وخلال حفل تكريم العاملين في جمعية التعليم الديني الاسلامي، أضاف سماحته "من المفيد أن نسلّط الضوء على ما أنجزته المقاومة الإسلامية، حيث قدمت نموذجاً استثنائياً في لبنان والمنطقة بأخلاقيتها وطريقة أدائها إستناداً إلى إيمانها والتزامها، هذه المقاومة هي التي لم تطارد عائلة عميل "إسرائيلي" سنة 2000، ولم تنتقم من أحد على الإطلاق فالمجرم يعاقب ويحاسب عند الدولة اللبنانية، أما عائلته فلا علاقة لها بذلك وهذه قمة الأخلاق.
ولفت الى أن "هذه المقاومة هي التي اضطرّ بعض مجاهديها أن يدخلوا إلى بيوت يحتموا فيها ويأكلوا من طعامها خلال الحرب فيضعون الأوراق من أجل دفع المال مقابل هذا الطعام لكي لا يكون مغصوباً"، وأضاف "هذه المقاومة هي التي تلتزم بالتعهدات التي تطلقها ولا يسجل عليها أنها خالفت عهداً أو خانت أمانة أو كذبت في موقف، هذه المقاومة صادقة مع جمهورها وصادقة في إعلان مواقفها وصادقة في التعبير في التحليل السياسي والوقائع، وصادقة في الإشارة إلى الأخطاء والمظالم والعدوان من دون أن تتجنى حتى على أعدائها إن لم يفعلوا شيئاً بأنهم قد فعلوه، لأن الصدق ميزة من مميزاتها، لذا تجدون العدو "الإسرائيلي" يصدق سماحة الأمين العام في كل ما يقوله ولا يصدقون قادتهم"، وتابع القول "هذه المقاومة تواضعت عند النصر وهي التي تهتم بالوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية وهي التي تتعاون مع كل الأطراف لمصلحة لبنان"، وخلص الى أن "المقاومة نموذج استثنائي مشرف نفتخر أننا ننتمي إليه".
الشيخ قاسم أكد أن "هزيمة "داعش" هي ضربة قاسية جداً للفكر التكفيري، ليس للوجود التكفيري فقط بل أيضاً للفكر والثقافة التكفيرية لأن هؤلاء استطاعوا أن يحتلوا مساحات واسعة من الأراضي بالوهم والإجرام والقتل وليس بالهداية والكلمة الطيبة"، وأضاف "هؤلاء سقطوا سقطة مريعة إن شاء الله ستستمر في الأيام والأشهر القادمة، ومع سقوطهم تحررت عقول الكثير من الناس من التضليل وتحررت الأرض من الإحتلال التكفيري وتحررت السيادة من هيمنة المستكبرين و"اسرائيل"".
وأردف سماحته القول "لبنان اليوم من دون تهديد إمارتي "داعش" و"النصرة" بسبب ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ومن عقد الآمال على التكفيريين خاب وخسر".
وختم "نحن اليوم في عصر انتصارات المقاومة في كل المنطقة وفي عصر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة إعترفوا أم لم يعترفوا، هم يصرخون رفضاً للمعادلة ولكننا نراها على التلال والجبال ونراها في العقول والقلوب".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)