وبحسب وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن عراقجي كان ضيف برنامج حواري تلفزيوني مساء أمس السبت حيث قيّم قرار ترامب الأخير حول الاتفاق النووي، وقال: "مضى حوالي العام الواحد الى الآن على الجهود الواسعة التي يبذلها ترامب من أجل إلغاء الاتفاق النووي أو تعديله لكن مساعيه باءت بالفشل".
وأضاف : "تهديدات (ترامب) الأخيرة لم تكن جديدة، فقبل شهرين عندما أرسل القرار الى الكونغرس هدد أيضا أنّه سيلغي الاتفاق إن لم يتوصّل الكونغرس الى نتيجة".
ولفت مساعد وزير الخارجية إلى أن إيران استطاعت إبعاد أوروبا وآسيا عن أمريكا خلال مواجهتها للولايات المتحدة على مدى العام الأخير، وقد ظهر للجميع مدى قوى الاتفاق النووي.
وأشار عراقجي إلى أن نواب مجلس الشّيوخ الأمريكي بعثوا برسالة إلى المسؤولين الإيرانيين دعوهم الى عدم الثقة بأوباما لأن أي رئيس امريكي مستقبلي يمكن أن يطيح بالاتفاق النووي عبر توقيع منه، وقال: "الاتفاق النووي هو جزء من قرار لمجلس الأمن وأوروبا لم تقف الى الآن في موقف قاطع وصريح في مواجهة أمريكا مثلما تفعل الآن".
وأردف بالقول أن عزلة أمريكا الثانية كانت عندما دعت الى جلسة لمجلس الأمن الدولي بعد أعمال الفوضى الأخيرة في إيران لكنّها لم تتوصل الى نتيجة، والفارق أن نتيجة تلك الجلسة كانت دفاعا عن الاتفاق النووي، والمناورة الدبلوماسية الإيرانية الثالثة كانت باجتماع وزراء الترويكا الأوروبية والسيدة موغريني الذين أعلنوا جميعا دعمهم للاتفاق النووي.
وشدد عراقجي على أن الاتفاق النووي يمثّل إنجازا للسياسة الخارجية الأوروبية، ولهذا السبب فإن أوروبا تريد الحفاظ عليه حفاظا على مكانتها، مضيفا ان "الاتفاق النووي يشكل أهمية أمنية لأوروبا وهم يعتقدون أنّه إذا تم إلغاء الاتفاق النووي فستعاني أوروبا من عدم استقرار أمني".
ولفت مساعد وزير الخارجية إلى أن كثيرا من المشاكل قد تم حلّها عبر الاتفاق النووي كبيع النفط الى أوروبا واسترداد أموال عائدات النفط. وفي مجال المواصلات فقد استعادت هذه الحركة حالتها الطبيعية بعد الاتفاق النووي. أما في المجال المصرفي فلنتمكن من استرداد الوضع الطبيعي، بسبب مسألة الاستثمار طويل الأمد في إيران حيث يواجه هذا الأمر مشكلة في ظل الأجواء المخرّبة التي تخلقتها الولايات المتحدة.
وأضاف : أمريكا تسعى للوقوف في مواجهة الاستثمار الطويل الأمد في إيران، وقد نجحت الى حد ما لكن إيران استطاعت أيضا إبرام عقود كبيرة في هذا المجال مع أوروبا لكن ليس بمستوى ما كانت تتوقعه.
وقال عراقجي أن أحدا لا يصدق ترامب بأنّه لن يمدد الاتفاق النووي حيث ظهر فراغ تهديداته في هذا المجال؛ مشيرا الى المساعي الأمريكية والفرنسية من أجل إيجاد ربط بين الاتفاق النووي والبرنامج الصاروخي الايراني، وأضاف: الاتفاق النووي هو واحد من القضايا العالقة بين إيران وأمريكا وأوروبا، ولا يعني ان يشمل كافة القضايا ويحل جميع الملفات، ونحن في هذا السّياق نعارض أوروبا بشدّة. لقد أفهمنا الأوروبيين أن باقي الملفات لا تتعلق بالاتفاق النووي وقد وافقوا على هذا الأمر.
وحول فرض الحظر على 14 شخصية وشركة إيرانية بمن فيهم رئيس السلطة القضائية في ايران، قال عراقجي: هذا الأمر يتعارض والقواعد المرعية الإجراء دوليا، وفرض الحظر على رئيس سلطة قضائية هو سابقة من نوعها ويأتي في إطار تعويض أمريكا لخساراتها في مواجهة إيران. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)