وبحسب وكالة مهر للأنباء، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي "علي شمخاني" أشار خلال لقاء مع قناة العالم، إلى أن كل من ترامب و اوباما لم يكونا صادقين بتعهداتهما اتجاه الاتفاق النووي مضيفا ان ترامب سخر من الامم المتحدة كثيرا.
واضاف : ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتبارها منظمة معروفة على الصعيد الدولي مهمتها الاشراف على التزام ايران بنص الاتفاق او نكثه، اعلنت تسع مرات بان ايران ملتزمة بمختلف بنود الاتفاق، وفضلا عن ذلك فان سائر الدول الاعضاء في مجموعة 5+1 اكدوا هذا الالتزام، ولذلك فان اعلان ترامب عدم التزام ايران بالاتفاق يفتقد لاي اسس ويتعارض مع القوانين الدولية، هذا فضلا عن ان ترامب يفتقد الى صلاحية اعلان مثل هذا الامر.
وتابع : ان ترامب وبناءا على شخصيته ومواقفة المختلفة يحاول ابتزاز وترهيب الاخرين. نحن نعتبر تصريحاته مجرد مزاعم خاوية، مثلما صرح فيما سبق بانه لا يصادق على مرسوم استمرار تعليق الحظر ولكنه تراجع ووقع عليه مرة اخرى.
واشار الادميرال شمخاني ان الاتفاق النووي هو اتفاق دولي وعلى الجهات التي ساهمت في صياغته ان تثبت التزامها وتصونه بشكل عملي .
ولفت الى ان ترامب هدد الدول الاوروبية وحدد لها مسؤوليات تتعارض مع تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي وقال : هذا الامر وفقا لرؤيتنا ورؤية الخبراء السياسيين على الصعيد الدولي هو بمثابة اذلال لاوروبا.
ونوه الى الدعوات الاوروبية والامريكية المكررة لاعادة التفاوض بشان الموضوع النووي وقال : لقد اوضح احد المنظرين ضمن الفريق الامريكي المفاوض مع ايران في مقال له انه لا يمكن تقويض قدرات وتقنيات ايران النووية عبر اتخاذ اي اجراءات عسكرية او فرض الحظر بل ان هذه الضغوط وعلى العكس ستؤدي الى تحرك ايران باتجاه تنمية قدراتها.
واكد امين المجلس الاعلى للامن القومي قائلا : ان جرى الغاء الاتفاق النووي باي ذريعة فان ايران لن تكون الطرف الخاسر، وبما ان الراي العام ثبت لديه التزام ايران بالاتفاق النووي وعدم مصداقية الجانب الاخر فان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستسرع من وتيرة خطواتها على الصعيد التقني. هذا فضلا عن ان سائر البلدان وتأسيسا على تجربة الاتفاق النووي سوف لن تدخل غمار اية عملية تفاوضية في المستقبل نظرا لنكث العهد من قبل امريكا واوروبا.
وتابع امين المجلس الاعلى للامن القومي قائلا : ان حاولت امريكا وفقا للمسار الذي تنتهجه حاليا الغاء الاتفاق النووي والخروج منه، فان ذلك يعني بان الاتفاق النووي لم يعد قائما، وهذا يعني اننا سنبدا مباشرة بتطبيق خططنا التقنية والسياسية التي وضعناها مسبقا، ولدينا الامكانيات التي تجعلنا قادرين على تحقيق طفرات نوعية على الصعيد التقني لتعزيز قدراتنا النووية السلمية واستمراريتها .
وشدد على ان الشعب الايراني ومن منطلق الثقة الوطنية التي تسوده والاعتماد على الذات ووجود قيادته الحكيمة لن يصل ابدا الى طريق مسدود وقال : اننا والى جانب اضرار الحظر، توفرت لدينا فرص وحققنا الكثير من المنافع التي ادت الى ترسيخ ثقافة الاعتماد على الذات والاكتفاء داخليا.
