وتابع الرئيس بقوله " هم يمروا من مياهنا ببواخرهم وشعبنا يموت جوعاً، وإن أردوا أن نعود إلى طاولة المفاوضات نحن جاهزون ومستعدون للتفاهمات وسيجدون منا ما لم يجدوه في الماضي ليس تنازلاً وإنما حرصاً على حقن دماء الشعب وعلى أمن واستقرار المنطقة".
وجرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع على الساحة الوطنية في ظل استمرار العدوان والحصار وجهود الأمم المتحدة المبذولة في الجوانب الإنسانية بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني.
واستعرض اللقاء الجوانب المتعلقة بالمحتجزين والموقوفين على خلفية أحداث صنعاء الأخيرة وعملية الإفراج عن الكثير ممن شاركوا في تلك الأحداث.
واعتبر هذا اللقاء بادرة طيبة في سبيل معرفة ما يدور وما يجري في اليمن من معاناة وكارثة إنسانية لم تحصل في تاريخ البشرية.. لافتا إلى أن هناك تناقض كبير في المواقف الدولية تجاه اليمن أسقطت الكثير من الأقنعة.
وأكد أن اللقاء فرصة لإيصال صوت الشعب اليمني من خلال الوفد لعل وعسى أن يصل هذا الصوت إلى المجتمع الدولي.. وقال " إن الموقف الذي سمعتموه منا في جنيف هو الموقف الذي سمعتموه في الكويت ومسقط وهو الموقف الذي ستسمعونه اليوم وكذا الموقف الذي ستسمعونه منا بعد ألف عام من اليوم حتى لو حوصرنا ولو لم يبق معنا سواء مربع واحد أو مديرية واحدة في الجمهورية لأننا نمتلك مشروع وقضية واحدة وهو نفس الموقف الذي سمعتموه منا ونحن في عدن وحضرموت وجميع أرجاء الوطن ".
وأكد الرئيس الصماد أن الأمم المتحدة تعد المظلة الدولية التي يأمل الجميع أن تكون هي الحاكم لهذا العالم أصبحت هي المشرعن للقوي ليأكل الضعيف تماماً وهذا ما وصلنا إليه.
وأشار الرئيس الصماد إلى أن المبعوث الأممي لم يستطع أيضا إعادة الوفد الوطني الذي خرج بإشراف ورعاية الأمم المتحدة إلى مفاوضات الكويت وظل عالقا في مسقط أكثر من أربعة أشهر وهو من تكفل بذهابهم وإيابهم من وإلى صنعاء، كما أن الأمم المتحدة لم تستطع إدخال رافعتين إلى ميناء الحديدة وحتى إيقاف أبسط الأشياء.
أوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى أن الأمم المتحدة كان لها دور بارز من خلال ممثليها واهتمامها وتعاونها مع بقية المنظمات .. وقال " ما لمسناه أنه كان هناك دور سلبي للغاية أوصلنا إلى مرحلة من اليأس والإحباط أو التعويل على أي دور أممي وكلما رأينا أي تحرك أممي لحل الأزمة في اليمن، كلما استعدينا لتصعيد وتحرك جديد لقوى العدوان "
وأضاف " نحن الآن نتوقع بعد زيارتكم هذه وإن كانت ليست بمستوى كل مرة لأنه اختلف الوضع، نتوقع تصعيد كبير جداً سيتلو هذه الزيارة وغيرها من الزيارات" .. لافتا إلى أن ولد الشيخ كان يأتي كل مرة لليمن فقط ليستغل هذه الزيارة في تقديم إحاطته إلى مجلس الأمن.
واستطرد " لا هم دفعوا الرواتب في الجنوب ولا هم دفعوا الرواتب في الشمال ولا هم من أسلموا العملة من التضخم والترهل والانهيار، فأي دور قامت به الأمم المتحدة في سبيل ذلك ؟ ومع احترامنا لولد الشيخ وهو يقول أنه لم يعد من صنعاء إلا وقد سلمت الرواتب من قبل حكومة المرتزقة نحن لا نقول أنهم شرعية ربما البعض يتأدب ويقول حكومة شرعية نحن نعتبرهم ليسوا شرعيين إطلاقاً هم في الرياض، نحن الشرعية هنا شرعيتنا هي مجلس النواب الذي يعتبر الممثل الرئيسي للشعب اليمني ومن خلال الجماهير التي خرجت من الشعب".
وتطرق إلى ادعاءات تحالف العدوان بفتحه ميناء الحديدة فيما الواقع عكس ذلك .. وأضاف " يدعًون أنهم فتحوا الميناء وهم لم يفتحوه حتى الآن، هم سحبوا حتى السفن من داخل الميناء وما يحصل عبارة عن هرطقات إعلامية لا أساس لها من الصحة وكما ترون المشتقات النفطية وصلت أسعارها إلى أسعار خيالية في اليمن جراء الحصار على الشعب اليمني ليس كما يدعون بسبب السلاح، لأن لديهم آليات تفتيش للسفن وهذا ليس مبررا لهم للتواجد في ميناء الحديدة إطلاقاً ".
فيما عبر نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن عن الشكر والتقدير لرئيس المجلس السياسي الأعلى لإتاحة الفرصة لهذا اللقاء.. وقال " سعيد بوجودنا في اليمن وأن هذه الزيارة إلى صنعاء جزء من التفويض الأممي".
وأوضح أن دورهم كوسيط يخضع للتواصل الدائم، وأن طبيعة عملهم يتمثل في العلاقات والتواصل وأن مرجعيتهم هي قرارات الأمم المتحدة.. مؤكدا أنه لا يوجد حل للأزمة اليمنية سوى الحل السياسي. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)