واعتبر في خطبة الجمعة، من على منبر مجمع الامام الحسين في الشياح، "ان الحركة التكفيرية التي أصابة الأمة بعمقها وكيانها، لم تكن أول الضربات ولن تكون قضية القدس أخر الطعنات، فنحن في موقع يحتاج منا أن نكون بحالة من الوعي واليقظة حتى نستطيع تجاوز هذه المحن والبلاءات، ولنعلم أننا أمام واقع مرير لا ينتهي ولا يمكن تجاوزه إلا برص الصفوف والعودة الى المبادىء العظيمة التي ننتمي إليها والعودة الى ديننا وقيمنا وتمسكنا بوحدة الكلمة والوقوف أمام هذه الأحداث بكل ثقة وثبات متكلين على الله، طالبين منه العون والنصر على الأعداء والمتربصين بهذه الأمة المرحومة، وعلى الأمة أن تستجمع قواها وتعود الى واقعها بعيدا عن الانقسامات والاختلافات وأن لا تعطي للعدو الذريعة للعب على أوتار تعدد الأفكار والمدارس والمذاهب التي تشكل بالتالي المجتمع المسلم الواحد في قبال هذه القرارات التعسفية".
وتابع:"بعد أن فشل الأعداء في كل الميادين واختبروا كل الوسائل لإخضاع الأمة لإرادتها ومشاريعها الهدامة، جاء الوقت الذي أرادوا أن يدنسوا مقدساتها، فعلينا جميعا أمة وقيمين ومسؤولين وحكاما أن يقفوا وقفة رجل واحد أمام هذا الحدث الخطير الذي يراد منه الأمعان بتشتيت جهود الأمة بما انجزت من إنتصارات على كل المشاريع السابقة، وكان بهذا الحدث موقف واضح وصريح للحوزة العلمية، وكما هو الحال في كل الأحداث المفصلية فكان الموقف الصادر عن المرجعية العليا في النجف الأشرف عن مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني حفظه الله تعالى معلقا على قرار الولايات المتحدة الأعتراف بمدينة القدس عاصمة للكيان الأسرائيلي بالقول إن هذا القرار مدان ومستنكر وقد أساء الى مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين، ولكنه لن يغير من حقيقة أن القدس أرض محتلة يجب أن تعود الى سيادة أصحابها الفلسطينيين مهما طال الزمن، ولا بد أن تتضافر جهود الأمة وتتحد كلمتها في هذا السبيل والله ولي التوفيق". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)