائلته وشعبه ووطنه وهو كان رجلاً في أمة وأمة في رجل وفي حجم أمة وفي حجم تطلعات وأمال أمة وفي هذه الذكرى وفي هذه القضية لا أستطيع أن أضيف شيئا حول هذه القضية عما قاله الأخ الأكبر رئيس "حركة أمل" ورئيس مجلس النواب نبيه بري والذي أتوجه اليه بالشكر الكبير على مواقفه الوطنية الشجاعة والحكيمة والذي يثبت دائماً أنه رجل التحدي وضمانة الجمع والوحدة الوطنية. ومن هنا من جوار ساحة القسم عندما رفع يده الشريفة وهتف خلفه عشرات الآلاف لأقول له يا سيدنا وامامنا ان ابناءك وبناتك في "حركة أمل" و"حزب الله" واصلوا دربك في القاومة والتحرير والتنمية وخدمة الانسان والحفاظ على لبنان وعيشه الواحد والمشترك بين المسلمين والمسيحيين والدفاع عن المحرومين وعلاقته المميزة مع سوريا ودفاعه عن القدس وفلسطين وعلى هذه الطريق قدم أهلك آلاف الشهداء وما بدلوا تبديلاً ولن يبدلوا تبديلاً وكلهم أملا بأن تعود كما كنت وكما انت المعلم والهادي على طريق الانتصارات فيا سيدنا هذا التحرير الثاين الذي نحتفل فيه هو وعد زرعك الذي أثمر كما الانتصار عام 2000".
ولفت نصر الله الى "أننا نجتمع هنا اليوم لنحتفل بعرس وطني جديد بتحرير جديد ولنتفق على مصطلح واحد وهو التحرير الثاني لأن عدد الانتصارات كبير ولا نلحق أن نعد فالانتصار الاول كان عان 1985 عندما انسحبت اسرائيل من بيروت وعدد من المناطق اللبنانية. عام 1993 و1996 والشهداء في قانا وعدد من البلدات الى عام 2000 و2006 الى هذا الانتصار. لذلك هذا اليوم هو التحرير الثاني".
وأوضح أن "هناك ارهاب سكن على حدودنا الشرقية والشمالية وفي الحدود الشمالية سيطر الجيش اللبناني بشكل جيد على الحدود ومنع ان تتحول هذه الحدود الى موطئ قدم لأي جماعة مسلحة والمشكلة كانت في الحدود الشرقية مع سوريا والجماعات المسلحة سيطرت على طرفي الحدود وعلى آلاف الكيلومترات وشكل ذلك قاعدة تهديد حقيقية لسوريا ولبنان ولكن لأن سوريا كانت كلها تحترق كان الخطر على لبنان اضافة للتهديد الصريح بالقيام بإمارة في لبنان حتى البحر الأبيض المتوسط وهذا كله موثق ومارس ارهابه بقصف على القرى والبلدات وانتحاريين وهذا الموضوع لم يتوقف حتى التحرير الثاني".
وأكد "أننا قررنا البدء بتحرير جرود عرسال وفليطة والكل أصبح على علم بذلك ولو أرادت الدولة من تحرير جرود عرسال لم يكن لدينا مشكلة ولقدمنا كل ما هو مطلوب منا. ما أعرفه أن قيادة الجيش اللبناني كانت جاهزة للدخول في معركة عرسال الا ان القرار السياسي لم يتخذ فذهبنا نحن الى جرود عرسال وجرود فليطا. ذهبنا الى العملية وانجزنا المهمة وحررنا الارض المحتلة في جرود عرسال واستعدنا اسرى اعزاء ورفاة شهداء وعايشتم ذاك النصر وكالعادة اللبنانية بدل الاحتفال بالنصر ذهبنا الى السجال"، مشدداً على أنه "في المرحلة الأخيرة أعلمنا الجميع أننا نريد ان ننهي في هذا الصيف معركة الجرود قبل ان يبدأ الشتاء ويهطل الثلج وان لا يبقى جنود الجيش اللبناني والمقاومين في الثلوج والجبال. قيل لنا "طولوا بالكن" لأن الدولة اللبنانية تريد أن الجيش اللبناني يحرر باقي الجرود في راس بعلبك والقاع والفاكهة وقلنا انها غاية السعادة وقدمنا خدماتنا اذا طلب منا اي شيء وقلنا لهم اننا موجودون في الجهة الأخرى. وقلت بالحرف فليكن مسك الختام لتحرير الأرض هو على يد الجيش اللبناني".
