14 September 2017 - 22:27
رمز الخبر: 434649
پ
السيد عمار الحكيم:
اكد رئيس مؤسسة شهيد المحراب رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم ان استفتاء إقليم كردستان خارج الخط الأزرق {المناطق المتنازع عليها} تجاوزا واضحا للعراقيين، مشيرا انها خطوة تهدد السلم المجتمعي في العراق".
السيد عمار الحكيم

وقال السيد عمار الحكيم في كلمة القاها خلال المؤتمر 33 للمبلغين والمبلغات، في النجف الاشرف "لقد جمعنا الوطن مع الشعب الكردي ووقفنا بكل عز وكرامة دفاعاً عن الشعب الكردي منذ مرجعية الأمام الحكيم الذي أصدر توصياته المعروفة في حرمة مقاتلة الكرد حينما تحركت الجيوش لإبادتهم وفي تاريخ طويل حافل بالمواقف وصولا الى الأمام السيد علي السيستاني ومراجع الدين والقوى السياسية في بغداد بعد 2003 التي حرصت على ان تعطي للشعب الكردي حقوقهم كاملة وتدفع عن هذه الحقوق".
وأستدرك بالقول "ولكن قاعدتنا الواضحة ان استيقاء الحقوق يجب ان تكون ضمن العراق الواحد ويجب حفظ وحدة العراق وسيادته فلا حقوق للعراقيين بمعزل عن وحدتهم وسيادتهم ولا قوة للعراقين بمعزل بعضهم عن البعض وقوة كردستان بقوة العراق وقوة العراق بوحدته وبكل مكوناته وابنائه ومعهم ابناء الشعب الكردي".
وأضاف "هناك مشاكل واشكاليات واختلاف بوجهات النظر وهناك وتقصير من هذا وذاك ولكن لا طريق لحل المشاكل الا بالحوار ولا قوة لأي من الاطراف الا بوحدتنا وتماسكنا" داعيا "شعب كردستان الى ان يعي هذه الحقيقة بان قوته وقوته وارزاقه وحياته ورفاهه انما يكون ضمن العراق الموحد والنسيج الواحد وضمن الامة العراقية الواحدة".
وأكد السيد عمار الحكيم "بان الظروف الاستثنائية التي نمر بها ونحن نواجه داعش عدو العراق والانسانية والعالم كله وفي ظل التوقيت الضاغط فان الاصرار على اجراء استفتاء كردستان في هذه الظروف هي خطوة في الاتجاه المعاكس لوحدة العراق والوئام بين العراقيين وانها خطوة تخاطر بالسلم المجتمعية وتعرض الوئام المجتمعي لهزة عنيفة لاسيما مع اصرار القيادة الكردية على اجراء الاستفتاء خارج الخط الازرق وفي المناطق تنازع عليها وهي بمساحة تعادل مساحة الاقليم 100%، وهذه قضية تستفز مشاعر العراقيين والشعب العراقي بشكل كبير وتعد تجاوزاً واضحا للدستور وسياقات الدستور وخطوة احادية تتخذها القيادات في كردستان".
وتابع "نقول لشعب كردستان نحن نحبكم انتم جزء اصيل من الشعب العراقي والامة العراقية وسنبقى ندافع عنكم وعن حقوقكم في اطار عراق موحد وفي اطار عراق ذو سيادة وفي اطار وطنكم وعليكم ان تدافعوا عن هذا الوطن ووحدته 
وما زلنا نراهن على حكمة القيادات الكردية وأناشد رئيس الاقليم مسعود بارزاني بان لا يغلق الأبواب امام الحوار وامام الحلول العملية فالعراق والشعب العراقي يستحقان منا مزيدا من التضحية والمرونة والواقعية في الخطوات التي نتخذها في هذا الظرف العصيب".
ودعا رئيس التحالف الوطني الى "تشكيل جبهة وطنية عراقية كبيرة للدفاع عن وحدة العراق ولاقناع كل ابناء شعبنا في ان يحافظوا على هذه الوحدة ويتمسكوا بها ويصونوا هذه الوحدة فالعراق في هذه اللحظة التي انتصر فيها على الدواعش بأمس الحاجة في ان ينتصر فيها على نفسة وعلى الطموحات الداخلية ليبقى موحدا وعزيزاً".
ولفت السيد عمار الحكيم الى انه "وفي الوقت نفسه نقدر عاليا موقف بعض الدول الاقليمية والمجتمع الدولي التي ساندت ودعمت وحدة العراق بوضوح شديدة ودافعت عن السيادة العراقية، ولكننا نرصد موقفاً مريباً من بعض دول المنطقة التي نراقب تصريحاتها وخطواتها بدقة ونقيم ردود الأفعال التي تصدر منها بشكل واضح في أهم قضية وتحد يواجهه الشعب العراقي بكل اطيافه بهذه اللحظة الحرجة حيث التزمت الصمت واللامبالاة او الكلام الخجول ولم يستنفذوا اوراقهم الكافية في الدفاع عن وحدة العراق وان الشعب العراقي سوف لا ينسى هذا المواقف وسياخذها بنظر الاعتبار في علاقات العراق المستقبلية مع هذه الدول".
