جاء ذلك في كلمة القاها الرئيس روحاني اليوم الاحد في اجتماع القمة للدول الاعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون المنعقد في مدينة "جين داو" في الصين.
وقال الرئيس الايراني في كلمته، ان اجتماع القمة الـ 18 للدول الاعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون يعقد في وقت يواجه المجتمع الدولي الكثير من التحديات غير المسبوقة، فعلى الصعيد الدولي هنالك تحديات التفرد والارهاب والتطرف والتقليل من دور المنظمات والمعاهدات الدولية، وعلى المستوى الاقليمي هنالك تحديات تدخلات اللاعبين الدوليين وإضعاف آليات التعامل على اساس المصالح المشتركة، وبالتالي هنالك على المستويات الوطنية تحدي التدخلات والتهديدات الداخلية حيث تتعرض البنى التحتية الامنية والسياسية والاقتصادية والثقافية للدول الى هجمات بين الحين والاخر.
واضاف، انه وبغية مواجهة هذه التحديات على مستوى المنطقة فاننا بحاجة الى تعاون اقليمي وثيق في مختلف المجالات، حيث يتوجب ان يكون اساس العمل على مستوى المنطقة اعتماد المشتركات الكثيرة وليس نقاط الاختلاف العرقية والدينية والثقافية والتاريخية بين الدول، وكذلك اعتماد المصالح المشتركة بعيدة الامد وليس السعي لتحقيق مصالح قصيرة الامد على حساب الاخرين خاصة الجيران، كل ذلك من اجل ان تكون لنا منطقة اكثر امنا واستقرارا ونموا وازدهارا.
واعتبر الرئيس روحاني الفقر وعدم التنمية من عوامل الاضطرابات وعدم الاستقرار وانتشار الارهاب والتطرف في المنطقة في حين تعتبر التنمية الشاملة والتشاركية والحيلولة دون المساس بمسيرة التجارة العالمية والعلاقات الاقتصادية المشروعة، ضرورة حتمية للوصول الى الهدف المشترك للتنمية المتوازنة والمستديمة.
وقال الرئيس روحاني، انه ينبغي ان اؤكد هنا بان اجراءات الحظر احادية الجانب لا تتعارض فقط مع القوانين والقرارات الدولية بل تمس كذلك بمسيرة التجارة الدولية المشروعة، وفي هذا المجال فان امن الطاقة والتعامل معه بلا تسييس يعد من ضرورات التنمية الاقليمية والعالمية ومن الضروري على المجتمع الدولي الوقوف امام استغلال الطاقة كاداة لتحقيق مآرب خاصة.
واكد الرئيس الايراني بان سياسة التفرد الاقتصادية والسياسية والقانونية تاتي في سياق إضعاف التناغم الاقليمي "وفي هذا المجال فان محاولات الولايات المتحدة لفرض سياساتها على الاخرين تعد خطرا متفاقما في الوقد الحاضر".
واضاف، ان المثال الاخير لتفرد ولامبالاة الولايات المتحدة برأي المجتمع الدولي هو قرارها بالخروج من الاتفاق النووي، اذ ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قد نفذت لغاية الان جميع تعهداتها في اطار الاتفاق النووي واكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام بلادي بالاتفاق 11 مرة لغابة الان.
وتابع الرئيس روحاني، ان من مسؤولية جميع اطراف الاتفاق النووي الالتزام بتعهدات الغاء الحظر كما ورد في الاتفاق وينبغي على سائر اعضاء الامم المتحدة وفقا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي والمادة 25 من ميثاق منظمة الامم المتحدة المساعدة بالتنفيذ الكامل للاتفاق النووي والامتناع عن اي اجراء يمنع تنفيذ الاتفاق.
وقال، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن اجل ان تواصل حضورها في الاتفاق النووي منحت فرصة محدودة للدول المتبقية في الاتفاق النووي للعمل ان كانت قادرة على اعطاء جميع الضمانات اللازمة الوادرة في الاتفاق لايران، ومن المؤكد ان اميركا ترصد رد فعل الاخرين على خروجها من الاتفاق النووي وتعتبر عدم وجود رد على اجرائها هذا بمثابة عدم وجود ثمن لسياسة التفرد التي تنتهجها والتي ستعود بنتائج مضرة جدا للمجتمع العالمي.
ورحب الرئيس الايراني في هذا السياق بجهود روسيا والصين للحفاظ على الاتفاق النووي.
وفي جانب اخر من كلمته اشار الرئيس روحاني الى تحركات الارهابيين الانفصاليين والمتطرفين خلال الاعوام الاخيرة في منطقة اسيا الوسطى وغرب اسيا واضاف، ان الجماعات الارهابية باستغلالها الفراغ الاستخباري الموجود بين دول المنطقة تبادر الى مد شبكات واستقطاب عناصر جديدة لذا فان زيادة تبادل المعلومات الاستخبارية بين دول المنطقة من شانها ان يكون مؤثرا في إضعاف بناء الشبكات من قبل الجماعات الارهابية.
واكد في هذا السياق ضرورة صياغة آليات اقليمية مناسبة وتقديم سبل قانونية لازمة لمواجهة هذه الجماعات الارهابية، لافتا الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية واجهت ظاهرة الارهاب البغيضة خلال العقود الاخيرة في الداخل والمنطقة المحيطة وحصلت على خبرات قيمة في السيطرة على هذا التيار وإضعافه حيث يمكن الاشارة في هذا المجال الى التعاون مع الحكومتين العراقية والسورية في مكافحة الارهاب.
واشار الى الخبرات المفيدة والقيمة لمنظمة شنغهاي خلال الاعوام الاخيرة، معلنا استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية للتعاون مع هذه المنظمة لمكافحة الارهاب والتطرف والمخدرات والنزعات الانفصالية.
كما نوه الى الموقع الاستراتيجي لايران في الربط بين الغرب والشرق وبين الشمال والجنوب عبر الاستفادة من امكانيات موانئها في الخليج الفارسي وبحر عمان وشبكة النقل السككي للربط بين شرق اسيا واسيا الوسطى واوروبا عبر ممر "الشمال – جنوب" و"جنوب –غرب".
وقال الرئيس روحاني في الختام، ان ايران تدرك دورها في ارساء السلام والاستقرار والتنمية الاقليمية وفي ضوء طاقاتها الملحوظة مثل شبابية سكانها وتحصيلهم العلمي ومصادر الطاقة والمناجم الغنية التي تمتلكها وكذلك الموقع الاستراتيجي كشريك مستقل وموثوق، على استعداد لتطوير التعاون الاقتصادي والدولي والاقليمي. (۹۸۶/ع۹۴۰)