وأكد أنه "سقطت الامارة الداعشية ومشروع الامارة الداعشية وتم انزال العقاب وطرد الجماعات الارهابية واستعيدت الاض من الجهة السورية. الارض التي كان يسيطر عليها الجماعات المسلحة داخل الارض السورية واللبنانية 3684 كم مربع وداخل الاراضي السورية 2920 كم مربع وداخل لبنان 764 كم مربع من الجبال الوتلول المشرفة على القرى البقاعية الى ما قبل يوم السبت تم تحرير داخل الارضي اللبنانية 624 كم مربع وفي فجر الجرود استكمل تحرير ما تبقى من ارض لبنانية محتلة".
ورأى نصر الله أن "اتخاذ الدولة اللبنانية قرار المعركة في فجر الجرود هو قرار بالغ الأهمية وهو يمثل شكلاً من أشكال اتخاذ القرار السياسي السيادي واوصف الامور بدقة ودون مجاملة. وهذا احد انجازات العهد الجديد الذي يمثله فخامة الرئيس العماد ميشال عون الرجل الذي كنت أقول عنه ونحن في "حزب الله" نقول انه رجل شجاع وقائد مستقل لا يتبع ولا يخضع لأي دولة أو سفارة أو ضغوط او ترهيب وهذا أقوله اليوم للأمانة التاريخية. عندما تحقق الانتصار في جرود عرسال الأميركيون أبلغوا المسؤولين اللبنانيين رسالة انزعاج بسبب تدخل حزب الله في العملية وعندما قررت الدولة اللبنانية ان يقوم الجيش اللبناني الباسل بتحرير ما بقي من ارض لبنانية في الجرود عاد الأميركيون من جديد وطلبوا من المسؤولين اللبنانيين عدم القيام بالعملية العسكرية وهددوا بقطع المساعدات على الجيش اذا اقدمت الدولة على تنفيذ العملية العسكرية".
وتوجه الى "أهل البقاع معلناً أن أميركا لم تكن تريد أن تخرج "داعش" من تلالكم وجرودكم وعندما وجد الأميركيون اصراراً طالبوا تأجيلها للعام المقبل وخلال هذه السنة الله أعلم ما كان مخططاً. وهذا الضغط ادى الى ارتباك في مكان ما وهذا طبيعي لأنه تهديد أميركي بقطع المساعدات عن الجيش اللبناني"، معتبراً أنه "هنا ميزة أن يكون لدينا رئيس جمهورية كالعماد ميشال عون الذي يحفظ هيبة الدولة. واذا تراجعت الدولة عن قرار العملية لما بقيت دولة أو جيش أو حكومة. فأين دولة السيادة والاستقلال الذتي نتحدث عنها اذا الأميركيين ألغوا قراراً للدولة؟"، لافتاً الى ان "الرئيس عون جمع مجلس الدفاع الأعلى بحضور رئيس الحكومة والقادة وحسم القرار اللبناني. وللإنصاف فإن رئيس الحكومة سعد الحريري وافق على المضي في هذا القرار، ورئيس مجلس النواب نبيه بري فموقفه معروف".
