حذَّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة التابع لدار الإفتاء المصرية من استغلال الجماعات الإرهابية المتطرفة، على رأسها تنظيم داعش الإرهابي لأزمة مسلمي الروهنغيا والاضطهاد الذي يتعرضون له في ميانمار؛ مما يعني تقويض الإنجازات الدولية التي تحققت في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة أن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه الأزمات للتمدد في مناطق جديدة، وتجنيد مزيد من العناصر تحت مزاعم التخليص من اضطهاد الكفار والمشركين.
ولفت المرصد إلى أن أزمة اللاجئين الروهنغيا في بنغلادش تعدُّ مثالًا حيًّا على هذا الاستغلال، فبعد انهيار داعش في العراق وسوريا وانفراط عقد تنظيمه في المنطقة، يحاول لملمة شمل عناصره الإرهابية، من خلال التوسع في أماكن أخرى.
وأكَّد المرصد أن أزمة الروهنغيا تمثِّل عاملًا محفزًا لتنظيم داعش بالتوسع جنوب وجنوب شرق آسيا، مشيرًا إلى أن سلطات ماليزيا قد اعتقلت مواطنين إندونيسيين في شهر ديسمبر الماضي، قالت إنهم مرتبطون بـ”داعش” ويخططون لقتل رهبان بوذيين انتقامًا لمسلمي الروهنغيا.
وأوضح المرصد أن اندلاع العنف في ولاية أراكان في ميانمار أدى إلى مسارعة الجماعات المتطرفة إلى تطوير السردية الجهادية فقامت بأدلجتها سريعًا لتتوافق مع قضية الروهنغيا؛ مما زاد العبء الأمني أمام سلطات مكافحة الإرهاب في العالم.
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية أن استغلال التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية لمحنة الروهنغيا لم يكن بالأمر الجديد، حيث حدث ذلك في عامي 2012، و 2015م، إلا أن الأزمة هذه المرة تأتي في ظل تداعى تنظيم داعش الذي فقد الكثير من أراضيه التي يسيطر عليها في العراق وسوريا وليبيا؛ مما يدفعه إلى التوسع في جنوب وجنوب شرق آسيا، كما يدفعه إلى الانخراط في صراع ولاية أراكان.
وأضاف مرصد الإفتاء أن التنظيم الإرهابي سلَّط الضوء بانتظام على محنة الروهنغيا في مختلف منشوراته، خاصة مجلة دابق، التي أكَّدت أن التنظيم سيركز على ميانمار، التي تعد مثالية للتوسع، حيث أصبحت “دولة هشة” تعانى صراعًا أهليًّا مستمرًّا؛ مما يمكن لتنظيم داعش من اتخاذها حاضنة لعناصره ومركزًا لعملياته الإرهابية.
وأشار مرصد دار الإفتاء إلى أن تنظيم داعش يسعى إلى زيادة انتشاره في جميع أنحاء العالم، كما أنه يحاول الاستفادة من الخبرات المحلية لتعزيز ونشر الأساليب والتقنيات المبتكرة، فضلًا عن إضفاء بصمة شرعية على الجماعات الجديدة المنبثقة عنه في الأقاليم التي يستهدفها بالانتشار، خاصة أنها تنتمى للبيئة التي لا يوجد فيها.
ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية كل الهيئات والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلى ضرورة التحرك الفوري واستخدام كل الوسائل الممكنة للضغط على سلطات وحكومة ميانمار لوقف عمليات الإبادة الجماعية والاعتداءات الوحشية والانتهاكات بحق مسلمي الروهنغيا.
كما دعا المرصد إلى تقديم كل سبل الدعم المادي والمعنوي لمسلمي الروهنغيا الذين يتعرضون للتطهير العرقي والإبادة الجماعية من قِبل سلطات ميانمار. (۹۸۶/ع۹۴۰)