وبحسب وكالة أنباء الحوزة، أنّ حجة الإسلام والمسلمين السيد مفيد الحسيني الكوهساري مسؤول مركز الإعلام والعلاقات الدوليّة في الحوزات العلميّة قال خلال اجتماعه بعدد من الاعلاميين والصحفيين الاندنوسيين: يدرس في إيران أكثر من 250 الف طالب للعلوم الدينية من كلا الجنسين في مستويات مختلفة، باستثناء المدارس العلمية لباقي المذاهب الإسلامية التي تدرس العلوم الدينية وفقاً لرؤية المذاهب التي تنتمي اليها.
كما أشار مسؤول مركز الإعلام والعلاقات الدوليّة في الحوزات العلميّة إلى نهج الحوزة العلميّة في الوقت الحاضر، قائلاً: إن أهمية دراسة الأديان لا جدال فيها، خصوصا في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة، وأصبح التواصل والحوار مع الآخر ضرورة ملحة، وبالتالي أصبحت معرفة دين الآخر من بديهيات العيش المثمر والفعال، فالأديان تشكل المكون الأساسي لميراث الإنسانية الثقافي والحضاري، ومن ثم فإنه لا يمكن فهم الحضارات والثقافات المعاصرة وقيمها ومفاهيمها ومواقفها إلا إذا فهمنا الأديان التي تنتمي إليها؛ لأن الدين أحد المحركات الرئيسية للجنس البشري، ولهذا فإن من المناهج التي تعتمدها إدارة الحوزة العلميّة في المدارس العلميّة هي تعليم وتعريف الطلاب بالديانات الأخرى، والان يوجد حوالي 3 الآف طالب يدرسون علم الأديان في المراحل الدراسية المختلفة منها الدكتوراه.
وأوضح المشرف العام لنشرة "أفق الحوزة" أنّ النهج الآخر التي تعتمده إدارة الحوزة العلميّة في المدراس العلميّة هو ترويج ثقافة الوحدة الإسلامية بين المذاهب الإسلامية ولهذا قامت بتعليم وتعريف الطلاب على الأسس التي يمكن من خلالها تعزيز تقارب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية.
واعتبر المشرف العام لوكالة أنباء الحوزة أنّ تعزيز الدراسة العقلية والفلسفية في الحوزات العلميّة نهج آخر تعتمده إدارة الحوزة في المدراس العلميّة، قائلاً: عدم العقلانية أصبحَ يهدّدُ جميعَ العالم البشري، ولذا يجب العمل على نَشْرِ الفِكرِ العقلانيِّ الأصيلِ في العالمِ عن طريقِ إحياءِ المنهجِ العقليِّ الفلسفيِّ الإسلامي، وتحقيقُ التراثِ الفلسفيِّ العقلي؛ لأنّ في العصر الراهن العالم بعيد عن العقلانية الإسلامية ولهذا نحن بصدد تعزيز الدروس العقلية والفلسفية لطلبة العلوم الدينية وفقاً للرؤية الإسلامية لكي يتسنى لهم تعريف العقلانية الإسلامية للعالم بأسره.
وفي الختام قال السيد مفيد الحسيني الكوهساري: إنّنا نعيش في زمن تزداد فيه الحاجة إلى التبليغ الديني، لأنّ الإعلام المضاد للدين والإسلام قد بلغ أقصى مداه، خاصّة وأنّ الكيان الثقافيّ الإسلاميّ معرّض لمخاطر معقّدة وجدّية. وفي المواجهة الراهنة سيتحدّد إمّا البقاء بعزّ، أو العيش على هامش الثقافات العالمية المنسوخة، وفي هذا السجال ستُقرِّر رفعة الإسلام والمسلمين أو ديمومة الذلّ والانحطاط، ولهذا من واجب الحوزة العلميّة ومنتسبيها العمل بشكل جاد لتبيين المعارف الإسلامية وتعاليم أهل البيت (ع) ميدانياً وافتراضياً. (۹۸۶/ع۹۴۰)