واعتبر "أننا نحن أمام تجربة جديدة وهي صناعة القرار السيادي ومن هنا يبدأ استعادة سيادة الدولة والقرار بالقرار السيادي باتخاذ القرار الشجاع الذي يتطابق مع مصلحة لبنان. يوم تقول أن مصلحة "حزب الله" بقاء الارهاب في الجبال ويوم تقول عكس ذلك. فلتختاروا موقفاً واضحاً. انطلاقاً من هذه النقطة نحن وكما ذكر رئيس الجمهورية في احتفال المديرية العامة للأمن العام أننا ننتظر قراراً سيادياً آخراً لأن هناك أرض لبنانية لا زالت تحت الاحتلال الاسرائيلي هي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واليوم في يوم التحرير الثاني لاستكمال التحرير الأول نطالب بخطة لتحرير مزارع شبعا والتلال بقرار سيادي"، مؤكداً "أنني لا أطالب بحرب مع اسرائيل بل أطالب بجدية لوضع خطة متكاملة لتحرير الأرض واستعادتها للسيادة اللبنانية ونحن في حزب الله نعلق آمالاً كثيراً أن يتحقق هذا الانجاز في عهد فخامة الرئيس ميشال عون".
وأوضح نصر الله انه "قام الجيش اللبناني وقيادته بعمل عظيم يجب ان يقدر عليه. يجب ان تتعزز الثقة السياسية بقدرة الجيش اللبناني على القيام بالعمليات الخطيرة وهذه الثقة يجب ان تتعزز عند السياسيين. قيادة الجيش والجيش اللبناني أثبتوا انهم جديرون بهذه الثقة. ان دعم الثقة اللبناني ليزداد قوة هو مطلبنا منذ قديم الزمان وهو يعزز قدرة لبنان على مواجهة كل الأخطار وتقوية الجيش لا يحيل المعادلة الى التقاعد بل يزيدها تألقا لأنه مهما ازداد الجيش قوة وازدادت المقاومة قوة سنبقى بحاجة الى المزيد من القوى عندما نتحدث عن الاطاع الاسرائيلية وكما قال الرئيس بري عادوا ليسرقون الماء والنفط والغاز والحدود. ومشتبه من يظن أننا نريد جيشا ضعيفاً"، مشيراً الى أن "الانصاف يفرض ان نقدر عالياً في نتائج هذه المعركة تضحيات الجيش العربي السوري من البداية الى النهاية وهو الذي قدم عدد كبير من الشهداء على هذه الأرض خصوصاً في المعركة الأخيرة. هم قاتلوا من أجل ومن أجل لبنان بناء على طلبنا وتحرير جرود فليطا والجراجير وقارة لم يكن أولوية حالياً للقيادة السورية فهو يقود معركة على امتداد البلاد ولديه اولويات قتالية".
ولفت الى "اننا ذهبنا الى القيادة السورية وقلنا اننا نريد انهاء الخطر على الحدود، ولم يكن يعني شيء للقيادة السورية أن يقاتل داعش في القلمون الغربي او ان ينتقلوا بل كان يحرج القيادة السورية لانه أول مرة يحصل مع داعش الا اننا نحن طلبنا لأنه لدينا قضية وطنية انسانية ولا نستطيع كشف مصير الجنود الا من خلال هذا التفاوض. وأنا وونا ذهبت شخصيا عند الرئيس السوري بشار الأسد وطلبت منه المساعدة بنقل إرهابيي "داعش" من القلمون وقلت له كيف نفاوض، فقال لي انه اذا ارادت الدولة اللبنانية التفاوض عليها هي التواصل معنا"، موجهاً التحية الى "الاسد وكل اخواننا السوريين وخصوصا الجيش العربي السوري على مساهمتهم الحقيقية والجذرية في انجاز هذا التحرير. وفي هذا السياق، بعض الناس يفترضون انه حينما ندعي للتنسيق كاننا نفرض على الحكومة لكن هذا رأينا فقط لأننا نرى فيها مصلحة اقتصادية للبنان ولا نريد اسقاط الحكومة بل نريد استمرارها لأنه يحقق مصلحة لبنان".
