استهل الحفل التأبيني بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم عطّر بها مسامع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة الحاج الدكتور رافع العامري وقراءة سورة الفاتحة ترحماً إلى روح الفقيد، تلاها كلمة لممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ حسين آل ياسين بيّن خلالها قائلاً: عُرفت شخصية الدكتور الوائلي بـ (الحرفية)، حيث كان محترفاً في اختيار موضوعاته علمياً وعملياً ومواظباً في التحضير لمحاضراته، إذ كان يَعرفُ ما ينبغي أن يُقال وكيف يُقال حتى أحبهُ جميع الناس من المسلمين وغيرهم، كما كان موفقاً في طرح منهج المرجعية الدينية التي تؤمن بالتعددية وتحرص أن تسود في مجتمعنا.
وأضاف في حديثه : أن الدكتور الوائلي كان مخلصاً لرسالة الثقلين، وعلى وجه الخصوص في مناقشاته للمسائل الخلافية إذ كان يحسن الدخول والخروج والورود والصدور بطريقة يحافظ فيها على الحقّ والحقيقة.
وكانت هناك كلمة لإمام وخطيب الحضرة القادرية فضيلة الشيخ الدكتور محمود العيساوي قائلاً: أن المحتفى به الدكتور الشيخ الوائلي هو داعية كبير ورمز من رموز الإسلام والمسلمين، وواجهة من واجهات النجف الأشرف، بل هو مؤسس المدرسة الخطابية المعاصرة ودائرة المعارف المتنفذة بأفكارها وأبعادها ومضامينها، فقد تميّز الفقيد الوائلي بأسلوب الوسطية والاعتدال، فما أحوجنا اليوم إلى أمثال الدكتور الوائلي للوقوف بوجه الإرهاب والتكفير والطائفية والتيارات المنحرفة، لأجل إقامة مجتمع مثالي يسوده العدل والمساواة.
بعدها ارتقى المنصة الخور الأسقف أوكن هرمز ليلقي كلمة الكنائس قائلاً: أن ما شاهدناه وسمعناه من منبر الدكتور الشيخ الوائلي في خطاباته، نستطيع أن نصفها بـ (السلام الدائم)، حيث كان رمزاً للتعايش السلمي، ومؤمناً بأن الاختلاف ليس خلافاً.
كما تناول الدكتور صلاح الخرسان في كلمة المؤرخين، محطات من الحياة السياسية للشيخ الوائلي ووعيه المُبكر منذ انطلاقته من مدرسة منتدى النشر في النجف الأشرف التي كان زعيمها الشيخ محمد رضا المظفر.
وجاء في كلمة الرياضين التي ألقاها الكابتن راضي شنيشل: أن الشيخ الدكتور أحمد الوائلي استطاع أن يطرح الإسلام طرحاً مُشرقاً يتناسب مع أفكار الشباب بأسلوب علّمي حديث، لذا نأمل أن يكون هناك مهرجان خطابي سنوي يليق بمكانة بهذه الشخصية المباركة.
وبين المُخرج مازن محمد مصطفى في كلمة الفنانين: لا بد أن تكون لمجدد الخطاب الحسيني والمفكر الواقف على مصير هذه الأمة مبادرة وهي مشروع عمل درامي أو فلم سينمائي يخلّد مسيرة هذه الشخصية الفذّة كي نقتدي بها نحنُ والأجيال القادمة.
وكانت هناك كلمة لعميد معهد الشيخ الوائلي للخطابة الدكتور فيصل الكاظمي التي أكد فيها أن الشيخ الوائلي مشروعٌ وليس ذكرى حين نَبني فكراً، كما استعرض في الوقت ذاته عن مشروع معهد الشيخ الوائلي للخطابة الذي تأسس عام 2009 و تخرّجت منه 14 دورة من طلبة العلوم الدينية والراغبين في اعتلاء المنبر.
كما استمع السادة الحضور إلى سلسلة من الذكريات مع رفاق مسيرته ومنهم السيد مضر الحلو والسيد حسن شبر، وقصيدة من الشعر الدراج للسيد مجيد المسعودي.
واختتم الحفل التأبيني بكلمة لأسرة الفقيد ألقاها نجله الحاج علي الوائلي تقدموا خلالها بالشكر والتقدير إلى السادة الحضور مؤكدين ضرورة الحفاظ على مسيرة المنبر الحسيني وهذا النهج المقدس هومسؤولية الجميع.
وجاءت مشاركة العتبة الكاظمية المقدسة بهذا المناسبة لتعكس مدى اهتمامها بالعلماء والعظماء والعباقرة والمجتهدين والمُفكرين وضرورة الاحتفاء بتراثهم العلمي والفقهي والعقائدي والمعرفي الذين زينوا بتراجمهم ومسيرتهم المشرقة المعطاء صفحات التاريخ .
من الجدير بالذكر أن الشيخ أحمد بن الشيخ حسون بن سعيد بن حمود الليثي الوائلي ولد عام 1928م في مدينة النجف الأشرف، وله ثلاثة دواوين من الشعر ومن أهم مؤلفاته: هوية التشيع، ونحو تفسير علمي للقرآن الكريم، ودفاع عن الحقيقة، وتجاربي مع المنبر، وأحكام السجون بين الشريعة والقانون، واستغلال الأجير وموقف الإسلام منه. (۹۸۶/ع۹۴۰)