استهلت الندوة بتلاوة أي من الذكر الحكيم، بعدها ألقى الشاعر الدكتور عدنان لطيف الحلي قصيدة بعنوان (فيئ تلظى) بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء “عليها السلام” مطلعها:
فيئّ تلظّى مِنْ جفاءِ خميله ** كانت بها كلّ الحياةِ جميلهْ
أزهارها تحكيْ لنا طيبَ النقا ** وتواصلا يهبَ الجنانَ بديلهْ
بعدها استعرض الباحث الأستاذ محسن جبار العارضي بحثه عن المُجدد والمُصلح هبة الدين الشهرستاني تلك الشخصية الرائدة في اليقظة الفكرية والتجديد والإصلاح، وما لها من مواقف وطنية وجهادية مشهودة في مقارعته للاحتلال، كما أشار إلى النتاجات الفكرية والعلمية والثقافية وتأسيسه لصرح من صروح العلم والمعرفة ألا وهي مكتبة الجوادين العامة في الصحن الكاظمي الشريف عام 1941م، فضلاً عن دوره الكبير في تسنمه وزارة المعارف وسعيه في العمل على إيجاد نظام تعليمي جديد، وتنمية روح المواطنة الصالحة، وإحلال اللغة العربية محل الأجنبية، وتشكيل مجالس المعارف وغيرها من الإصلاحات الأخرى. بعدها استمع الحضور إلى مقطع صوتي لأحدى خطب الشيخ آل نوح، ثم قدّم الباحث محسن حسن الموسوي عرضاً موجزاً لرسالته في دراسة الماجستير عن خطيب الكاظمية الأول الموسومة: (شعر الشيخ كاظم آل نوح 1885 ـ 1959م دراسة فنية)، قدّم خلالها ترجمةً عن شخصيته، وحياته الاجتماعية وجهاده السياسي ونشاطه الاجتماعي والأدبي، كما سلّط الضوء على بيئته الأدبية في مدينة الكاظمية المقدسة التي استمد منها مصادر ثقافته وشعره في مدح النبي وأهل بيته الأطهار “عليهم السلام”، فضلاً عن شعره الوطني والسياسي، كما عرّج على مؤلفاته المتوهجة بالعطاء الفكري ولمحات عن دوره في خدمة المنبر الحسيني التي امتدت (67) عاماً.
ثم تحدث الأستاذ عبد الوهاب حمادي مستذكراً رحلته ورفقته لشيخ بغداد العلامة الدكتور حسين علي محفوظ منذ بداية الستينيات من القرن الماضي، ودوره في إدارة المهرجانات، ومواصلة مشواره في إحياء المجالس العلمية الثقافية والمنتديات الأدبية، واحتضانه لكوكبة من الشباب المثقف الواعي وسعيه إلى تربيتهم على تحمل أعباء المسؤولية لأجل القيام بمهام نشر رسالته الإنسانية.
أعقب ذلك مشاركة للشاعر صادق أطيمش بقصيدة رثائية عنوانها: (الميتُ .. الحيّ) يرثي بها العلامة محفوظ مطلعها:
(محفوظُ) عذراً إذ نطقتُكَ مفرِداً ** لا زلتُ محفوظاً لديَّ قريعا
أنطقتُ في جسدِ المماتِ حياتهُ ** وبدأتُ عندَ سكوتِكمْ مسموعاً
واختتم الندوة الشاعر ليث العضاض بقصيدة رثائية عن الحوراء الأنسية فاطة الزهراء “عليها السلام” قائلاً:
هي كلمةٌ طرقتْ مسامعَ أمةٍ ** للآن تسمو فوقَ كلّ نداءِ
ماذا أقولُ وللكساءِ محافلٌ ** تزهو بخير السادة النجباءِ
دورة .. إدارة الأزمات
ضمن اهتمامات الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بالبرامج التنموية الجديدة وتطوير القدرات الذاتية والارتقاء بها، شارك عدد من خدّام العتبة الكاظمية المقدسة في الدورة التطويرية التي أقامتها هيأة النزاهة/ الأكاديمية العراقية لمكافحة الفساد بعنوان: (إدارة الأزمات)، والتي تناولت محاور عدّة منها: تحديد الأزمات في ظل المتغيرات المستمرة في بيئة العمل الإداري، وكيفية التعامل معها فضلاً عن تنوع تصنيفاتها وكيفية تخطيها والسيطرة عليها، وتجنب آثارها على المستويين القريب والبعيد، من خلال اتخاذ القرارات المناسبة.
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحرص على الاستمرار بالتعاون مع هيأة النزاهة/ الأكاديمية العراقية لمكافحة الفساد وغيرها من المؤسسات في مشاركة ملاكاتها بالدورات التطويرية والتخصصية في المجالات كافة للارتقاء بقدرات الخدم، لأجل تقديم أفضل الخدمات للزائرين الكرام. (۹۸۶/ع۹۴۰)