ونوهامين المجلس الاعلى للامن القومي، الى ان ترامب هو الرئيس الامريكي الاول الذي وصلت شعبيته الى ادنى مستوى بين الرؤساء السابقين في عامه الاول وفقا لاستطلاعات الراي الدولية مصرحا بالقول : اضافة الى نقاط الضعف الموجودة في شخصية ترامب، فان الاستراتيجية الامنية المعلنة من قبل امريكا مليئة بالتناقضات ونقاط الضعف وهذا ما سيوفر لنا الكثير من الفرص خلال عام 2018 لو استثمرنا نقاط الضعف هذه.
وفي سياق اخر، اعتبر ممثل القائد في مقابلة مع قناة "العالم" وفي معرض الرد على سؤال حول الاحتجاجات الاخيرة التي شهدتها بعض مدن ايران، اعتبر ان الاحتجاج حق مشروع للمواطنين في مواجهة الانظمة الحاكمة وهذا الحق معترف به في الكثير من بلدان العالم .
وتابع الادميرال شمخاني قائلا : انظروا الى الاحتجاجات التي شهدتها امريكا تزامنا مع الذكرى السنوية الاولى لوصول ترامب الى سدة الحكم . الكثير من بلدان المنطقة ومن حيث المبدا لا تعترف بهذا الحق وشرعيته، ولذلك حين تواجه ايران التي يتم تحديد مصيرها عبر اصوات الشعب وصناديق الاقتراع مثل هذه الاحتجاجات، نرى انها تثير استغراب الدول التي يتم ادارتها وفقا للانظمة القبلية، لان الاحتجاج في مثل هذه البلدان يعد بمثابة مؤشر على تفجر الاضطرابات والازمات فيها. وفي هذا المجال اذكر اليكم واقعة لا تخلو من طرافة. احد قادة هذه البلدان وخلال زيارته لايران قال لي بان الصحف ووسائل الاعلام الايرانية تعكس الكثير من نقاط الخلاف الموجودة وهذا الامر قد يؤدي الى تحريض المواطنين، فلماذا لا تمنعون مثل هذه الاجراءات؟ فقلت له: هذا هو نمط الحياة السائد في ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية، ونحن لا نشعر باي قلق تجاهه بل نقر بشرعيته. طبعا لا يخفى بان هذا المسؤول كان يشعر بالقلق حيال تاثير مثل هذه الرؤية السامية النابعة من سيادة الشعب،على بلاده .
دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية يقر حق التجمهر والاحتجاج في اطار القانون
وتابع ممثل قائد الثورة الاسلامية قائلا : ان دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية يعتبر التظاهر حقا قانونيا ومشروعا، ويرى بان المواطنين احرار في التعبير عن ارائهم وانتقاداتهم، فمن وجهة نظرنا الاحتجاجات الاخيرة كانت ضمن المسار الطبيعي وفي اطار التعبير عن التطلعات، لكن بعض مثيري الشغب قاموا باعمال عنف ممنهجة لزعزعة الامن والاستقرار. وحين ادرك المواطنون بان البعض يحاول استغلال هذه الاحتجاجات المشروعة وحرفها عن مسارها الطبيعي قاموا بعزلهم وعدم مسايرتهم .
وراى الادميرال شمخاني ان اثبات دور المناهضين للنظام على صعيد استغلال هذه الاحتجاجات لا يحتاج الى وثائق امنية سرية واضاف : القاء نظرة سريعة على وسائل الاعلام الرسمية للدول المعادية او بعض وسائل الاعلام غير الرسمية التابعة للانظمة السلطوية يثبت هذا الامر بشكل واضح. فمن خلال رصد الاجراءات التي قامت بها وسائل الاعلام آنفة الذكر يمكن مشاهدة هذا الامر واثباته. فحين ينبري رئيس جمهورية دولة ما الى الاعلان في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن انه سيبذل ما بوسعه لتأجيج الاحتجاجات وانه سيرفع هذا الموضوع الى مجلس الامن الدولي، او حين تقوم ممثلة هذا البلد في الامم المتحدة بعقد مؤتمر صحفي تكرر خلاله ذات الشعارات التي يطلقها مثيرو الشغب ضد النظام، لا يمكن استنتاج امر آخر سوى التدخل السافر في هذه العملية؟ ومن الطبيعي حين يرى ابناء الشعب بان هذا التدخل يهدف الى النيل من الاقتدار الاقليمي لبلدهم ليس فقط يحددون موقفهم من هذه الاحتجاجات بل يتصدون لها.
