وذلك للم الشمل وإعادة بناء جسور الثقة والمحبة مع كل أطياف هذه المنطقة المباركة التي خصها الله تعالى بأن جعلها مهبط الوحي وموطن الأنبياء والرسل على إختلاف شرائعهم وأزمنتهم، وأن يعي الجميع أن القدر يفرض علينا أن نتعايش ضمن الأطر الجامعة والمحبة الصادقة، وكل خيار غير ذلك لا ينتج إلا الخراب والدمار وتنافر النفوس وما ينتهي إليه من الأحقاد والضغائن". ودعا سماحته في خطبة الجمعة من على منبر مجمع الامام الحسين (ع) في الشياح، المعنين والمسؤولين أن يسمعوا صوت الفقراء والمساكين الذين يموتون على أبواب مستشفيات بُنيت لهم وطُرد أبنائهم من مدارس أُسست من أجلهم، واذا بهم ينتهي الأمر أن يصبحوا قطاع طرق أو متسولين في أوطانهم، وعندها يكونوا لقمة سائغة يستثمرها المغرضون لمآربهم ويجد فيهم الأعداء بيئة حاضنة لشغب نقّال هنا وهناك، ومن خلالهم يستطيع العدو أن ينفذ الى داخلنا وبيوتنا، فإنا نتوجه الى أبناءنا وأعزاءنا ان يكونوا حذرين واعين لكل هذه المخططات وعلى المسؤولين والمعنين أن يقوموا بواجباتهم باتجاه الجميع.
اضاف الشيخ قبيسي قائلا: "كما ونتوجه الى أبناءنا الأعزاء والزوار الكرام الذين بدأوا التوجه الى زيارة الأربعين زيارة الأمام الحسين (ع) فنقول لهم علينا أن نعلم أننا ذاهبون الى أشرف بقع الأرض والى أشرف عمل نتوجه به الى الله تعالى، حيث تجديد العهد والولاء مع الله ونبيه (ص) بالتمسك بولاية أئمة أهل البيت (ع) للمشاركة بتلك المسيرة العظيمة التي أصبحت العنوان البارز التي يقراء العالم كله من خلالها مَن هم أتباع الحسين (ع) ومن هم شيعة علي (ع)، وهنا علينا جميعاً ان نقراء توصيات المرجعية العليا الصادرة عن سماحة أية الله العظمى السيد السيستاني بهذا الخصوص والموجهة الى جميع زوار الأربعين أيدهم الله تعالى، وهذا يستوجب علينا أن نكون بغاية الأتزان والأدب والستر والعفاف، وفِي أعلى مراتب الأخلاق في سلوكنا وتصرفاتنا، فإنكم رسول قومكم الى تلك المسيرة المباركة التي يلتقي عندها كل الشعوب من جميع أصقاع الأرض، فكونوا المثل الأعلى والنموذج الصالح حتى يقال هؤلاء أبناء هذا البلد الذي يستحق أن يحمل عنوان أول بلد أنعقد فيه عقد الولاء والإيمان مع أئمة أهل البيت (ع)على يد الصحابي الجليل أبي ذَر الغفاري. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)