وقال الشيخ علي الخطيب خلال خطبة الجمعة أمس، في مسجد لبايا - البقاع الغربي: ذلك "لمواجهة المحاولات المستمرة من بعض الأطراف الخارجية التي ما فتئت تعمل على تأليب بعض اللبنانيين على البعض الآخر، خدمة لمشاريع ومصالح دولية وإقليمية وتوسلا لتحقيق مآرب العدو الإسرائيلي لضرب المقاومة". وأضاف "إن التزامن بين التهديدات للمقاومة وتحريض اللبنانيين بعضهم على بعض وإشاعة جو الترهيب عبر التهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم يستجب اللبنانييون لدعوة الفتنة، إن التزامن بين هذه التهديدات وهذا التحريض وبين العقوبات الأميركية وتصعيد الإعتداءات الإسرائيلية بانتهاك الأجواء اللبنانية وملاقاة بعض الطبالين في الداخل لهذا التهويل ولهذه التهديدات ليس أمرا عابرا، وهو يدل بالتأكيد على محاولة الظهور بمظهر المقتدر تعويضا عن الهزائم التي تلقاها هذا المحور في العراق وسوريا عبر القضاء على دواعشه ومن لف لفهم في سوريا والعراق أولا، وثانيا منعا للمزيد من الإنهيارات في صفوف خدامه في المنطقة وانعكاساتها بعد استعادة المبادرة لصالح محور المقاومة والممانعة والتي بدأت تظهر جليا على صعيد إعادة البعض لحساباتهم والعودة إلى صفوف المنتصرين خدمة لقضيتهم".
وعما يحدث في البحرين، قال: "ما يحدث في البحرين من مظالم ترتكب بحق هذا الشعب المظلوم والصابر يشكل أعظم إدانة للمنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الشعوب وأعظم إدانة بحق الدول التي أيضا تدعي مناصرة شعوب المنطقة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ثم تقف صامتة أمام هذه الجرائم بحق معارضة يشهد العالم بسلميتها. والأنكى من ذلك أن يسمح باستخدام السلطات البحرينية لهذه القضية في نزاعها مع دولة قطر، ويراد لهذا الشعب افتراء أن يدفع الثمن في هذا النزاع".
ودعا "المنظمات الدولية المعنية والأمم المتحدة إلى الضغط على السلطات البحرينية للتعقل وحل المسألة السياسية بالحوار وإعطاء الشعب البحريني حقوقه المشروعة وإطلاق سراح المتعلقين السياسيين المظلومين".
وانتقد الخطيب الحال العربي في ما يخص وعد بلفور، فقال: "إن مرور مئة عام على وعد بلفور يعبر عن المدى المخزي والمذل الذي بلغه الوضع العربي وعن عمق التخلف في البنية الفكرية والثقافية والإجتماعية التي سمحت بالوصول إلى هذه النتائج، مئة عام والعرب لا حول لهم ولا قوة، ينامون ويستيقظون على أحلام قرارات دولية فارغة ومساع دبلوماسية خادعة لم يجنوا منها سوى الخيبات".
أضاف: "مئة عام والعرب يغطون خيباتهم بافتعال مشاكل داخلية بين شعوبهم ودولهم ويظهرون بها بطولاتهم المفقودة أمام العدو فلا هم أفلحوا في بناء دولهم وأنظمتهم واقتصاداتهم ولا هم أبقوا حتى على الموجود فسلموا قيادة شعوبهم وأنظمتهم إلى العدو ومكنوه من رقابهم، والذي يمعن في بلادهم تخريبا وتقتيلا ودمارا عبرهم وبأيديهم، يواجهون كل محاولة تخلص من هذا الواقع ويجهضون كل أمل بالتغيير، لقد أخلوا الساحة للعدو ونفذوا بأيديهم مآربه في مواجهة المقاومة بالتشويه والتأليب والتآمر محولين العدو إلى مصدر طمأنينة ومن يدفع الدم ويحقق الإنتصارات إلى عدو، مستخدمين في ذلك كل الأقلام المأجورة والأموال والإمكانات".
وختم: "كل تلك المساعي باءت بالفشل ولم يبق في جعبة العدو إلا القليل، وها هي بشائر النصر النهائي تلوح في الأفق. وما هذا التوتر الإسرائيلي والغربي الذي تعبر عنه التهديدات والتهويلات إلا محاولة للتغطية عليه وللحد من آثاره وانعكاساته، فالصبح قادم لا محال "أليس الصبح بقريب".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)