واستطرد شمخاني قائلا : ان آلية معالجة بعض المشاكل التي نصفها بانها جرح داخلي، بدات منذ اشهر وفق مخطط مرسوم لها وهي مبنية على تسوية هذه المشاكل باسرع ما يمكن والحيلولة ىون ان تتحول البلاد الى مدرج لهبوط طائرات العدو المناوىء للبلاد. ان السلطات الثلاث تبذل ما بوسعها لحل هذه المشاكل ونحن واثقون بان البلاد تتوفر لديها الامكانيات والطاقات الكفيلة بتسوية هذه العقبات والمشاكل والتعاطي مع التحديات.
الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تعلن حالة الطواريء ابدا في البلاد منذ انطلاقتها
وصرح امين المجلس الاعلى للامن القومي بان البلاد ليس لديها قانون الطواريء وقال: خلال العقود الاربعة الماضية من استقرار الجمهورية الاسلامية ورغم بعض الازمات التي عصفت بالبلاد لم نعلن حالة الطوارىء ابدا، ولكننا نرى ان فرنسا وبسبب بعض المفرقعات التي فجرها التكفيريون المدعومون من قبل بعض الدول الاقليمية تعلن حالة الطوارىء، هذا فضلا عن ان تركيا لا زالت تعيش حالة الطوارىء. لكننا في ايران وبعد اسبوع فقط من الاحتجاجات نرى ان الحياة عادت الى مسارها الطبيعي، وحتى خلال فترة الاحتجاجات ايضا الحياة الطبيعية كانت سائدة. نفوس ايران تربو على 80 مليون نسمة وهذه التجمعات كانت محدودة جدا.
الباري تعالى خلق اعداءنا حمقى
واضاف الادميرال شمخاني قائلا: رغم رصد امريكا والكيان الصهيوني لاموال طائلة بغية زعزعة الامن في ايران والقيام بمؤامرات مثل شن الحرب المفروضة على ايران على مدى ثمانية اعوام وفرض الحظر الجائر عليها وتشكيل ائتلاف لعزلها دوليا، لم يحققوا مبتغاهم .
وراى ان الهزائم المتتالية للانظمة السلطوية في مواجهة ايران مؤشر على خطأ فهمهم للشعب الايراني والطاقة التي يتمتع بها النظام الاسلامي، ونحمد الله تعالى بانه جعل اعداءنا من الحمقى وتابع : لدينا مشروع متكامل لتسوية المشاكل الداخلية، فالخطة الخمسية ووثيقة الافاق المستقبلية للبلاد هي الاطار لتسريع وتيرة الاصلاح والتقدم في مسار تحقيق التنمية والتطور.
ولفت الادميرال شمخاني الى ان الشعب الايراني يعشق استقلالية بلاده ويعارض اي تدخل اجنبي في شؤونه لاسيما تلك التي تحاول استغلال الاحتجاجات الشعبية لبلورة حركة تشكل عقبة امام تطور البلاد. الرئيس الامريكي الذي اتخذ الكثير من السياسات الخاطئة حيال القضايا الاقليمية، نشر الكثير من التغريدات الداعمة فيما يخص هذا الموضوع.
والمح امين المجلس الاعلى للامن القومي الى ان هذا الموضوع لا يختص بترامب وقال : الدول الغربية ايضا ارتكبت اخطاءا كثيرة، ولكننا وبفضل صمودنا ومواقفنا المدروسة حولنا التهديدات الى فرص . فجزء من الاقتدار الاقليمي الذي تتمتع به البلاد حاليا هو نابع من نظام السيادة الشعبية وتقديم الانموذج المناسب للتعايش السلمي من جهة، ومن اخطاء اعدائنا المرحليين والدائمين من جهة اخرى.
وقال : ان تقويض او تجريد النظام من مبادئه و قيمه هو حلم مستحيل جرت خلفه بعض الدول منذ بداية انتصار الثورة الاسلامية، ولكنها تذوقت مرارة الهزيمة دوما.
