30 January 2018 - 18:49
رمز الخبر: 441352
پ
استقبل تجمع العلماء المسلمين عضو مجلس الخبراء وسادن العتبة الرضوية المقدسة سماحة آية الله السيد إبراهيم رئيسي مع وفد مرافق والمستشار الثقافي السيد محمد مهدي شريعة مدار، حيث كرَّم التجمع الضيف باحتفال خطابي أقامه في مركزه في حارة حريك بحضور عدد كبير من العلماء من السنة والشيعة.
تجمع العلماء المسلمين كرّم سادن العتبة الرضوية المقدسة آية الله رئيسي

عضو مجلس الأمناء الشيخ مصطفى ملص رحب بالضيف، مؤكداً أن "هذا التجمع انطلق منذ ما يزيد عن خمس وثلاثين سنة في خط الوحدة الإسلامية، هذا الخط الذي آمنت به وأيدته ودعمته الجمهورية الإسلامية في إيران"، وتابع "نحن في خط المقاومة الإسلامية، الذي واجه ويواجه العدوان على هذه الأمة، بدءاً من العدوان الصهيوني على فلسطين وسائر البلاد العربية وصولاً إلى العدوان التكفيري الإرهابي الذي شهدته منطقتنا في السنوات الأخيرة".

من جهته، أشار رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ الدكتور حسان عبد الله الى "أننا في تجمع العلماء المسلمين كما نجتمع على الإسلام، نجتمع على حبِّنا لهذه الجمهورية الإسلامية التي أطلقت فينا روح الوحدةِ، وأشعلت فينا وَقدةَ الثورةِ على الطغاة، لتنطلق عزيمةُ الانتصار الإلهي من ساحات العراق واليمن وسوريا، وتخطَّ لنا التاريخَ الجديد للأمةِ التي لا تركعُ أمام المستكبرين وتقفُ بوجه كلِّ مخططات الفتن".

ولفت الى "أننا على طريق الوحدةِ نسلُكُها دونما خوفٍ أو تردُّد، حسبُنا أن إيرانَ الإسلامِ خلفنا، ونهجَ الإمام الخميني العظيم بين ظهرانينا، نسلكُ هذه الطريق لأننا تعلمنا على مر السنين أن التفرُّق هو ما ضيّع كلّ أمجادِنا، واستنزَفَ كلَّ طاقاتِنا حتى بتنا مصداقاً لهذه المقولة التي تقول: "إذا تفرَّقتِ الغَنَمُ قادتها العنزُ الجرباء"، لكننا لسنا الغنَمَ الذي يتفرّقُ، ولن نكون بالأصل غنَماً، فنحنُ أمةٌ عظيمةٌ تحملُ رسالةً تقودُ العالمَ بأسره ولا تنقادُ لأية أنظمةٍ وضعيةٍ ولا تكونُ صنيعةَ أحد، لأننا من جبِلّةِ هذا الإمام العظيم الذي قال: "القتلُ لنا عادة.. وكرامتُنا من الله الشهادة".

وتابع "سأحدِّثُكم مع الاعتذار سلفاً عن فهمنا لثقافة الوحدة الإسلامية من خلال تجربتنا في تجمع العلماء المسلمين، وبالتالي لستُ في مقامِ الحديث عن الإبداع في هذا المجال طالما أننا تلقفنا كل إبداعِنا هذا من مدرسة الإسلام المحمديِّ الأصيل الذي أعادَ بثَّ الروحَ فيه روحُ الله الموسوي الخميني(قده). أقول هذا وأتساءل: ما قيمةُ أيِّ حالةٍ معرفيةٍ أو إبداعيةٍ إن لم تَصُبَّ في مصلحةِ الأمة؟! ما جدواها إن لم تختزنْ ثقافةَ الأمة، وتنبضْ بالحيويةِ في مواجهةِ المشاريعِ العدوانيةِ التي تهدف إلى اقتلاعِ الأمةِ من جذورِها وتفكيكِ قِيَمِها وتخريبِ مكوِّناتها الفكريةِ والدينيةِ والحضارية؟! وبعبارةٍ أخرى أكثرَ ملامسةً لمعنى الثقافةِ وأهدافِها وأبعادِها: "ما معنى الثقافة إن لم تكن سلاحاً في الدفاع عن الأمةِ.. وقوةً.. وحياةً لها؟!".

