وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله وقناة المنار لقاسم دهيني في حسينية بلدة طورا الجنوبية، رأى السيد صفي الدين أنه "من الطبيعي جداً أن يصاب البعض في لبنان باليأس والوهن والضعف من التحالف القوي والرصين والقوي بين حزب الله وحركة أمل، وعليه فإن ائتلاف حركة أمل وحزب الله ليس ائتلافاً عابراً أو طارئاً، وإنما هو تحالف حقيقي في انتماء إلى ثقافة وقضايا واحدة، وإلى مقاومة حققت الانجازات الكبيرة والعظيمة للبنان وفلسطين وكل عالمنا العربي والإسلامي، ولذا قلنا منذ اليوم الأول، إن تحالف حزب الله وحركة أمل ليس ضد أحد، فهو في خدمة الناس والوطن كله بكل أطيافه ومذاهبه وأحزابه، ولذا فإن هذا التحالف السياسي أعطى نتائج كبيرة، ومن أهمها إنتاج قانون الانتخاب النسبي، الذي رفعنا رايته نحن وحركة أمل منذ البداية، وما زلنا نرفعها إلى اليوم، وصحيح أن القانون الذي ستجري الانتخابات القادمة على أساسه ليس النسبية الكاملة، ولكنه خطوة إلى الأمام بالاتجاه الصحيح، وما زلنا نطمح نحن وحركة أمل أن نكون أمام قانون نسبي شامل لبنان دائرة واحدة، وهذا هو الأصح".
وأضاف السيد صفي الدين انه "قبل أيام أقفل باب الترشيحات على عدد نموذجي لم يشهد له لبنان مثيل، وهذا من نتائج القانون الحالي ونقطة نجاح تسجل له، لأنه أعطى حماسة وأنفاساً وفرصاً لمن يعتقد أن فيه الأهلية لكي يترشح، وبالتالي فإذا كان القانون النسبي الجزئي الذي ستجري عليه الانتخابات النيابية اللبنانية جاء بألف مرشح، فإن القانون النسبي لو كان لبنان دائرة واحدة سيأتي بألفي مرشح، لأن الناس عندها ستأخذ راحتها أكثر في التعبير عن رأيها، لا سيما وأنه كلما كان القانون النسبي أوسع، كلما عبّر الناس أكثر عن خياراتهم وصحة التمثيل".
وأكد السيد صفي الدين أن "التحالف بين حزب الله وحركة أمل أنتج الكثير من النتائج العظيمة والكبيرة في المقاومة والسياسة وإدارة البلد، وهذا القانون هو أحد نتائج هذا التحالف، ولا يعني ذلك أننا الوحيدون الذين كنا مع هذا القانون، لكي لا يقال أن هذا القانون هو لحزب الله وحركة أمل كما قال جماعة السعودية في لبنان، فهذا الطرح ليس طرحنا، وإنما طرح الآخرون، ولكن النقاشات والمداولات الطويلة أفضت إلى هذه النتيجة".
ولفت السيد صفي الدين إلى أن "البعض في لبنان يخوفون اللبنانيين من خلال بث الأكاذيب والقول إن هذا القانون هو من إنجاز حزب الله وحركة أمل، ويريدون من خلاله السيطرة على البلد، ولكن الحقيقة مغايرة تماماً، لأن هذا القانون بذاته لا يتيح لأية جهة أن تسيطر على أكثرية نيابية، لا سيما وأن كل فريق وحزب وجهة سوف تأتي بمرشحيها بحسب النسبة والتمثيل، وهذا يعني أن هناك جهات كثيرة سوف تصل إلى المجلس النيابي".
وأكد السيد صفي الدين أننا "لم ولن نقبل كحزب الله أن نكون في لائحة إلاّ إذا كان فيها حلفاء وأصدقاء، لأن التحالف السياسي هو الأصل، فبعض الناس يرى الأمور على غير هذه الشاكلة وهو حر في خياره، وبعض الناس لأجل المصلحة الانتخابية قد يضع الأمر السياسي جانباً، وقد يجعل الأولوية للانتخابات وليس للسياسة، فهؤلاء هم أحرار في خياراتهم، وأما بالنسبة إلينا ليس الأمر كذلك، وعليه سيجد الجميع انسجاماً تاماً في كل اللوائح التي نشارك فيها مع حلفائنا ومع من نلتقي معهم بالسياسية والأولويات في إدارة البلد، وهذا أيضاً تعبير عن صدقنا في انتمائاتنا وخياراتنا، وهذا هو التحالف السياسي الذي ينعكس انتخابياً، ويحمي البلد، ويوجد الشراكة الحقيقية فيه، وأما إثارة الغرائز الطائفية والمناطقية لا تبني بلداً ولا شراكة". (۹۸۶/ع۹۴۰)