لا يمكن ايصال المساعدات الانسانية ولا حتى الطعام الى اليمن في ظل الحصار
وبشأن الازمة اليمنية ومزاعم اميركا والائتلاف السعودي فيما يخص المساعدات العسكرية الايرانية لحركة انصار الله اليمنية قال الادميرال شمخاني : ان اليمنيين يتعرضون لحصار مشدد من قبل بعض الدول، حيث لا يمكن ايصال المساعدات الانسانية ولا حتى الطعام اليهم . اما الصواريخ فهي ليست حزمة صغيرة من الطعام بل هي وسيلة ضخمة وثقيلة جدا لا يمكن نقلها بالقوارب . وحين يتعرض بلد ما الى حصار بري وبحري وجوي ويزعم البعض بانه يتم ايصال الصواريخ اليه، لا يمكننا وصف هذه المزاعم سوى بالحماقة.
واضاف : نحن نعتقد بان اطلاق مثل هذه المزاعم الخاوية من قبل السعوديين يهدف الى التهرب من مساءلة الراي العام العالمي لاسيما الدول الاسلامية حيال ثلاث سنوات من الاجرام والتطهير العرقي وقتل الاطفال والقصف المتواصل بالاسحة المحظورة والهجوم على الاسواق والاعراس. ان هذه الممارسات الوحشية هي التي ادت الى الازمة الانسانية المتفاقمة في اليمن، ونحن اليوم نشهد صرخات الاحتجاج التي تطلق من قبل المنظمات الاهلية بل وحتى حلفاء السعودية في الغرب، الى درجة انهم باتوا يعلنون عن نيتهم حظر بيع الاسلحة للسعودية والامارات. نحن نعتقد بان هؤلاء ومن خلال اتهام الاخرين يحاولون التستر على حقيقة مرة الا وهي الهزيمة المريرة التي كبدهم اياها الشعب اليمني بفضل صموده المنقطع النظير .
واشار الى الجرائم التي ارتكبها الائتلاف السعودي في اليمن وقال : على وسائل الاعلام العالمية ان تنتبه الى ان جذور واسباب العدوان على اليمن هي اسباب غير شرعية وسياسة استعمارية . فقبل ثلاث سنوات ادعى الامراء السعوديون انه سيتم حسم الملف اليمني في غضون اسبوع واحد وانهم سيرغمون الشعب اليمني على الخضوع بغاراتهم ويفرضون رئيسا مستقيلا وهاربا عليه رغما عنه. وفي الحقيقة انهم كانوا يريدون تقرير مصير الشعب اليمني و حكومته بدلا عنه. للاسف مضت ثلاث سنوات مريرة على العالم الاسلامي، ولكننا اليوم نستطيع القول بحزم ان القدرات العسكرية للجيش والشعب اليمني هي اقوى من السابق وانه في حال استمرار هذا الوضع سيتكبد السعوديون المزيد من الخسائر .
الدول العربية تعتبر الامارات حكومة زجاجية
وردا على التصريحات المناوئة لايران من قبل المسؤولين الاماراتيين قال امين المجلس الاعلى للامن القومي : بعض الدول العرية تعتبر الامارات بلدا صغيرا تسوده حكومة زجاجية وضعيفة تحاول استعراض عضلاتها من خلال رصد الاموال الباهضة وتقديم الاتاوات للاخرين.
ولفت الى ان سياسات دول مثل السعودية والامارات تزخر بالاخطاء الاستراتيجية والتكتيكية واضاف : ان اخطاءهم لا تقتصر على اليمن، بل اخطاوا بشأن قطر ايضا. دعموا صدام خلال عدوانه على ايران لاضعاف بلادنا، وصدام هذا هو الذي غزا الكويت وكبد الدول العربية ثمنا باهضا. ورغم ذلك فان ايران دعمت الكويت ابان الغزو الصدامي لها لانها تؤمن بعدم شرعية اي عدوان عسكري .
