وخلال لقائه عددا من مدراء وكبار مراسلي وسائل الاعلام الاميركية في نيويورك الثلاثاء، اشار الرئيس روحاني الى الاتفاق النووي الموقع بين ايران ومجموعة '5+1' والتقارير السبعة الصادرة لغاية الان عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤكدة لالتزام ايران وقال، انه تم التاكيد في جميع هذه التقارير السبعة بان ايران كانت ملتزمة بتعهداتها تماما، لذا لو نقضت اميركا تعهدها فان كل الاضرار والمسؤوليات ستكون على عاتقها وسيثبت ذلك بان ايران دولة ملتزمة بتعهداتها وان اميركا لا يمكن لاحد الوثوق بها، لانه من الممكن ان يتم ابرام اتفاق يوما ما (من قبل الحكومة الاميركية) ومع مجيء حكومة جديدة يتم نقض جميع ما تم الاتفاق بشانه.
واضاف، انه بناء على ذلك لو حدث اي شيء في الموضوع النووي فان ايران هي المنتصرة، وبطبيعة الحال لو خرجت اميركا (من الاتفاق) ستتضرر ولو بقيت فانها ستنتفع، ونحن مستعدون لكل الظروف ولا مشكلة لنا في الاستمرار بطريقنا ولكن لو تنصلت اميركا من تعهدها فمعنى ذلك ان هذا التعهد يواجه مشكلة ما ومن المحتمل في هذه الظروف ان تختار ايران طريقا اخر.
وحول اوضاع المنطقة خاصة اليمن اعتبر اجراءات اميركا وحماتها في اليمن ومنها القصف العشوائي للشعب اليمني وقتل الابرياء امرا خاطئا ويتعارض مع جميع المبادئ والقرارات الدولية والانسانية وقال، لا مبرر اطلاقا للهجمات الجوية السعودية وقتل الشعب اليمني البريء.
واضاف، اننا نعتقد بان العدوان على اليمن يجب ان يتوقف وان تتدفق المساعدات الانسانية وتتوفر الظروف للحوار اليمني – اليمني ليتخذ الشعب اليمني القرار لمستقبله وان تشارك جميع الاطياف والمكونات في تقرير مستقبل اليمن.
وانتقد روحاني المعايير المزدوجة التي تتخذها اميركا تجاه حقوق الانسان والتسليح قائلا، ان اميركا تلتزم الصمت ازاء الجرائم المرتكبة حينما يتم الحديث عن ابرام عقود تسليحية ضخمة ولا تدين اي جريمة، فكيف تكون هذه المعايير المزدوجة مبررة.
ونوه الى تزامن زيارة ترامب الى السعودية مع الانتخابات الرئاسية الايرانية قائلا، ان حضور 41 مليون ناخب عند صناديق الاقتراع كان افضل رد من الشعب الايراني على تهديدات بعض الدول وتصريحات ترامب ولقد اثبت الايرانيون بانهم متمسكون بنظامهم ويؤمنون بالديمقراطية وينتخبون مسؤوليهم بانفسهم.
وفي الرد على تصريحات بعض المسؤولين الاميركيين القاضية بان البرنامج الدفاعي الايراني يخل بالتوازن في المنطقة قال الرئيس روحاني، هل ان البرنامج الصاروخي الايراني أم ارسال الاسلحة يخل بالتوازن في المنطقة؟ والتزام الصمت ازاء عدوان دولة على دولة اخرى مستقلة؟ لاشك ان استبيانات الراي الاميركية نفسها تثبت بان شعوب المنطقة تعتبر دور ايران وبرنامجها لمكافحة الارهاب ايجابيا خلافا لدور الاميركيين.
واعتبر ان بيع كل هذه الكميات من الاسلحة لا يخدم مصلحة المنطقة ولا ينبغي ان يكون هنالك سباق للتسلح واضاف، اننا نعيش في منطقة تعمها الفوضى وخضنا تجربة حرب مفروضة علينا لفترة 8 اعوام لذا لا يمكننا التردد في الدفاع عن شعبنا الذي لا يمكنه تجاهل اخطار المنطقة، ومن الذي يعتقد بان لا تصنع ايران الاسلحة التي تحتاجها في الوقت الذي تشتري دول المنطقة احدث الاسلحة؟.
ونوه الى ان ايران ومنذ انتهاء الحرب العراقية ضدها في العام 1988 لم تطلق اي صاروخ على دولة اخرى ما عدا الصواريخ التي اطلقتها قبل فترة على مقرات داعش في دير الزور، وكانت من ادق الصواريخ، واضاف، انني استغرب انه كيف يجري الحديث عن الاسلحة الدفاعية (الايرانية) في حين لا يتم الحديث عن الاسلحة الهجومية التي تستهدف الشعب اليمني يوميا.
وفي جانب اخر من تصريحه وصف العلاقات الايرانية الروسية بانها متنامية وقال، هنالك تطابق في وجهات النظر بين البلدين في معظم القضايا الاقليمية والدولية وهما يسعيان لارساء والامن والاستقرار في المنطقة.
واضاف، من الطبيعي ان علاقاتنا تكون اكثر دفئا مع اي دولة تدعمنا في المجالات العلمية والصناعية والانتاجية والمصرفية والقروض التي نحتاجها.
واشار الى ان ايران بحاجة الى 200 مليار دولار من الاستثمارات في قطاع الطاقة وتم لغاية الان اجتذاب مليارات الدولارات من بعض الدول ومنها اليابان وروسيا والصين واضاف، لقد كان بامكان اميركا الاستفادة من فرصة الاتفاق النووي لكنها عملت على العكس من ذلك، ففي حين اننا بحاجة الى تطوير اسطول النقل الجوي نرى مجلس النواب الاميركي يخل في قراره بصفقة شراء الطائرات من شركة 'بوينغ' وهو الامر الذي يعني تكرار السياسات الخاطئة السابقة.
وفي الرد على سؤال حول الحرس الثوري قال، ان الحرس الثوري قوة شعبية وعسكرية كبرى في بلدنا ولعب دورا مهما جدا في حرب الثمانية اعوام (1980-1988) وهو الان يؤدى دورا مؤثرا ومهما جدا لتوفير الامن في ايران ومكافحة الارهاب ليس فقط في ايران بل ايضا في سوريا والعراق.
وحول الاستفتاء على الانفصال في كردستان العراق قال، لابد من الالتفات الى ان اي تغيير يجري خلافا للدستور ووحدة الاراضي، يعد خطير جدا للامن والسلام في العراق والمنطقة كلها، علينا الا نسمح بتغيير الحدود الجغرافية لان هذا التحرك سيشكل البداية لدومينو من التوتر ليس معلوما الى اين سينتهي. وان العلاقات بين بغداد واربيل كقضية داخلية للعراق ينبغي متابعتها في اطار الدستور.
وحول الربط بين الاسلام وبعض الجماعات الارهابية قال، ان الاسلام هو دين السلام والصداقة وليست هنالك اي علاقة بين الدين والجماعات الارهابية، فمثلما يمكن ان تقوم مجموعة مسيحية متطرفة بعمل ارهابي وهو ما لا يمكن ربطه بدين المسيحية فان دين الاسلام ايضا يعارض اي شكل من اشكال العنف والارهاب والقتل.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)