وبين فيها قائلا:
"قال الله تعالى: (إِنْ تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ)، وقال إمامنا الصادق(عليه السلام): (اللهمّ أحيِني ما كانت الحياة خيراً لي، واجعل وفاتي قتلاً في سبيلك تحت راية نبيّك صلواتك عليه وآله، وأسألك أن تقتل بي أعدائي، اللهمّ اجعلني مع الرسول الكريم، وأن تكرمني بهوان من شئت من خلقك ولا تهنّي بكرامة أحد من أوليائك، اللهمّ اجعل لي مع الرسول سبيلا)".
وأضاف: "نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبّل تلك القرابين وأن يعوّض أهلهم، وإن شاء الله قد عوّضهم معنويّاً لأنّ الله تبارك وتعالى حاشا له أن يضيع عمل عاملٍ من عباده، فما بالك إذا كان هذا العمل قتلاً في سبيله؟! فالدماء دائماً تغرس البركة إذا كانت دماءً مظلومة، وهذه سنّة التاريخ والقرآن يحدّثنا وكلّ قصص الأنبياء تحدّث بأنّ الدماء المظلومة تزرع الخير والبركة، ربّما -لا أعلم- أنّ جلوسنا في هذا المحفل لتوثيق ذكرى سبايكر حتّى لا تنساها الأجيال أم لاستلهام العبرة من تلك الجريمة حتّى يزول الإرهاب من المجتمعات".
وأوضح الكربلائي: "الجالس هنا يحاول أن يحدّد من هو المسبّب الحقيقي الذي يختفي ما بين السطور حتّى نتجنّب كيده وعداوته ومكره وغمّه، هذا أيضاً ضروريّ في تشخيص الموضوع لنستفيد، عموماً دائماً الدول حكومةً وشعباً حركة التاريخ وتحديد مسار التاريخ يعتمد دوماً على هذين العنصرين الحكومة والشعب، وهنالك حروب غيّرت من مسار التاريخ، فجريمة سبايكر وجريمةُ الأحد الماضي على طريق بغداد كركوك وتستمرّ الجرائم، لابُدّ أن نشخّص أنّه قد حدّثنا القرآن الكريم وفي أكثر من مرّة، التطرّف أشدّ ما يمقته القرآن الكريم، التطرّف أعني من أيّ جهة ومن أيّ دين ومن أيّ طائفة ومن أيّ حزب ومن أيّ دولة ومن أيّ حكومة، كلّ ما هنالك هي جهة تعمل لتتطرّف وتجنّد نفسها للتطرّف سوف تجد دولاً بل دولاً عظمى تسخّر لأجلها، لطالما كانت هنالك نزعةٌ للعداوة للآخرين".
وتابع: "هناك دولٌ لا تخفى عليكم تجنّد من أجل ذلك وأيضاً تجنّد الإعلام، والإعلام هو الذي يلعب دوراً في هذا النشاط، انطلاقاً من أكبر المؤسّسات الإعلاميّة في العالم، هذا عندما نشخّص العدوّ الحقيقيّ نستطيع قدر الإمكان أن نوقفه، التطرّف موجود منذ قديم الزمان وأوّل من تطرّف هو إبليس(عليه اللعنة) حين قال: (خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)، أأسجد لمن خلقته من طين؟!، نأمل من هذا التجمّع المبارك أن نتعرّف على أعدائنا الحقيقيّين وأن نستفيد من العِبَر". (۹۸۶/ع۹۴۰)