وفي ختام هذا الموضوع قال الادميرال شمخاني : للاسف فان الثروة والجهل السياسي وانعدام الخبرة وحكم الشباب لهذه البلدان نتجت عنها انشقاقات واهدار للثروات وتحويل القضية الفلسطينية الى قضية ثانوية، فضلا عن القيام بدعم الممارسات الارهابية والعدوانية على بلد جار وحرف بوصلة العالم الاسلامي عن القضية الفلسطينية الى قضايا اخرى، وهذه خيانة واضحة لن يغفر لها التاريخ والشعوب العربية .
ولفت الى ان سياسات ايران الخارجية تتناغم مع تطلعات شعوب المنطقة وتأتي في اطار تعزيز استقلالية الشعوب والاكتفاء على الذات واضاف : لا شك ان صوتنا متناغم مع صوت الشعوب. الشعوب تريد ان تصرف عوائد دول المنطقة لتحقيق التقدم والاعمار وازالة مظاهر الحرمان، وليس للعدوان على الجيران او تعزيز شوكة الارهاب او شراء الاسلحة من الغرب وتخزينها.
الرئيس الاسد انتصر على "داعش" واعاد الامن الى مدن سوريا
وفيما يخص الازمة السورية اشار الادميرال شمخاني الى ان هذه الازمة لها مفاصل ومراحل مختلفة واضاف : في بداية الصحوة الاسلامية او الربيع العربي جرى تأجيج الازمة في سوريا. الاضطرابات في سوريا لم تكن نابعة من مطالب الشعب بل كانت بفعل قرار وارادة سياسة لقصم ظهر المقاومة، طبعا ايران ادركت هذه المؤامرة بشكل جيد، ولذلك كانت اول دولة وقفت الى جانب سوريا .. خلال الايام الاولى كانت حقيقة الازمة السورية غير واضحة بالنسبة للعالم وحتى العالمين الاسلامي والعربي وكانت تكتنفها الكثير من الضبابية، ولكن اتضحت معالمها شيئا فشيئا فيما بعد ليتبين انها ليست صحوة اسلامية بل مؤامرة سياسة من قبل بعض الدول لتحجيم المقاومة وتقوية شوكة الكيان الصهيوني. ايران تصدت لهذه المؤامرة كما تصدت لمؤامرة احتلال الكويت وحصار قطر، وكما تدافع اليوم عن الشعب اليمني اينما تستطيع باستثناء الشق العسكري.
واستطرد القول : البعض كان يتصور بان بشار الاسد سيسقط خلال شهر واحدن بل ان احد قادة المنطقة قال آنذاك وكله ثقة بان شخصا آخر سيحكم دمشق خلال الشهر القادم. حماة هذه السياسة حولوا الاحتجاجات الى حرب مسلحة لكي يحققوا هدفهم خلال شهر واحد. الرئيس بشار الاسد والحكومة الشرعية في سوريا ومنذ اليوم الذي بدات مقاومتها كانت محاطة بالتهديدات، حتى القصر الجمهوري كان مهددا ، ولكننا نرى اليوم بان حكومة بشار الاسد القانونية باتت حقيقة قائمة .
وصرح الادميرال شمخاني قائلا : دعم ايران وروسيا للحكومة السورية ادى الى ان تتحول مقاومة الشعب والحكومة والقوات العسكرية السورية في مواجهة الازمة الى الى انتصار حقيقي على "داعش". وتزامنا مع الانتصارات الميدانية، تم متابعة العملية السياسية من خلال مبادرات مثل وقف اطلاق النار ومناطق خفض التصعيد والتوتر، بمشاركة من ايران وروسيا وتركيا في اطار الالية السياسية التي تم اقرارها في اجتماعات استانا وستتواصل في سوتشي .
