ترأس الوفد عالمُ الأزهر الشريف العلامة السيد عبد الولي نصر الجعفري والذي تحدث إلى إعلام العتبة العسكرية المقدسة، قائلًا: «من نعم الله تبارك وتعالى علينا وصولنا إلى العراق الشقيق في أيام نصرهِ وفي أيام فرحه وسروره، حضرنا أربعينية الإمام الحسين عليه السلام وشهداء الطف فرأينا العجب العجاب وحضرنا إلى سامراء وزيارة الإمامين العسكريين عليهما السلام، فرأينا ما يشرح الصدور وتطيب له النفوس وهيَّ أمنية غالية كنا نتمناها وكانت من أبعد الأشياء ولكن ليسَ على الله ببعيد والله غالب على أمره».
وأضاف جعفري، «أما ما رأيناه في العراق من الكرم ومن الجود والسخاء ومن المحبة التي يبذلها العراقيين في محبة وخدمة زوار أهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم، إلّا أنه يجب على البلاد الإسلامية أن ترسل بعثات من طلابها ليتعلموا في العراق من هم ال البيت عليهم السلام وليتعلموا كيف تكون خدمتهم وليتعلموا ما هيَ منزلة العلماء، فأن العراقيين جزاهم الله خير الجزاء هم الذين عرفوا قيمة ال البيت عليهم السلام واعطوهم من الحقوق ما اوجبه الله سبحانه وتعالى على المسلمين في قوله تعالى “قُلْ لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودّة فِي الْقُرْبى” فإن بعض المسلمين ساووا رؤوسهم برؤس ال بيت بل رأوا أنفسهم أكبر من ال البيت عليهم السلام ولذلك امتدت ايديهم إليهم بالقتل والإهانة والتشريد ومحو الذكر».
وأوعز، «إنَ الأيادي التي امتدت بفعلتها الشنعية وتفجير مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام، جرحت شعور المسلمين عامة وآذت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكن بفضل مجهودات أهل العراق ومرجعية العراق الرشيدة فإن البلد يشهد إنتقالة أمنية مهمة».
وأشاد، «جازى الله خيرًا مولانا المرجع آية الله السيستاني دام ظله، فلو لا فتواه ولو لا المقاتلين الأبطال المجاهدين لذهبت داعش إلى غرف نوم هؤلاء المغفلين البلهاء الذين ينكرون عليه الإنتصارات، ولكن الله تعالى أيد هذا الرجل وأجرى على يديه هذه الفتوى المباركة ودفعت البلوى ودفعت داعش إلى غير رجعة وإلى مزابل التأريخ والله يقول “الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”، فقد أوجد الله المرجع السيد علي السيستاني دام ظله بفتواه فتح على قلوب العراقيين، فكم مثله لا يسمع له كلام، النعمة والإكرام إلى الله أن يوجد أمثال السيد السيستاني دام ظله وأن يوجد من يسمع له كلاماً، هذان العنصران موجودان في العراق ولذلك كان النصر والتأييد فانتم الآن في أيام المنح وغابت عنكم أيام المحن فهنيئا لكم».
واختتم حديثهُ، «أسأل الله تبارك وتعالى أن تزداد محبتكم لآل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم، فأن الله تبارك وتعالى ادخر كنوزه عندكم، فنحمد الله على ذلك ونشكره على خدمة ال بيت النبي عليهم السلام، تمسكوا بهم واجعلوا يدكم يدا واحدة في البناء والتعمير، نسأل الله لكم نصرًا مبينًا ودحرًا للاعداء». (۹۸۶۳/ع۹۴۰)