لكم فيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
«قام الحسين عليه السلام فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:أما بعد؛
فإن هذا الطاغية، قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم، ورأيتم، وشهدتم، وبلغكم، وإني أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدقوني، وإن كذبت فكذبوني، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم، من أمنتم و وثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون، فإني أخاف أن يندرس هذا الحق ويذهب، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
ألا وإنّ الدعي بن الدعي ـ يعني ابن زياد ـ قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة ».
يطلّ علينا شهر محرم الحرام وذكرى شهادة الإمام ابا عبدالله الحسين وأهل بيته وأصحابه الكرام عليهم السلام ونستذكر من خلاله أفجع حادثة تاريخية وأعظم حركة قادها المصلحون في محاربة الظلم والطغيان والفساد ألا و هي الحركة الحسينية المباركة.
وأستذكار هذه الثورة المباركة تلقى على عواتقنا نحن المسلمون وأتباع اهل بيت النبوة والرسالة عليهم السلام مسؤولية الحفاظ على استمرار هذه الحركة المقدسة وترسيخ آثارها وابعادها في النفوس والقلوب و هي اصلاح المجتمع ومحاربة الظلم والإرهاب والفساد؛ والدفاع عن المظلومين والمضطهدين والمحرومين أينما وجدوا.
وانطلاقاً من هذه المناسبة التأريخية الأليمة سنذكر بعض الإشارات لكل من يتحمل المسؤولية ويعلو منبر سيدالشهداء عليه السلام أو له دور ريادي في المجتمع أو كل من يتحمل مسؤولية الحفاظ على مكتسبات هذه الثورة الحسينية المباركة ومنها الدفاع عن قضايا الأمة المصيرية ونصرة المظلومين والمضطهدين والمشردين.
إنّ المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام باعتباره كمؤسسة عالمية لها مرجعيتها الفكرية والثقافية بين الملايين من مسلمي العالم، يقدم توصياته لأعضاءه وكل المرتبطين به من المبلغين والممثليات بالالتفات الى النقاط التالية:
1-فضح الممارسات التعسفية والإرهابية لكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ضد الشعب الأعزل وتهويد القدس الشريف والمسجد الاقصى وكذلك نظام الهيمنة الأمريكية الجائرة في المنطقة، الذي يحاول النفوذ في الدول وتأمين مصالحه الغيرمشروعة واضعاف الشعوب وتعزيز ودعم الدول و الانظمة الفاسدة المستبدة والمنظمات الإرهابية المسلحة.
2-الدفاع عن قضايا الأمة المصيرية منها اليمن والبحرين وسوريا وفضح جرائم النظام السعودي والانظمة الديكتاتورية المستبدة المعتدية في قصف المدن والبنى التحتية عبر جيوش التحالف والمنظمات الارهابية التكفيرية واثارة الفتن الطائفية والمذهبية والحروب المدمرة في هذه البلاد.
3-نصرة المظلومين واللاجئين في اليمن والميانمار وسورياعن طريق اتخاذ موقف جرئ من خلال إصدار البيانات واقامة التظاهرات والإعتصامات والتجمعات العامة ضد الدول والحكام الطغاة وتقديم المساعدات الانسانية والطبيّة والمالية للاّجئين والمشردين في هذه الدول.
4-عقد الملتقيات والاجتماعات بحضور العلماء والمفكرين المسلمين وغير المسلمين، وفضح الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي ونظام آل خليفة على أهالي العوامية والشعب البحرين وكذلك النظام البوذي في ميانمار .
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام في الوقت الذي يدين بشدة هذه الأعمال الإجرامية الوحشية؛ يناشد العلماء والمنظمات الإسلامية والإنسانية لإدانة هذه الجرائم والتصدي لهؤلاء المجرمين الخونه أن يقدموا المساعدات الإنسانية من الطبية والغذائيةوالمالية الى هولاء المظلومين الأبرياء بصورة عاجلة.
وكما يدعوا جميع المفكرين والعلماء في العالم الإسلامي للسعي الى تعزيز أواصر الوحدة بين المسلمين وخصوصاً في هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها الأمة الإسلامية ومن خلال الإستفادة من أيام شهر محرم الحرام لتوعية الناس حول نهضة الإمام الحسين عليه السلام وحثّهم على الإقتداء والتأسي بثورة كربلاء ومواجهة الظلم ومقاتلة طغاة الزمان ومواجهة جاهلية العصر.
إنّ المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام يدعو خطباء المنبر الحسيني الوعّاظ وقرّاء المراثي الحسينية الى حفظ شأن مجالس عزاء سيد الشهداء وذكر فضائل ومناقب أبي عبد الله الحسين عليه السلام وبيان فلسفة نهضته وثورته من خلال الرجوع الى المصادر الأصلية والموثقة والإبتعاد عن البدع والخرافات والأمور الغير واقعية في تلك المصادر وذلك للإستفادة من فرصة عاشوراء والإرتقاء بالجانب الفكري والمعنوي للمجتمع الاسلامي.
وفي آخر المطاف يقدم المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام تعازيه في أيام الحزن والغم بمناسبة حلول شهر محرم الحرام الى جميع المؤمنين من أتباع أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ومحبي وعشاق الفكر الحسيني الأصيل ويطلب منهم أن يتخذوا أكثر من ذي قبل، قيم مدرسة الشهادة ونهضة الإمام الحسين عليه السلام مثالاً لهم ونبراساً لواقعهم الحالي ومستقبلهم .
المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام
(۹۸۶۳/ع۹۴۰)