المهرجان شهد حضوراً بارزاً تمثل برئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وقائد جهاز مكافحة الارهاب ووزير التعليم العالي ومستشار الامن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي وجمع غفير من متطوعي فرقة العباس القتالية.
وبعد ان عزف النشيد الوطني على اسماع الحاضرين اعلاناً لبدء الحفل، استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق، لتأتي الكلمة الترحيبية بالضيوف والتي القاها الاستاذ ( ميثم الزيدي) المشرف على فرقة العباس(عليه السلام) القتالية، ومما جاء في هذه الكلمة :" لنا الشرف الكبير ولنا العز والكرامة ان نكون بينكم اليوم بمناسبة النصر الحاسم الذي سطره العراقيون بدمائهم وجهادهم، هناك من يقول انكم كثير ما ترددون عبارة نصر العراق، ونقول لهم في خطبة النصر لسماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) ذكر هذه العبارة ومشتقاتها من العراقيين والعراقيات احدى عشر مرة، وحق لأي شعب من شعوب بلدان العالم ان يفتخر بوطنيته وبلده وبتراثه وحضارته، ونحن لا نعتقد ان هناك بلد يمتلك مقومات بلدنا العراق، فالعراق يمثل اعظم واقدم حضارة للإنسانية، نحن من علمنا العالم كيف يكتب القانون، العراقيون هم من علم العالم كيف يعبر عن نفسه من خلال الكتابة، وفي أرضنا كان مقصد الأنبياء والأولياء والصالحين، وها انتم ترون ان العراق بدماء شهداءه سطر ملحمة بطولية، الا وهي قتال داعش هذا الوحش الكاسر التي لم يكن يستهدف العراق كنقطة نهائية، بل أراد ان يكون العراق مدخل له ليستهدف بقية البلدان، إلا أن بفضل دماء الشهداء تم القضاء على داعش وتحرير العراق والمنطقة بالكامل".
وأضاف :" كانت الفتوى المباركة هي البلسم لجرح العراق وهي من اعادت العراق الى موضع الصدارة، ونحن اليوم مشرفين على مرحلة جديدة الا وهي مرحلة البناء، وسوف نبتعد عن عسكرة المدن والمجتمع وسنطلق السلاح بلا رجعة ونضع يدنا بيد الدولة لنقضي على الفساد، هذه الآفة الكبيرة التي لا تريد للبلاد خيراً، وستكون جهودنا مع الدولة اضعاف ما قدمناه ضد داعش، لان آفة الفساد هي السبب الرئيسي في دخول داعش الى العراق".
مبيناً :" فرقة العباس القتالية حريصة كل الحرص على ان تطبق الفتوى المباركة للمرجع الديني الاعلى السيد السيستاني، لان الحشد الشعبي ان شاء الله سيكون له الدور الكبير في المرحلة القادمة ليس في الانتخابات بل في بناء العراق ولا توجد هناك قائمة باسم الحشد الشعبي بل هو يدعم المشاركة في الانتخاب". بعد ذلك جاءت كلمة السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي والتي بارك من خلالها النصر للعراق والعراقيين قائلاً :" نبارك لكم هذا النصر الكبير مرة اخرى ونبارك لكم عام النصر وسنة جديدة بلا داعش، لقد صنع هذا النصر وحدة شعبنا، وصنعه المقاتلون الابطال الشجعان ورسمه الشهداء بدمائهم الزكية والجرحى بتضحياتهم وكل فرد من هذا الشعب الذي اعطى من وجوده ووقته، نهنئ ونبارك لكم هذه الفتوى العظيمة من المرجع الاعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) هذه الفتوى الذي استجاب لها ابناء شعبنا جميعاً، وتحقق النصر، ودافعوا عن الوطن وعن المقدسات فكانوا صناع النصر بحق، لقد تحقق هذا النصر عندما وقف الحشد مع الجيش، وعندما وقف جهاز مكافحة الارهاب مع الشرطة، وعندما وقف ابناء العشائر مع هؤلاء المقاتلين، وعندما وقف هؤلاء جميعاً مع البيشمركة على تخوم الموصل فحرروا نينوى، هؤلاء الابطال وقف بعضهم مع البعض لتحقيق هذا النصر، فهؤلاء لهم دَين في اعناقنا، هؤلاء الشهداء والمضحيّن لا ينبغي ان ننساهم، يجب ان يكونوا حاضرين، وصحيح ان مسؤولية الدولة في الدرجة الاولى في رعايتهم ولكن هي مسؤولية المجتمع ايضا، ان نفتّش عنهم وان ننظر في شؤونهم، ابناء الشهداء، عوائل الشهداء، الجرحى، المعوقين، أدعوا جميع الاخوة من المتطوعين من الحشد ومن ابناء الشعب ان يشكلوا لجان شعبية باستمرار من اجل ان يرعوا عوائل هؤلاء الشهداء، وان يرعوا هؤلاء المضحين، والدولة في خدمتهم فهي منهم واليهم، وهذا جزء من الوفاء لعوائل الشهداء والجرحى والحفاظ على هذا النصر المُقام على وحدة العراقيين".
وأضاف العبادي :"هناك من يريدنا ان نضيع هذا النصر بأصواتهم النشاز، عندما نقول أن ابن الجنوب والوسط وابن الشمال هب للدفاع عن اخوانه من المواطنين في المحافظات الاخرى فوقفوا بحزم وشجاعة ولم يحسبوها حساباً سياسياً أو حساباً طائفياً، لم يريدوا ان يضحوا من اجل هذه الفئة او تلك، ولكن من اجل المقدسات ومن اجل الوطن، فلا يجوز المتاجرة في دماء هؤلاء، للأسف بعض الطائفيين من صفٍ يقول ويرتفع صوته النشاز ويعترض".
وأشار دولة رئيس الوزراء :"عندما نذكر اولئك العوائل النازحة الكرماء من ابناء شعبنا الذين هاجروا واخرجهم الدواعش من المناطق التي احتلوها، و نريد ان نرجعهم الى منازلهم وقراهم ومدنهم، يخرج الينا ايضاً صوت نشاز من هذا الطرف أو ذاك، يريد ان يثير المصاعب والمشاكل ، بعضهم فتحوا الابواب وفتحوا كل الامكانات من اجل دخول داعش، كانوا يبشرون بالدواعش، لا ننسى ولا يجوز ان ننسى ، يبشرون بالدواعش ويقولون جاءوا لإنقاذكم ولكنهم دخلوا وقتلوا من زعموا انهم يريدون الدفاع عنهم وهجروهم ودمروا كل البنى التحتية، كذلك لا ينبغي لنا أن ننسى أولئك الفاسدون الذين استولوا على اموال الدولة وتسببوا في هذه الكارثة بفسادهم، فما كان لداعش ان يدخل الى مدننا الواحدة تلوا الاخرى الا بفساد هؤلاء".
ليتحف الحفل بعد ذلك الشعراء الذين أنشدت قوافيهم هذا النصر المتحقق بسواعد العراقيين ووحدتهم وهم يقفون صفاً واحداً ملبيّن نداء العراق الصادح بصوت المرجعية وفتواها المباركة. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)