وأشار الى أنه "اسمعوا مني لكي لا نظهر اننا تابعين فلنجلس بهدوء ونفكر بمصلحتنا. مثلا نحن لدينا مشكلة مع السعودية لكن لم نمنع يوماً العلاقات مع السعودية، الأمر نفسه مع سوريا فلنأخذ قراراً سيادياً بعيداً عن قرارات السفارات".
ولفت نصر الله الى أنه "في عيد التحرير الثاني كما في عيد التحرير الأول نتوجه بالشكر الجزيل الى ايران، الى رئيسها وشعبها ومجلسها وقواتها المسلحة وحرسها الثوري والى كل فرد من هذا الشعب الايراني العزيز لدعمهم الدائم للمقاومة وسوريا والعراق. ونبارك للعراق تحرير قضاء تلعفر وبالتالي تحرير كل محافظة نينوى والتي شهدت أفظع ارتكابات "داعش" باسم الاسلام من مجازر وهدم الكنائس والمقامات الدينية والذبح. واشكر استعداد ايران الدائم لدعم الجيش اللبناني دون شروط او تهديدات او تدخل بالقرار السيادي اللبناني، وهي تحملت عبئ المشروع الاميركي الاسرائيلي والمتمثل بداعش".
ورأى أن "اسرائيل ازعجها التحرير الثاني، وازعجها التكامل على جبهتي القتال وما رأته في الجرود من أداء للجيش اللبناني والمقاومة واسرائيل اليوم تبكي ايتامها وتعترف بهزيمة مشروعها واصدقائها في سوريا وتبحث كيف تثبت موقعها وتدفع الأخطار عنها، عبر اللجوء للادارة الاميركية وممارسة ضغوط على ايران والشعب المظلوم في اليمن والذهاب الى سوريا لتتدخل القيادة الروسية لتحقيق مصالح اسرائيل في المنقطة وعبر التهديد بالحرب والعدوان"، مشيراً الى أنه "بالتأكيد أولوية اسرائيل استخدام الاخرين لمصلحتها قبل خوض الحروب واذا استفادت من الضغط الاميركي في مجلس الأمن الدولي آخرها كان السعي الأميركي البريطاني لتعديل القرار الدولي 1701 وتعديل مهام اليونيفيل لتصبح في خدمة أمن اسرائيل وهي تتنافى منه مهام اليونيفيل وهم فشلوا"، مشدداً على "اننا أمام تجربة سياسية مهمة وهي وزارة الخارجية اللبنانية التي قامت باتصالاتها وعبرت عن موقف لبنان الرافض لأي تعديل والاخوة في وزارة الخارجية الايرانية بذلوا جهوداً أيضا ففشلت محاولة تعديل مهام اليونيفيل. مع العلم أن أحداً في الأمم المتحدة لم يتحدث عن الخروقات الاسرائيلية للبنان".
ورأى أنه "تراكمت الخبرة لدى الجيش والشعب والقاومة لردع العدو الاسرائيلي ومنع عدوانه على لبنان وامنه وسيادته والتوظيف الاعلامي والسياسي والمعنوي عندما نقدم لبنان للعالم انه انهى تنظيم داعش على ارضه"، مشدداً على أنه "من 28 آب 2017 لم يعد أي زاوية في لبنان يسيطر عليها ارهابي او محتل وهذا انجاز يجب ان نقدمه للعالم. وهذا يعزز مكانة لبنان وتعزيز الاستقرار في لبنان والدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية ويستقطب السياحة والتجارة".