ورأى أن "مَنْ يُدرِك علاقةَ الجذورِ بالجذوعِ، ـ أقصدُ ـ من يُدركِ العلاقةَ بين المخزونِ الثقافـيِّ والفعلِ الثقافيّ.. أيْ علاقةَ الثقافةِ كإبداعٍ بالأمة كمخزونٍ حضاريٍّ، يدركُ أن قوةَ الثقافةِ المبدعةِ الحيةِ تكمُنُ في قدرةِ هذه الثقافةِ على دعمِ استمرارِ الأمةِ وصمودها.. ونحن هنا من خلال هذا النبع الذي لا ينضب من وحي مدرسة الوحدة الإسلامية الكبرى أو فلنقلْ جامعةَ الوحدة الإسلامية ـ أعني الجمهوريةَ الإسلامية الإيرانية ـ نجدُ أنفسنا أمام امتحانٍ سيكونُ عسيراً إن لم نتهيأ له".

وقدم الشيخ عبد الله في ختام كلمته درعاً تكريمياً لسماحة آية الله السيد إبراهيم رئيسي.

بدوره، أكد آية الله السيد إبراهيم رئيسي أن "علماء الإسلام من أجل تحقيق أهداف شريعة السماء وتنشئة وتوعية المجتمع الإسلامي وتقدمه وتنميته هم بحاجة إلى الوحدة والاتحاد والانسجام أكثر من أي وقت مضى وأن أي تقدم وتطور بالمجتمع هي بوحدة المسلمين المتمثلة بتضامن واتحاد علماء المسلمين، لذلك فإن الحركة التي قمتم بها من 35 سنة والتي تؤتي اليوم ثمارها ليس فقط على صعيد المجتمع اللبناني وإنما على صعيد المسلمين قاطبة وهذه الحركة القيمة تعبر عن ضرورة إستراتيجية لا يمكن إلا أن ننوه بها، ولذلك من صميم قلبي أتقدم بالشكر والتقدير لمؤسسي هذا التجمع تجمع العلماء المسلمين في لبنان".

