ودعا نائب رئيس اللجنة الأستاذ في جامعة المصطفى حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد علي ميرزائي الى ضرورة ايجاد الدراسات البينية اذ لا يمكن ايجاد الوحدة من دون دراسة الآخر، كما اعتبر أن المذاهب لو توحدت واصبحت مذهبا واحدا فلا يمكن أن ترقى الى المستوى الحضاري وتأسيس الحضارة.
وشدد على ضرورة انتاج الاشياء وفق الأفكار اذ ان مشكلة الفكر مشكلة حقيقية، والعالم الاسلامي يعاني في الوقت الراهن من مشكلة المرجعية الفكرية المشتركة.
ونوه الى أن مصطلح الحضارة اضافة جديدة الى المؤتمر، موضحا أن المؤتمر كان يركز في السابق على قضايا أخرى الا أن تركيزه في هذا المؤتمر على الحضارة يؤكد وجود قفزة فكرية في المؤتمر، وهذا لايعني أن القضايا التي بحثها طوال السنوات السابقة ليست ذات شأن وأنما التطور الفكري أوصل المؤتمر الى مستوى البحث الحضاري.
وشدد على أن الحضارة التي يدعو اليها المؤتمر هي الحضارة التي تقود الى الوحدة، وفي نفس الوقت الوحدة التي تقود للحضارة.
من جانبه اعتبر عالم الدين اللبناني الشيخ زهير جعيد أن العالم الاسلامي مفكك اليوم ويعيش التمزق نتيجة المؤامرات التي تنفذ ضده، معتبرا أن الجانب المشرق في هذا العالم هي الانتصارات التي يحققها محور المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا.
ولفت الى أن حكومات المنطقة بدل أن تحتفل بهذه الانتصارات وتدعم نضال المقاومة نرى أنها تقلل من شأن هذه الانتصارات وتهدد فصائل المقاومة وتحيك المؤامرات ضدها، ولا تكتفي بذلك وحسب وانما تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني، كما أن هذه الحكومات لا تقدم الشكر للجمهورية الاسلامية الايرانية التي رفعت راية دعم القضية الفلسطينية والمقاومة وحسب وانما تبذل المساعي وتتحالف مع أعدائها من أجل اسقاط نظامها.
كما شدد على أن مشكلتنا لا تنبع من اميركا واسرائيل وحسب وانما انظمتنا تتحمل مسؤولية كبيرة في المشاكل التي تعاني منها الأمة ومن بينها مشكلة اثارة الخلافات، لافتا الى أن بعض الحكومات تقدم دعما هائلا للقنوات التي تثير الفتن الطائفية.
من جانبه دعا السيد منذر الحكيم في الكلمة التي القاها خلال اعمال اللجنة الى ضرورة احصاء وتنظيم الأولويات في معرفة التطوير والتفعيل الحضاري.
كما دعا الى ضرورة تفعيل ما يملكه المجتمع من عوامل التطور والتقدم الأمر الذي يتوقف بدوره على معرفة عوامل التطور التي تتمتع بها الأمة ومن ثم العمل على تفعيلها وتطويرها.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالأسرة فهي تلعب دورا بارزا في البناء والتطوير الحضاري، منوها الى أن الأسرة بقيت مهمشة في دراساتنا واهتمامتنا، مؤكدا ضرورة تأسيس مركز عالمي في الدول الاسلامية من أجل الاهتمام بكافة شؤون الاسرة.
الى ذلك تطرق عضو المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا برهان الدين داغ الى العراقيل التي تواجه الحضارة الاسلامية، داعيا الى ضرورة انتهاج العقلانية في كل شيء، فحتى منهجنا الديني يجب أن يرتكز على العقلانية خاصة وان الدين يولي أهمية كبيرة للعقل ويعتبره احد مصادر التشريع.
وأعتبر ان انعدام الأمن أحد العناصر التي تعيق تأسيس الحضارة الاسلامية مؤكدا ضرورة الشعور بالأمن الداخلي واستتبابه وفي نفس الوقت ينبغي توفير الأمن للآخرين.
كما اعتبر ان ارساء العدالة في كل كافة الجوانب والمجالات احد العناصر الرئيسية لبناء الحضارة الاسلامية، مشيرا الى أن الملايين من المسلمين يهربون من بلدانهم الاسلامية الى الدول الغربية بحثا عن لقمة العيش التي لا يجدونها في بلدانهم نتيجة غياب العدالة.
وشدد على أن الحرية أحد العناصر والركائز الرئيسية لتأسيس الحضارة الاسلامية، موضحا بأنه لا ينبغي الاكتفاء بأن نتمتع نحن بالحرية وانما نسمح للآخرين بالتمتع بها، معتبرا أن السماح للآخر بالتعبير عن رأيه وممارسة شعاراته نموذج من نماذج الحرية. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)