وخلال كلمة ألقاها في الحفل التكريمي لنبيل رجب والذي تنظمه بلدية باريس وعمدتها آن هيدالغو لاعلان رجب مواطن شرف في باريس، تقدم السلمان نيابة عن عائلة رجب وومنظمات حقوق الإنسان في البحرين والبحرينيين عامة بشكر عمدة باريس ومجلس بلدية باريس ، والباريسيين والشعب الفرنسي على هذه الجائزة التي قال إن البحرينيين يعتبرونها اعترافًا وتقديرًا لجهودهم من أجل العيش في وطن يحترم المبادئ الدولية لحقوق الإنسان.
وأشار السلمان إلى أنه من المتوقع أن يزور وفد رفيع المستوى يرأسه ملك البحرين فرنسا، آملا أن يستمع الوفد إلى دعوة صادقة من فرنسا للإفراج عن نبيل رجب وكافة سجناء الرأي، معتبرا أنه من المهم بنفس القدر تذكير حكومة البحرين بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان وأن القمع أو العنف لن يخلق الاستقرار في البحرين، وأن الحوار واحترام مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية هو السبيل الوحيد للتقدم الى الأمام في البحرين.
واعتبر السلمان إن قضية نبيل رجب وسجناء الرأي في البحرين لها أهمية كبيرة في فرنسا، لكون تعزيز وحماية حقوق الإنسان ودعم عمليات الدمقرطة على المستوى العالمي مكون رئيسي في السياسة الخارجية الفرنسية والإتحاد الأوروبي، وتاريخ حقوق الإنسان في فرنسا يحتم عليها ذلك منذ وضع دستور 1791 الإطار الأول للحقوق العالمية مثل حرية التعبير وحرية الفكر وحرية التجمع.، معتبرا أن هذا التاريخ يمكن أن يضع فرنسا اليوم في موقعية يجعلها المحفز والمحرك للدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية على المستوى العالمي.
وأضاف السلمان أن العلاقة المحورية بين الحرب ضد التطرف العنيف والإرهاب في المنطقة من جانب وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان من جانب اخر غالباً ما يتم التقليل من شأنها، جازما أن غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان توفر أفضل بيئة استدراجية لتنامي التطرف والإرهاب، معتبرا أن تعزيز مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية هدف مركزي من أجل بناء مجتمعات مدنية وتعددية أكثر تسامحًا.
واستعرض السلمان حالة حقوق الإنسان في البحرين مؤكدا ان موقفه اليوم لا يختلف عن موقف 479 عضوًا في البرلمان الأوروبي الذين اعتمدوا، بأغلبية ساحقة، قرارًا شديد اللهجة يدين البحرين بسبب انتهاكاتها المنهجية لحقوق الإنسان، ويعرب عن أسفه لأنه مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المقررة في أكتوبر 2018 ، لم تقدم السلطات الحد الأدنى من الضمانات الكافية لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وقال إنه “على العكس من ذلك ، لا توجد مساحة مدنية في البحرين ، ولا توجد مساحة للمناظرات وللحريات بصورة عامة ، وفي الواقع لا توجد مساحة حتى للنداءات والمطالبات بالحوار والمصالحة. لقد تم إسكات وإخماد المجتمع المدني الذي كان نشيطا فيما مضى في البحرين بشكل كامل ، والمدافعون عن حقوق الإنسان إما خلف القضبان مثل نبيل رجب وعبد الهادي الخواجة ، أو يتم إسكاتهم من خلال التهديدات أو يعيشون في المنفى”.
وعرض السلمان حالة الناشط الحقوقي محمد المتغوي ، الذي يواجه السجن مدى الحياة اليوم بعد أن تلقى حكماً بالإعدام.
وتطرق لقضية زعيم المعارضة وسجين الرأي الشيخ علي سلمان موضحا أنه كالكثير من السياسيين ليسوا مسجونين فقط ولكن يمكن أن يواجه الشيخ علي سلمان عقوبة تصل لحد الإعدام بتهم تتعلق بالتفاعل الإيجابي مع وساطة شجعت عليها في الأصل الولايات المتحدة في عام 2011 ، والتي أدت إلى الاتصالات بين قطر – كوسيط محتمل – و الحكومة البحرينية والمعارضة من جانب اخر.
وتوقع السلمان حكما قاسيا في المحاكمة الجديدة التي لا أساس لها للشيخ علي سلمان يوم الخميس المقبل في 21 يونيو / حزيران مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ موقف صريح من هذه المحاكمة الكيدية.
وأشار في معرض حديثه إلى ما شهده العامان الماضيان مما وصفه بأسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين خلال عقود، حيث تعرض النشطاء والمدافعون عن حقوق الإنسان للتعذيب والسجن، وقتلت الشرطة متظاهرين سلميين في هجوم عنيف على اعتصام سلمي بالدراز.
واستعرض الشيخ السلمان وضع كبرى المرجعيات الدينية في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي قال إنه يعتبر واحدا من الآباء المؤسسين للدستور الأول للبحرين والذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية بعد أن سحبت جنسيته مثل مئات النشطاء البحرينيين.
وتحدث عن استهداف المدافعات عن حقوق الإنسان مثل ابتسام الصايغ واللواتي تم تعذيبهن وتعرضن للعنف الجسدي والجنسي موضحا أن السلطات تحتجز 10 نساء حالياً في سجون البحرين ، ومن بينهن هاجر منصور التي اتُهمت وحكمت على خلفية تهم كيدية ، اذ تعتقد العديد من منظمات حقوق الإنسان أنها استُهدفت فقط لكونها والدة زوجة سيد أحمد الوداعي ، وهو مدافع عن حقوق الإنسان يعيش في المنفى.
وختم السلمان مؤكدا أن رجب يُعاقب بكل طريقة ممكنة لكسر معنوياته، معتبرا ان هذه الجائزة ستمنحه الأوكسجين لمواصلة كفاحه من أجل حقوق الإنسان في البحرين، بحسب ما عبر.
وقال إن “نبيل رجب معزول عن نزلاء السجن لمدة عامين، محبوس في زنزانة قذرة لمدة 23 ساعة في اليوم، محروم من الكتب، ومواد الكتابة، ومشاهدة التلفزيون. في الأساس، والشيء الوحيد المسموح به هو النوم، ويشكو من نظافة الزنزانة ، ويقول إن زنزانته مليئة بالحشرات والنمل، يزيل نبيل الصراصير والنمل والبق من سريره يومياً. يقول أن الحشرات تغطي جسمه حتى وهو نائم، حالة الزنزانة مثيرة للاشمئزاز .. ومع ذلك سيبقى ثابتًا في كفاحه من أجل حقوق الإنسان”. (۹۸۶/ع۹۴۰)