خازم
أدار الندوة الشيخ خازم وقال: "في ستينات وسبعينات القرن الماضي، تحركت النخب الثقافية لدعم مسار الإصلاح السياسي الاستقلالي والاجتماعي في تحقيق الكرامة والعزة والعدل والمساواة، فكانت من ثمارها مؤلفات ككتاب اليمين واليسار في الإسلام وككتاب أبو ذر الغفاري الاشتراكي الزاهد وأهمها كان ما كتبه عبد الرحمن الشرقاوي: الحسين ثائرا وشهيدا. وفي أيامنا هذه، تشتد الحاجة إلى مثل هذه الصوى والمنارات، فمع بقاء عنوان التحرر منقوصا ببقاء فلسطين مغتصبة وبقاء الظلم والفساد في حكوماتنا ودولنا ليس لنا، ومع انبعاث الجماعات التي عبثت بالدين وجعلته غلوا في الاعتقاد وفي العمل وتسويقا للحكام الظلمة الفسقة والفجرة ليس لنا إلا الاهتداء بمصباح الهدى والالتجاء إلى سفينة النجاة. ومن مثل الإمام الحسين بن علي عليهما السلام لمثل هذا المقام؟".
خليفة
ثم حاضر المدير العام السابق للأوقاف الإسلامية العلامة الشيخ هشام خليفة بعنوان "الحسين سبط النبي وأحد سيدي شباب أهل الجنة"، وقال: "لا يستطيع العاقل المنصف، إلا أن يتلمس الحكمة والغاية من تلازم شخص الإمام الحسين مع هذه الواقعة، واقعة كربلاء ويوم عاشوراء، لأن من كان بمقام الإمام الحسين ومن كان بمكانة الإمام الحسين، ومن كان يملك عقلا كعقله وقلبا كقلبه وحكمة كحكمته لا بد أن يكون له غاية مهمة وهدف عظيم وحكمة بالغة لما قام به وفعله في عاشوراء وكربلاء. ولذلك، ونحن نقرأ ونستلهم العبر من ذكرى كربلاء لن يستقيم الأمر، هنا جئنا لقضية الإمام الحسين سيدا وإماما. فقد كان الإمام الحسين كاملا في أوصافه، راقيا في مقاماته، ساميا في قيمه، مدركا لتصرفاته، وكيف لا يكون كذلك وهو بضعة من الكل الكامل".
أضاف: "نحن المسلمين، اليوم وخصوصا في لبنان، بأمس الحاجة إلى إرادة الوحدة والإصلاح التي عمل من أجلها وضحى في سبيلها الإمام الحسين، وأن نستشعر جميعا البعد الإيماني لحركته، ونستلهم من هذه الحركة العظيمة مناهضته للظلم، وأن نعمل على مد جسور التعاون والتآخي والتآلف في ما بيننا جميعا، رافضين أيضا كل أشكال ضرب الصف الإسلامي باسم الإرهاب والتطرف والعصبية والتعصب والتفجير والفئوية والتكفير ولنجعل من استشهاده وتضحياته دافعا نحو الوجهة الصحيحة للجهاد، وهو في مواجهة العدو الصهيوني وكل من يعمل في خدمته فيثير الكره والبغضاء بين المسلمين".
الخطيب
وحاضر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب بعنوان "إمامة الحسين ومعيارية الحكم"، وقال: "مما حبب إليَّ الحضور في هذا المجلس المبارك هو هذا العنوان تجمع العلماء المسلمين، الذي يوحي عنوانه بالوحدة بين علماء فريقين السنة والشيعة، اللذين يشكلان جناحا هذه الأمة ويتحملان، وخصوصا في الظروف الحالية، مسؤولية كبرى في مواجهة مؤامرات كبرى على العالم العربي وعلى العالم الإسلامي، حيث يستخدم فيه اسم التشيع والتسنن للوصول إلى أهداف خطيرة ولئيمة عبر هذه المذهبية البغيضة واللئيمة التي تتنافى مع رسالتنا رسالة الإسلام ومع ديننا وقيمنا. وإن كان تاريخنا فيه الكثير من الشواذات والأخطاء التي يجب علينا نحن الآن أن نتجاوزها بالعقل والوعي، فإن الخطر كبير والمسؤولية على قدر هذه الأخطار التي تتهدد هذه الأمة".
أضاف: "نحن أمة واحدة، الأخطار واحدة، الأخطار على العقيدة، الأخطار على المصالح، على وحدتنا، السنة من دون الشيعة اجتماع ناقص، الشيعة من دون السنة يعني كأمة تطير بجناح واحد. أنا أقول إن أمام هذه الأخطار التي تتهددنا، فلسطين ضاعت، المشاريع الوحدوية انتهت إلى الفشل، المشاريع الفئوية انتهت إلى الخسران، وصلنا إلى أن فلسطين، أن الذي أصبح في يد الإسرائيليين أكثر من فلسطين، والشعب الفلسطيني زاد فوقه شعوب أخرى من عالمنا العربي في النزوح، وحتى هذه الدول أنظمتنا، فشلت أيضا حتى في الحفاظ على الوحدة الوطنية".
وفي ختام الندوة قدم رئيس مجلس الأمناء القاضي الشيخ احمد الزين ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله دروعا تكريمية إلى المشاركين.
وألقى الشيخ إبراهيم بريدي قصيدة من وحي عاشوراء.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)