وبين انه "ليس معيبا ان نختلف ولكن من المعيب ان نعجز عن ادارة الاختلاف ووضع الاطار الصحيح له وعن التعايش في ما بيننا في المختلفين"، موضحا ان" الاختلاف هو سنة آلهية، ولا نقلق منه لانه نتاج طبيعي للتنوع والتعدد والشعب العراقي امة متنوعة ويكمن الاختلاف بتفاصيل كثيرة، ولكن كيف معالجة هذا الاختلاف، وهو في ادارة الاختلاف عبر الحوار وثقافة الحوار وان نتحدث مع بعضنا وطرح الهموم ومناقشتها". 
وأوضح ان" الحوار هو المدخل والمفتاح لحل الخلافات لانه بلد التعدد وما دام هناك تعدد وهناك اختلاف ولاسيما في الظرف الصارخ السياسي قلنا لنكرس في هذا المؤتمر المهم ثقافة واهمية الحوار فهو اسلوب الانبياء والاوصياء في الدعوة باقامة الحجة للبشرية، فالحوار يضبط الايقاع ويحدد الاطر بان لا تسمح للانفعاليات اتساعها ويمنع التصعيد والاستفزاز ويمنع التدمير وتجاوز الخطوط الحمراء ويقلل منسوب السلبيات ويزيد الايجابات ".
وذكر ان" الحوار يكشف الحلول والمواقف والاشكاليات والشبهات ويقدم التفسير الصحيح للمواقف والاقوال"، منوها ان" البيئة العراقية بيئة تعددية واختلاف، فاي موقف وكلمة سلبية يولد الاحتقان يحتاج للحوار الذي ينضج الافكار ويعمق الرؤية ويعزز الايجابيات ويطور الأفكار"، مستدركا ان" الحوار تارة بين افراد وجماعات ومذاهب وشعوب او حكومات وحضارات، وهناك حوار مباشر واخرى برسائل ووسيط واخرى غير مباشرة عبر وسائل الاعلام، ويجب يكون أحياناً علمياً وفقهياً أو فكرياً او حوارا سياسيا مرة نظري ومرة عملي".
ولفت السيد عمار الحكيم "في زماننا اصبحت الحياة تتطور بشكل سريع ويجب ان يلحظ في الحوار، واذا اردنا حوارا ناجحا فيجب ان تكون هناك رغبة بين طرفي الحوار وتكافئ بينهما، بالإضافة الى رفض اجواء التخوين والتصعيد والاهتمام والانحراف والتطرف والاستفزاز واثارة الرأي العام التي لا يمكن ان تكون بيئة ناجحة لحوار موضوعي، ولا يمكن الحوار مع شخص مغلق وله مواقف مسبقة". 
وشدد "يجب ان يكون الحوار على اسس علمية واقعية ورؤية واضحة وليس بشعارات وكلمات فضفاضة فهي تخلق رأي عام ولكن لا تقرب من الحقيقة بشيء، ولابد من وجود لغة مشتركة بين المتحاورين، وعليه يجب التحلي باداب الحوار واخلاقه وتجنب التشنج والانفعال والرياء والتكبر والاستعلاء وانما اللجوء الى اللين والمرونة وقبول الآخر وعدم الإساءة له". 
وأكد "ضرورة ان تكون اجواء الحوار بعيدة عن اي تهريج وتخويف وارعاب فهي تمنع الانسان من ابداء الرأي، وتوقيت الحوار يجب ان يكون في ظروف نفسية وموضوعية مناسبة، ومنهج الحوار يجب ان يعتمد على اسس وقواعد متفق عليها بين الاطراف المتحاورة"، لافتا الى ان" اي حوار عراقي يجب الاستناد للدستور وعدم رفضه والتنوع والمصالح والاتفاقات هي قواعد للحوار".
ووجه رئيس مؤسسة شهيد المحراب كلمته الى المبلغين والمبلغات قائلا ان "من دوركم في التعامل مع المتغيرات والظواهر الطارئة والدخيلة على المجتمع العراقي، فالمشهد السياسي اصبح جزء لا يتجزأ من الواقع السياسي واصبح هماً للناس ولا يستطيع المبلغين تجاهل هذه الحقائق"، داعيا إياهم الى" تحفيز الناس على التعايش وتطييب الخواطر، وتكريس الأمة العراقية الواحدة مهما اختلفت مذهبيا وقومياً".
وذكر ان" المنبر الحسيني فكر وعقيدة ومنهج وثقافة ومنهج ويجب ان يكون قادرا على مخاطبة الجميع، وعلينا الترويج للامام الحسين {عليه السلام} بهذا الافق الكبير فهو مشروع بناء وتقويم الانحراف وتقديم الاصلاح الحقيقي".
وعن الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينغيا اكد السيد عمار الحكيم ان" الجرائم التي يتعرض لها المسلمون في بورما تثبت ان المجتمع الدولي لازال عاجزا وان العدالة غائبة".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.