الصلح
وتحدث رئيس دائرة اوقاف بعلبك - الهرمل الشيخ سامي الرفاعي من وحي المناسبة، والقى المفتي الصلح كلمة رأى فيها أن "المولد النبوي الشريف هو حقيقة مولد أمة ورسالة وحضارة، من اجلها جاء الرسول فصبر، واليوم يحيك شذاذ الآفاق المؤامرات لأمتنا، والخلاص من ولادة رسول الله هو اننا نحتاج الى التغيير، والتغيير هذا يبدأ بالنفس،
وأردنا من هذا اللقاء التأسيس لكلمة واحدة جامعة في زمن الفتنة والمحنة التي تعيشها امتنا، فهنيئا لكم يا أمة الاسلام، إن سرتم على نهجه ننتصر على عدونا وكلنا يعلم ان اتجاه البوصلة هو فلسطين، وفي توجهنا نحو القبلة علينا ان نكون كلنا امام قضية فلسطين وقضية القدس يدا واحدة لأن عدونا المشترك لجميع امتنا هو بني صهيون".
عبدالله
بدوره، قال المفتي عبدالله: "نجتمع اليوم في فيض الرحمة، رحمة رسول الله التي جمعتنا، فنحن اليوم نجتمع لنؤكد= الخطاب النبوي الإلهي الذي اخرجنا من الظلمات إلى النور واهتدينا بنوره وهداه لنؤكد ما اراده منا التوحيد وتوحيد الكلمة، وها نحن اليوم نجتمع على التوحيد وتوحيد الكلمة ، ونبينا محمد يشكل امتدادا لحركة الانبياء والرسل، ورسالته تشكل امتداداً للرسالات، وقد امتاز بأنه خاتم الرسل والدور الذي اتخذه لنفسه قبل البعثة حيث استطاع أن يغيير مجريات اجتماعية متكاملة وأراد أن يفهم الناس القيم الأخلاقية التي يتمتع بها الإنسان في الفطرة التي فطره الله عليه فكان رسول الله الصادق الأمين واستطاع أن يأخذ لنفسه حيزاً اجتماعياً، ويدعو إلى العدالة الاجتماعية والمساواة وبهذا الخلق العظيم، نحن نتمسك برسول الله".
واضاف: "ما نأمله من المسلمين ان يكونوا في اتصال مباشر مع رسول الله، وان يكون رسول الله قدوتهم، ولا يجوز أن نتوجه إلى فتنة مع بعضنا البعض باسم الدين وباسم الإسلام. وأن ما يشاع من هنا وهناك من خطابات او كلام هو مجموعة من روايات مهملة عند الفرق الإسلامية وما نسمعه اليوم من روايات تحريض على الآخر، وأن كانت منصوصة او موجودة في الكتب عند فرق المسلمين، إلا أنها روايات مهملة، أهملها العلماء، اهملها السلف الصالح من علماء المسلمين، اما من يخرج هذه الروايات إلى العلن او يريد أن يحرض من خلال هذه الروايات متعمدا، فإنه مشروع فتنة مأجورة من أجل الإيقاع بين المسلمين".
وأكد أن "كل من يستعمل خطابا إسلاميا يدعو إلى الفتنة بين المسلمين لا يمت إلى الإسلام بصلة سنيا كان او شيعياً ، ان هذا الكلام واضح وضوح الشمس، نحن كمسلمين ننتمي إلى رسالة نبينا محمد، وأمرنا أن نحفظ بعضنا البعض".
واعتبر أن "مسؤولية أئمة المساجد، ومن يتصدر للمنبر باسم الإسلام والمسلمين مسؤوليته الشرعية ووظيفته الشرعية اولاً حفظ الخطاب الديني الإسلامي لما يجمع شمل المسلمين، وثانيا التصدي لأصحاب منابر الفتنة لكي لا تسير هذه الفتنة بين المسلمين وهذه من مسؤوليتنا كعلماء دين، بل هي مسؤولية الجميع بان لا تأخذ الأمور الدينية إلى مصالح سياسية أو طائفية من أجل الوصول إلى مناصب او مواقع".
وتابع : "نحن كمسلمين ندرك أن العلاقة مع الآخر أساسية ومبنية على علاقة إنسانية بشراكة محكومة بالتعاون، من جهة، والاحترام المتبادل، من جهة أخرى. من هنا نقول ان المجتمع اللبناني بتنوعاته الدينية والطائفية والمذهبية يشكل مصدر غنى للبنان والمنطقة. وكما قال الإمام القائد السيد موسى الصدر إن الطوائف في لبنان نعمة والطائفية نقمة، لان الطائفية تشكل خصومات مع بقية الطوائف وأن إلغاء الطائفية السياسية يحفظ حقوق كل الطوائف".
وقال: "بالنسبة إلى ما جرى أخيرا نعتقد جميعا أن من انتصر هو لبنان عندما توحدت الجهود اللبنانية من أجل الحفاظ على مجلس الوزراء، وكانت هناك أياد بيض للجميع، وانتصر لبنان عندما حافظ على هذه الحكومة وحافظ على سيادته ببقاء هذه الحكومة. من هنا نقول ليس المطلوب أن يتنازل أحد عن رؤيته السياسية لكن يجب أن يكون هناك مسلم أساسي هو الحفاظ على هذا الوطن لأنه وطن نهائي لجميع أبنائه. وهذا ما يجب أن تراعيه كل القيادات الحزبية والسياسية في لبنان، ولا يحق لأي كان أن يعتدي على الوطن بسيادته الجغرافية وبسيادته الدستورية".
وختم: "لبنان استطاع أن يتجاوز أكبر معضلة ومجلس الوزراء اليوم على أبواب الانعقاد وهذا انتصار للبنان، ونأمل أن تسير أمور الناس بوتيرة إيجابية كما كانت عليه قبل الاستقالة، وان شاء الله تكون هناك لحمة وطنية تحفظ هذا الوطن الغالي لبنان". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)