وأوضح نصر الله أنه "على المستوى الوطني نحن نؤيد الدعوات التي صدرت عن الرؤساء الثلاثة بتهدئة المناخ الوطني ووقف السجالات ونحن ندعو الى معالجة ذيول الاحداق التي حصلت وادت الى هذا الانتصار"، مشيراً الى ان "الحدود هي مسؤولية الجيش اللبناني دون نقاش ولم ندعي يوماً انها مسؤوليتنا ونحن جاهزون لتقديم المواقع للجيش وبالتالي اليوم الحدود الشرقية يا اهلنا في البقاع وهي في عهدة الجيش اللبناني. والحدود الشمالية مع سوريا اذا كان هناك اشكالات او التباسات يجب معالجته والاسراع في تطبيع الاوضاع الداخلية وادعو اهلنا في البقاع. وهذه الاحداث في مرحلة من المراحل تم التهويل ان حزب الله والشيعة يريد احتلال عرسال. واليوم المطلوب وضع برنامج تطبيع للعلاقات لبلسمة الجراح وتهدئة النفوس خصوصا مع اهلنا الكرام في عرسال وبقية البلدات والاسراع في محاكمة الموقوفين في السجون لأن هناك شريحة كبيرة من اخواننا السنة يحتاجون لاقفال هذا الملف"، لافتاً الى أنه "على المستوى الوطني الانتباه الأمني الشديد في كل المناطق لأن هؤلاء مهزومون ومكسورون وهزم مشروعهم وخرجوا اذلاء وهم أهل ثأر ولديهم سياسة توحش وبالرغم من كل الاداء الامني المحترف للقوى الأمنية الجميع معني بدرجة عالية من الانتباه وعلى الجميع لن يقدم الدعم للجيش. لا يعتبر احد ان التهديد الامني قد انتهى بل تراجع".
ومن جهة أخرى، شدد نصر الله على أنه "يجب الانتهاء من قصة ان في لبنان قلب واطراف اي أن بيروت والجبل هي قلب الوطن، وان هناك منطقة أهم من أخرى يجب ان ننتهي منه. كل شبر أرض في وطننا في الجنوب او البقاع او الشمال هو مسؤولية الوطن ايا كان المحتل والمغتصب. لذلك تعاطي الدولة لا يجب ان يبقى قلب واطفال ومن اهم شروط الدولة العادلة تنفيذ بند ان اللبنانيين متساويين بالحقوق والواجبات. ومن هذا الباب نطالب بالانماء المتوازن فالبقاع يحتاج الى انصاف من الدولة وان ترى الدولة اللبنانية انه جزء عزيز من لبنان وكذلك شريك البقاع في الحرمان هي عكار لذا نطالبكم بالانصاف والانماء المتوازن والحضور العسكري والامني للدولة اللبنانية"، مؤكداً أن "هذا البقاع أمنه هو مسؤولية الدولة. لا يجوز ان يسمح لبعض اللصوص وقطاع الطرق والمفسدين والعصابات وتجار المخدرات ان يشوهوا صورة هذه المنطقة او ان يهددوا اي شريعة اجتماعية تعيش في هذه المنطقة. الدولة في المرحلة الأخيرة قامت بانجازات كبيرة في الآونة الأخيرة وهذا يجب ان يستمر واهلنا في الباع معنيين بالتعاطي الايجابي مع وجود الجيش والاجهزة الأمنية وقد يحصل خطأ هنا او هناك والاصل هو التعاطي الايجابي لأن لا بديل لنا لا في البقاع ولا في غير البقاع عن الدولة. المقاومة هنا ليست بديلاً ولا أحد يحملنا ما لا نستطيع ولا نطيق ولا يمكننا اعتقال ابن شخص لأن سرق او قتل لأنها مسؤولية الدولة. نحن مسؤولين عن مطالبة الدولة لتتحمل مسؤوليتها الأمنية. والانصاف يقتضي القول ان الجهد في السنوات الماضية من المعنيين لتحسين البقاع وبعلبك الهرمل وهذا دون التوقع والدولة يجب ان توازن بين حضورها الأمني والانمائي اذا لم يكتملان المنطقة ستواجه الفشل".