ايران تدعم اي قرار يتخذه الشعب العراقي
وتطرق امين المجلس الاعلى للامن القومي في جانب آخر من مقابلته الى الاوضاع الامنية لدول المنطقة لاسيما العراق واهميتها بالنسبة لايران وقال : ان امن واستقرار العراق كان هاجس ومطلب ايران وسيكون . ان العراق تعرض لمؤامرات مختلفة خلال الاونة الاخيرة، ليتمكن من ايجاد تنظيم مناسب مثل الحشد الشعبي بشكل قانوني بغية التصدي لهذه المؤامرات وحقق الكثير من النجاحات في هذا المجال. ان عراق اليوم مختلف تماما عن اليوم الذي تم فيه تشكيل تنظيم "داعش" الارهابي. فعراق اليوم بامكانه الدفاع عن نفسه بشكل كامل ولهذا فان نسبة هواجسنا حيال العراق الذي كانت عاصمته مهددة من قبل "داعش" بشكل مباشر تختلف كليا وليس لدينا اليوم اي قلق يذكر في هذا الخصوص .
واضاف : سنبقى الى جانب الشعب العراقي باعتباره بلد جار وشريك استراتيجي تجمع بيننا وبينه وشائج حضارية وثقافية ودينية مشتركة .
واكد شمخاني قائلا : فيما يخص القضايا السياسية الداخلية والانتخابات في العراق فاننا ندعم خيار الشعب العراقي وانتخابه في اطار مسيرة دعم الديمقراطية في المنطقة .
نعتبر الاكراد اصدقاء استراتيجيين لنا
وحول مسالة استفتاء كردستان العراق وموقف ايران في هذا الخصوص قال امين المجلس الاعلى للامن القومي : اننا وقبل اعلام الاستفتاء وقرار الانفصال عن العراق وخلال المحادثات النابعة من حسن النية اعلنا بان هذه الخطوة تتعارض مع منافع اخوتنا الاكراد وقد طرحنا هذا الموضوع معهم باشكال مختلفة .
واضاف : ايران لديها علاقة صداقة تاريخية وقواسم ثقافية وتعاونا استراتيجيا مع الاكراد في العراق منذ القدم، وانطلاقا من هذه الهواجس اعربنا عن قلقنا حيال العملية المدعومة من قبل الطامعين والدول الاجنبية عن المنطقة .
وتابع الاميرال شمخاني : خلال المحاثات التي اجريناها مع الوفد الكردي العراقي خلال الايام الاخيرة شعرنا بانهم باتوا بعيدين عن الاجواء التي كانت تسود ابان فترة الاستفتاء وانهم يبحثون عن تعاون جاد مع بغداد في اطار العراق المتحد والموحد. وبناء على ذلك لا ينبغي الوقوف في الماضي ويجب تعزيز التعاون المبني على اساس الصميمية والثقة مرة اخرى.
وبشان الزيارة الاخيرة لوفد كردستان الى ايران قال ممثل قائد الثورة الاسلامية امين المجلس الاعلى للامن القومي : لقد جرى اتخاذ قرارات جيدة وكثيرة خلال هذه الاجتماعات مثل التعاون الامني والسعي المشترك لصيانة وحدة الاراضي العراقية والتعاون مع بغداد والرضوح لحكم المحكمة العليا للدستور العراقي من قبل منطقة كردستان وتنمية التعاون الاقتصادي مع ايران لمعالجة مظاهر التخلف، وهذا ما يجب متابعته بجدعبر التعاون بين مسؤولي البلدين والمساعدات الممنوحة .
خطأ ترامب الاستراتيجي لعب دورا كبيرا في افشال مؤامرة المثلث العربي العبري الغربي
وحول قرار الاخير للرئيس الامريكي دونالد ترامب فيما يخص القدس قال امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني : كما كان متوقعا فان المجتمع الدولي وقف امام ترامب ودان هذا القرار بشدة وبالتالي فان ترامب اهدر الكرامة التاريخية المفقودة لامريكا اكثر مما مضى.
واضاف : ان معارضة هذا الامر لم يقتصر على الدولي العربية بل ان مسيرات حاشدة خرجت في دول مثل اندونيسيا وماليزيا وباكستان ومختلف دول العالم عبرت عن معارضتها لهذا القرار .
واشار الادميرال شمخاني الى فشل السياسة الخارجية الامريكية في مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة منوها بالقول : لقد اتحدت السلطة والمقاومة الفلسطينية بشأن هذا الموضوع ما ادى الى افشال جميع المحاولات التي تمت لفرض مخطط التطبيع وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوق المشروعة وذهبت جميع الاموال المرصودة لهذه المؤامرة هباء منثورا.