وقال "بعد الحرب العالمية الثانية وتشكيل المحورين الشرقي والغربي وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي والأحادية التي حكمت عالمنا حيث شاهدنا المثلث المشؤوم للإدارة الأميركية والبريطانية والإسرائيلية نرى القوة الوحيدة التي تواجه تقدم هذا المثلث نحونا هي قوة الإسلام المحمدي الأصيل الصاعد، لذلك قامت ببذل كل جهودها من أجل احتواء الإسلام ووضعوا الخطط المختلفة والكبيرة بدأت بالإساءة والإهانة إلى الساحة القدسية للشخصية الإسلامية الأولى في الكون وفي العالم أقصد به نبي الإسلام المكرم، وكذلك دس المجموعات الإرهابية التكفيرية التي قامت بعمليات القتل والإبادة الجماعية بكل وحشية وبلا رحمة في صفوف المسلمين وكذلك تشكيل ودعم الدول العميلة في بعض البلدان الإسلامية وكذلك بث السموم الفكرية والثقافية عبر الإمبراطورية الإعلامية، كل هذه المحاولات كانت تصب في خانة تمكين تلك الإستراتيجية المفرقة لصفوف المسلمين، والذي يمكن أن يعمل على الوقاية والعلاج بآنٍ واحد للتصدي لهذه المحاولات هو العمل على الحفاظ على وحدة المسلمين وعلى رأسهم العلماء المسلمين، استطعنا أن نواجه الفتن المختلفة بوحدة العلماء المسلمين وأيضاً بالصحوة وبالوصية التي يدعو إليها دائماً قائدنا العظيم، ولكننا اليوم وفي هذا الظرف الزمني علينا واجب آخر علينا وخاصة أنتم كعلماء إذ بعد الحركة والمهمة التاريخية التي قام بها أبطال لبنان وسوريا والعراق، أبطال حزب الله والقائد الفذ الجنرال سليماني والتي ينبغي أن نقدم لها كل الشكر والتقدير بعد هذه العمليات المهمة والتاريخية التي قامت بها القوى القيمة في مواجهة التكفيريين كداعش وأخواتها، وبعد الإعلان عن انتهاء داعش في هذه المنطقة فإن النشاط الضروري الذي يجب أن نقوم به بعد نهاية داعش هو أن نؤسس لجيشٍ ثقافي وأنا قلت ذلك للمقاتلين والمجاهدين المسلمين، إن العدو إذا تصور بأنه بعملياته كاغتيال الشهيد محمد باقر الصدر أو الشيخ البوطي في سوريا أو بعد استشهاد علماء الدين هنا وهناك او بعد تغييب الإمام موسى الصدر أعاده الله بكل خير، أو عبر تضييق الخناق على علماء الشيعة والسنة في أقصى بلاد العالم تصور أن بإمكانه عبر كل ذلك أن يحول دون تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة فإنه مخطئ تماماً، إن هذه الحضارة ستتأسس باسم الجهاد والتضحية والشهادة والشهداء وعلى أساس العروبة والمعرفة وعلى أساس الدين والتعاليم الدينية وهي في طورها إلى التأسيس ولا يمكن لأي قوة شيطانية أن تقف في وجه تأسيس هذه الحضارة. وإذا كان بالأمس البعض يتصور بأن الحل في المفاوضات، اليوم وبعد الانتصارات التي حققها حزب الله عبر قيادته الرشيدة المتمثلة سابقاً بالشهيد السيد عباس الموسوي، والمتمثلة حالياً بسيد المقاومة المجاهد السيد حسن نصر الله، وبعد الجهاد الذي قام به العلماء في لبنان وفي مختلف نطاق العالم الإسلامي إننا اليوم ندرك جيداً بأنه بعد جهاد حزب الله وبعد الصمود والمقاومة للشعوب المسلمة في المنطقة في مواجهة الحركة الصهيونية وبعد الانتفاضات الفلسطينية المتكررة وبعد الانتصارات التي سجلتها المقاومة في الحروب  الثلاثة على غزة وفي حرب تموز بعد كل هذه الانتصارات ثبت للجميع بأن الطريق الوحيد للتحرير هو بالمقاومة والمقاومة والمقاومة".

وأضاف "قد يقول البعض يرى إمكانية تحقق هذا الأمل بعداً زمنيا ولكننا نحن نراه قريباً، حررت الموصل وحررت حلب وسيكون تحرير القدس قريبا بإذن الله تعالى، إن شاء الله. إن القائد المبجل سماحة الإمام الخامنائي أكد مرات ومرات بأن الوعد الإلهي سيتحقق لا محالة، الوعد الإلهي في انتصار المسلمين والمؤمنين سيتحقق إن شاء الله وسنشهد تحرير القدس الشريف، إن وحدة علماء المسلمين في لبنان والتي تعبر عن مظهر مهم لوحدة العلماء المسلمين ونحن نتصور ونعتقد في أنه على كل العلماء في مختلف الدول الإسلامية أن يقتدوا بهذا النموذج وبهذه الوحدة وأن يحققوا اجتماع المسلمين العزيز".

وتابع "إن هذا الاجتماع العظيم له رسالتان، الرسالة الأولى رسالة الأمل إلى جميع المسلمين والرسالة الثانية رسالة الخيبة إلى جميع أعداء الإسلام". (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.