وقال الشيخ عبد الله في جلسة الافتتاح “إن مخطط زراعة الكيان الصهيوني في منطقتنا العربية لم تبدأ من الآن بل أنها ومنذ أمد بعيد كانت فكرة للدولة البريطانية التي استشعرت أن خطرا كبيرا يحدق بالحضارة الأوروبية وأن أمتنا الإسلامية تمتلك كل آليات النهوض، إذ انه على الضفاف الغربية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط تعيش دول يجمعها تاريخ واحد ولغة واحدة ودين واحد، وأن مصلحة الدول الأوروبية تكون من خلال العمل على استمرار تأخر المنطقة وتجزئتها وإبقاء شعوبها جاهلة متناحرة، وأن عليهم محاربة اتحاد هذه الشعوب وارتباطها بأي نوع من الارتباط الفكري أو الروحي أو التاريخي وايجاد الوسائل العملية لفصلها عن بعضها البعض والوسيلة التي يجب اعتمادها للوصول إلى هذه الغاية تكون بالعمل على فصل الجزء الإفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الآسيوي، وذلك بإقامة حاجز بشري قوي وغريب، فكانت دولة إسرائيل”.
أضاف “هذه الدولة الغريبة عن أمتنا هي نتاج هذه الفكرة التي خطط لها في مؤتمر لندن في العام 1905 والذي اصطلح على تسميته مؤتمر “كامبل بنرمان” والذي كان وقتها رئيسا لمجلس الوزراء في بريطانيا. إن كل الصراعات التي حدثت في المنطقة سببها هذا الكيان الذي زرعه الاستعمار في بلادنا وكان سببا في كل البلاءات التي وقعت علينا”.
وتابع “إن الوحدة بكل أشكالها الوطنية والقومية والإسلامية تعتبر نقيضا كاملا لوجود الكيان الصهيوني، وهناك علاقة جدلية بين العنوانين، فلا يمكن أن يبقى الكيان الصهيوني إذا توحدت الأمة وبالعكس فإن الوحدة هي السبيل الوحيد لزوال الكيان الصهيوني، هذه الوحدة التي تطلق مقاومة جربناها في لبنان وكانت سببا في هزيمة الكيان الصهيوني وانسحابه الذليل من بلدنا في العام 2000”.
وختم “أما اليوم فقد اتخذت دوائر الاستكبار العالمي قرارا بتنفيذ مؤامرة اصطلح على تسميتها بالربيع العربي وما نظرت له كونداليزا رايس بعنوان الفوضى الخلاقة، كل ذلك لإعادة الصراع إلى داخل أمتنا وإفشال مظهر الوحدة الذي تجلى من خلال اجتماع الناس تحت راية المقاومة، وهي إن نجحت إلى فترة إلا أن محور المقاومة أعاد تنظيم نفسه واستطاع إجهاض المؤامرة، ونحن اليوم نعيش بداية نهاية المشروع الصهيوأميركي وابتدأت مظاهر الوحدة تتجلى من جديد بين دول محور المقاومة إيران – سوريا – العراق – اليمن ولبنان، لتتأكد نظرية أن هذه الأمة لن تقوم لها قائمة ولن تعود إلى سابق عهدها إلا من خلال الوحدة والمقاومة. لذا فإن دور الانتصارات في الوحدة أساسي وهي الطريق لتحرير القدس من رجس الاحتلال الصهيوني”. (۹۸۶/ع۹۴۰)