وراى ان الخطاء الاستراتيجي الذي ارتكبه ترامب لعب دورا كبيرا في احباط مؤامرة المثلث العربي العبري الغربي واضاف : انهم واجهوا تحديا اكبر مما كانوا يتوقعو حيال هذا الموضوع، لذلك اعلنت الادارة الامريكية انه ليس لديها نية بتطبيق هذا المشروع. في حين لو لم تتفجر هذه الاحتجاجات لنفذا قرارهم عمليا .
ترامب استحقر الامم المتحدة
واشار امين المجلس الاعلى للامن القومي الى ان ترامب تعامل باستحقار مع الامم المتحدة وقال : ان تصريح الادارة الامريكية بان على الامم المتحدة ان تقر مشروعها والا فانها ستقوض من مساعدتها يعني ان الامم المتحدة هي قوة نيابية لتمرير السياسات الامريكية.
وتابع : ان مثل هذه الرؤية تسود عقلية بعض الدول الاقليمية ايضا حيث انها تتوهم انه بسبب امتلاكها لاموال طائلة يمكنها فرض سياساتها على الاخرين، لذلك تقوم بممارسات غريبة مثل تقديم الاموال لترامب بغية ضمان امنها او دعم "داعش" وتوسيع نطاق الارهاب .
واستطرد القول : ان القرار الخاطىء الذي اتخذه ترامب في تلك المرحلة ادى الى اثبات عدة قضايا؛ الاولى هي ان خيار التصدي للاحتلال يمر من خلال المقاومة وان جميع الاليات التي تم اختبارها خلال الـ60 عاما الماضية على صعيد التصدي للاحتلال لم تكن مؤثرة ومفيدة للشعب الافلسطيني وهذا انجاز عظيم ، ثانيا ان القضية الفلسطينية هي القضية الاولى للعالم الاسلامي وان اي حكومة ترضخ لاملاءات الكيان الصهيوني او تصرح او تحاول من خلال سياساتها العمل ضد القضية الفلسطينية ستواجه العزلة . ثالثا، فشل مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني والتي يجري العمل عليها من قبل بعض دول المنطقة. رابعا، تم اثبات صدقية الدول الداعمة للقضية الفلسطينىة بشكل حقيقي لدى الراي العام العالمي لاسيما الجمهورية الاسلامية الايرانية . فايران ورغم تعرضها للضغوط المختلفة وعلى مختلف المستويات لم تتراجع ابدا عن مبدا دعمها لمقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة الكيان الاسرائيلي المحتل.
وصرح شمخاني قائلا : لن تمر مؤامرة بعض الدول العربية الخائنة وامريكا والقاضية بنقل سفاراتها الى العاصمة المزيفة اورشليم الا على جسد الشعب الفلسطيني والمقاومة .
وحول الرسالة الاخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الى قائد الثورة الاسلامية قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام : ان التاريخ وذاكرة الناس والاجيال المختلفة للشعب الفلسطيني خير دليل على ان سياسة ايران مبنية على الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وان هذه السياسية المبدئة لم يطرا عليها اي تتغير ولم تنقطع ابدا. كما ان مختلف فصائل المقاومة ايضا ادركت بان الخيار الوحيد للتصدي للاحتلال يتمثل في المقاومة والالتحاق بركب المقاومة وتشخيص نفاق وخيانة بعض الدول العربية.
وختم امين المجلس الاعلى للامن القومي مقابلته بالتنويه إلى أن الائتلاف المناوىء لايران والمدعوم امريكيا وقال : لقد زار ترامب منطقة غرب اسيا وحاول بلورة ائتلاف ضد ايران باموال سعودية واتباع سياسة التهديد والترهيب للاخرين، ولكن لم تمض ايام حتى انهارت نواة هذا الائتلاف اي مجلس التعاون في الخليح الفارسي بسبب انهم بعيدون كل البعد عن الواقع الذي يسود المنطقة . (۹۸۶/ع۹۴۰)