وقال الشيخ جعفر الربيعي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، “يحتفل العراقيون على مدى الأسبوعين الماضيين بتحقق النصر على داعش ، فداعش اليوم كجهة مواجهة للقوات العراقية انتهت وطويت صفحتها وما بقي منها ليس إلا عصابات هنا وهناك تحاول إرباك الوضع الأمني لكن وبمشيئة الله وعونه فإن رجال قواتنا المسلحة بكل صنوفها متيقظين لها ولا نزال نسمع انهم فككوا هذه الخلية وقضوا على تلك الجماعة وهكذا”.
واضاف “مع الاحتفال بهذا النصر علينا أن لا نغفل عن جملة من الملاحظات المهمة والإشارات القرآنية والتي يمكن بمجموعها أن تكون السبب الحقيقي وراء تحقق هذا النصر منها إن أصل هذه المعركة إنما هو إبتلاء من الله تعالى، فالحوادث المريرة التي قد تمر على المجتمع المؤمن هي عبارة عن امتحان الهي والبلايا التي تصيبهم في اموالهم وانفسهم كلها من اجل تمحيص الانسان وتكامله واعداده فهو في هذا الإمتحان على خطر كبير، فإنهم باجتيازهم هذا الامتحان الالهي يحصلون على ما وعدهم فيه من النصر وهو وعد إلهي لا يمكن أن يتخلف”.
وتابع الربيعي إن “النصر إنما هو من الله تعالى وتابع لمشيئته فعندما يعد الله سبحانه عباده بالنصر فإن هذا الوعد لابد أن يتحقق حتى لو كانت الحسابات ضمن الاسباب الطبيعية ترجح الكفة الاخرى، فالإمكانات المادية وحدها ليست عاملا حاسما في تحقيق النصر ولا تأثير لجميع التهديدات المادية والعلمية والنفسية والبشرية من دون مشيئة الله”.
وبين الربيعي إن “المشيئة الإلهية أوقفها المولى على خطوة من العبد تجاه ربه فالله سبحانه ينصر من يشاء لكن بشرط، وشرط النصرة هو أن ينهض الناس لنصرة الدين فما تحقق لنا من نصر على داعش إنما هو من عند الله لأننا إنما نهضنا للجهاد في سبيله، فالقيمة الحقيقية لهذا النصر في كونه انبعاثا عن أمر شرعي متمثل بفتاوى العلماء”.
واشار الربيعي إن “المؤمنين إذا ابتلاهم الله تعالى بحرب فإنهم يسعون الى الجهاد ابتغاء الحصول على إحدى الجائزتين وهما النصر أو الشهادة، فهؤلاء المؤمنون يبذلون في سبيل الله كل ما يستطيعون بذله من مال بل يتعدى الأمر إلى بذل الأنفس في سبيل الله تعالى على أن الله سبحانه سوف يوفيهم الكيل ويزيدهم من فضله لأنه ما طلب منهم مهجهم بلا مقابل وإنما هي تجارة بين العبد وربه يبذل العبد في سبيل مرضاة الله ماله ونفسه فتأتيه الجائزة من الله تعالى”.
وشدد الربيعي اننا “في احتفالنا بهذا النصر علينا أن لا نغفل عن الاحتفاء بمن دفعوا دمائهم ثمنا ليشتروا به نصرا لنا فما تحقق هذا النصر إلا بفضل تلك التضحيات التي قدمها اولئك المجاهدون ومن هنا دعا الشيخ اليعقوبي الى استحضار مواقف الشهداء وترويجها وتخليد بطولاتهم بمختلف الوسائل لأنهم رمز لعزة الوطن وكرامته ومناراً لمفاخره، ومما قاله سماحته: (لقد وعد الله تعالى ان يخلف الشهداء في أهلهم فلولا دماء الشهداء وتضحياتهم وثبات عقيدتهم وشجاعة المقاتلين لما تحقق النصر على داعش، فهؤلاء هم صناع النصر الحقيقيون وبتضحياتهم حُفِظَ الدين والوطن)”.
وختم الربيعي خطبته بالدعوة الى “تكثيف الجهود والعمل المخلص كلاً حسب امكانياته وموقعه لرعاية اسر الشهداء والجرحى والسعي في قضاء حوائجهم فإن من واجبنا وحق الشهداء علينا تفقدهم وتامين احتياجاتهم فإن ذلك جزء من حقوقهم على الأمة”. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)