وتأتي الزيارة لاطلاع الوفد الباكستاني على مشاريع العتبة الحسينية المقدسة وزيارة المراقد والمزارات السنية والشيعية، واللقاء ببعض المرجعيات في النجف الأشرف، بغية التقارب بين المذاهب الإسلامية ووحدة المسلمين.
وقال الشيخ الكربلائي أثناء لقائه الوفد في مكتبه بالصحن الحسيني الشريف إننا "نعتز بهذه الزيارة خصوصاً إن فيها حوار واطلاع وتقارب وتفاهم". مؤكداً، إن الانغلاق والابتعاد عن الطرف الآخر يبقي الكثير من الأمور غير واضحة".
وتطرق الشيخ الكربلائي في حديثه قائلاً: إذا كان التبليغ صحيحاً وبيانه لأحكام الإسلام صحيح أهتدى الناس، وإذا لم يكن تبليغه وبيانه دقيقاً ربما يؤدي إلى ظلال الناس وهلاكهم. موضحاً أن "صلاح الناس وفسادهم مرتبط برجل الدين".
وذكر المتولي الشرعي في بيان خطورة مهمة رجل الدين باستشهاده بحديث النبي (ص): صنفان من الناس إذا صلحا صلح العالم وإذا فسدا فسد العالم وهما العلماء "رجال الدين" والأمراء "الحكام". مشيراً إلى أنه "ينبغي أن يكون رجل الدين في انتباه شديد ولابد أن يكون تبليغه لهداية الناس وللإسلام الحقيقي".
ونبّه الكربلائي بالقول:" نحن الآن أمام تحدٍ خطير على الإسلام ولابد من الانتباه لمخططات الأعداء، والتي تكون أحياناً خفيه قد لا ينتبه إليها البعض".
وتساءل الشيخ الكربلائي في معرض حديثه: إن العالم كبير جداً، فلماذا تقع في هذه المنطقة حروب ومعارك وتسيل الدماء. موضحاً أن "هناك مخططات لأعداء الإسلام يريدون بها أن يصوِّروا الإسلام بصورة "العنف، الدماء" ويريدون أن يرعبوا المسلمين ويبددوا ثرواتهم ويمنعونهم من التطور ويبقوهم متخلفين لإحكام السيطرة عليهم".
وشدد الكربلائي "علينا المحافظة على فكر الإسلام الحقيقي الصحيح وأن نفهم بأن البعض يقدم الإسلام المبني على سفك الدماء وقتل الآخرين". منوِّها: إلى إنه أضعف صورة الإسلام وقدم نماذج مشوّهة عنه.
وأكد الكربلائي: إننا نحتاج إلى العمل وبالأخص في مجال التعليم والتبليغ الإسلامي, من خلال المدارس الدينية والجامعات والدورات والمحاضرات والندوات.
وأشار المتولي الشرعي إلى أنه "كيف نحافظ على وحدتنا على أن لا نلغي معتقد الآخر ونحترمه ونتعامل معه بسلام والابتعاد عن الفكر المتطرف الذي يريد أن يقصي الآخر".
وتابع، إننا انشغلنا باقتتال داخلي أضافة إلى الضعف في الداخل، وهذا الصراع كان يستهدف منا الدماء والقدرات والطاقات والتنمية والتطور.
ومضى بقوله إن الله سبحانه وتعالى يسأل عن الإسلام, ولذلك علينا ان ننظر إلى مصلحة الإسلام بصورة عامة.
ونوّه الشيخ الكربلائي بالقول إنه: "لبناء شخصية المسلم علينا أن نبدأ عملية الإصلاح من المدارس والجامع والجامعة، وأن ننشط في هذا الاتجاه".
وبيّن المتولي الشرعي إن " سماحة السيد السيستاني وتوجيهاته الدائمة في التعايش السلمي بين جميع المذاهب الإسلامية من المواد الأساسية التي اعتمدها وليس من مبدأ نظري بل يتم تطبيقه ويتشدد فيه مع طلبة الحوزة العلمية ووكلائه بتطبيقه في الحياة, مبيناً أنه "يغضب غضباً شديدًا أن كان هناك مس بمقدسات بعض الطوائف الإسلامية".
وأوضح: أننا "نقدر أن الظرف في باكستان صعب وليس سهلاَ، لذلك علينا أن نحافظ على روحية الإسلام الحقيقي والاعتدال وعلى التصدي لهذا الفكر المتطرف، وأن ننشر الفكر الأصيل بين الناس".
وأمل الشيخ الكربلائي في ختام حديثه الاستمرار في اللقاءات والتواصل بين الجميع ". (۹۸۶/ع۹۴۰)