وأكد أنه "يجب ان نعرف ان المشروع في المنطقة يسقط ويتهاوى وان الاحلام الاميركية والاسرائيلية التي بنيت على "داعش" واخواتها من الجماعات الارهابية قد سقطت ومن الحق الهزيمة بهذا المشروع هو محور المقاومة بمساعدة من روسيا وككل انتصار هناك اثمان. هناك ماكينة ضخمة تعمل على تصوير حزب الله انه حالة مدمرة وخطرة. وسيأتي الأميركيون لخدمة اسرائيل وستطالب الحكومة اللبناني من حل أزمة حزب الله لأننا نحن نشكل خطراً على اسرائيل. وبالتالي سنتعرض لضغوط وتصويرنا اننا خطر وفي الوقت التي تمثل فيه أميركا الخطر خصوصا في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فمصير العالم عالق بين الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون وترامب. وادارة ترامب اخذت العلاقات مع روسيا والصين الى ادنى مستوى وتكاد تعلن الحرب على فنزويلا وتهدد بالغاء الاتفاق النووي مع إيران وترعى الخلافات الخليجية لأن أميركا قادرة بغمزة أن تحل أزمة قطر الا انه من مصلحتها استمرار العدوان على اليمن ولو ارادت اميركا ايقاف الاعتداء لاوقفته. حتى باكستان الحليف التاريخي لأميركا قام ترامب باهانة هذا البلد وجيشه. قد نكون أمام اعادة صياغة أميركية لنموذج جديد بعد انتهاء داعش بعنوان جديد"، لافتاً الى "اننا لسنا جزء معزول في لبنان بل موجودين في كل البلد والمحافظات واذا اردت ان يقتلني احد قد يخطئ ويصيبك. لذلك يجب مواجهة الضغوط على لبنان بروح ايجابية ويجب ان نعبر".
وتوجه نصر الله الى أهل البقاع مشدداً على أن "هذا التحرير الثاني هو ثمرة ايمانكم وصبركم وثباتكم وجهادكم الدامي والمتواصل وشهدائكم وهذه ثمار دماء اعزائكم وشبابكم وفلذات أكبادكم ونتاج خياركم الصحيح وبصيرتكم النافذة وعدم فراركم من الزحف. كيف يمكن ان ننسى تلك السنوات من رباط ابنائكم على الجبال العلية في عواصف البرد وكيف ننسى قوافل الشهداء في كل بلدة وكيف ننسى مواقف عوائل الشهداء؟ يا اهلنا في البقاع اريد ان اكرر ما قاله اليوم قادة كبار: عيد التحرير يثبت أن كلفة المقاومة أقل بكثير من كلفة الاستسلام وهذا عيد كل لبنان وهو عيدكم بالدرجة الأولى وخذوه مباركاً وعزيزاً وهو لائق بكم. ويبقى كل الشكر للمقاومين المجاهدين الاعزاء وللمقاومة كلها بقادتها وكوادرها ومقاتليها وشهدائها وجرحاها واسراها وجمهورها وتضياتهم. لعباسها وراغبها وعمادها وذولفقارها وحسانها والرجال والامهات والصغار الذين أعرف ان صغارنا واحفادنا الذي يستعجلون ليصلون الى عمر 16 او 17 ليلتحقوا بدورات المقال في المقاومة ويستعجلون لعمر 18 ليلتحقوا بجبهات المقاومة"، معتبراً أن "هذا التحرير رسالته أن لبنان مسيج برجاله وجيشه ومقاوميه وكل من يفكر ان يعتدي على لبنان وكا من تمتد يده على لبنان عليه ان يعلم أن هذه اليد ستقطع وان هذه العين ستقلع ومشية الله عز وجل انطلاقا من لله رجال اذا ارادوا اراد، نريد بلدنا مستقلاً سيداً عزيزاً آمناً لا يخضع لأحد ولا يمن عليه أحد. انتهى الزمن الذي يعتدى على وطننا بفضل المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)