وأوضح الدكتور إبراهيم نجم الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء، أهمية إقامة هذا المؤتمر الذي يعد بمنزلة حدث تاريخي تجتمع فيه كلمة المفتين للوفاء بفريضة التجديد الرشيد، والاجتهاد في الجديد، فضلًا عن أهمية انطلاقه من أرض الكنانة مصر.
وكشف نجم فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن أهداف المؤتمر تتلخص فى 10 نقاط: "الوفاء بفرض التجديد الإفتائي، معرفة المشكلات في عالم الإفتاء المعاصر، ومن ثم محاولة وضع الحلول الناجعة لها، الكشف عن الأدوار التى يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها في تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، بحث إسهام الإفتاء المعاصر في ثقافة الحياة والإحياء على كافة مستوياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، دراسة كيفية استخدام المنجزات الحضارية لخدمة مجال الإفتاء، الوصول إلى أدوار محددة تؤديها عملية الإفتاء في مجالات التنمية، محاولة فهم طبيعة العلاقة بين الإفتاء والسياسة والاقتصاد، وتحديد الأدوار التي يمكن التأثير والتأثر من خلالها، نقل مجال الإفتاء من مجال سلبي يقتصر على حل المشكلات إلى مجال أكثر إيجابية ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات ويشارك في البناء والتعمير، التنبيه على طبيعة ما يسمى بفتاوى العامة، والتأكيد على عدم ولوج الأفراد لهذا المنزلق الخطير بعيدًا عن ساحات الاجتهاد الجماعي، وضع ضوابط محددة لعملية الاستنباط من التراث والتنبيه على خطورة الفتاوى التاريخية، إذا تمت دراستها بعيدًا عن سياقاتها التاريخية".
وأضاف أن المؤتمر سيشهد عددا من المبادرات منها: "مشروع الميثاق العالمي للفتوى"، حيث أضحى واجبًا على المعنيين بأمر الإفتاء أن يتعاونوا جميعًا للاتفاق على مسار واضح للإفتاء المعاصر، بعدما استجد من الحوادث والنوازل ما يجعل هذا الأمر يصل إلى مرتبة الواجب، بل الفرض إن فرقنا بين الواجب والفرض.
وتابع أن المبادرة الثانية بعنوان المؤشر العالمي للفتوى، وتتلخص حول أن المؤشر العالمي للفتوى والصادر عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم يُعد الأول من نوعه عالميًّا؛ وهو مؤشر يصدر بشكل سنوي، وهو معني بمتابعة الفتاوى ورصدها وتحليل مضمونها في أكثر من 50 دولة عربية وأجنبية، وتحليل مؤشراتها كمًّا وكيفًا وفقًا لأحدث أنواع التحليلات المبنية على أسس وقواعد وأوزان نسبية معتمدة، ومن ثم الخروج بنتائج وتوصيات تفيد كل التخصصات، بداية من الحقل الإفتائي، ومعالجة ظاهرة التطرف والإرهاب، مرورًا بالتخصصات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والنفسية.
ومن المبادرات التي تهتم بها الأمانة العامة لدور وهيئات الافتاء هي البرنامج التأهيلي للمتصدرين للفتوى حيث ترى الأمانة العامة أن كل محاولة للخروج من ظاهرة فوضى الفتاوى بعيدًا عن تأهيل الكوادر الإفتائية فإن هذا يعتبر نوعًا من أنواع إهدار الموارد وتشتيت جهود الدول عن الوجهة الصحيحة،حيث تم إنشاء مبادرة تختص بوضع برنامج تدريبي لإكساب مجموعة من المتدربين المشتغلين بالعلوم الشرعية المهارات الإفتائية، والعلمية، والفنية اللازمة لرفع كفاءة وجودة الأداء الإفتائي لديهم، ومن ثم رفع كفاءة وفعالية المؤسسات الإفتائية إن كانوا بالفعل يمارسون الإفتاء فيها.
ومن المنتظر أن تشتمل هذه المبادرة على مستويات ثلاثة للتأهل الإفتائي، هي: مستوى التأهل المتكامل وهو طويل المدى يزيد على السنتين، وهناك المستوى التحسيني للممارسين وتتراوح مدة التدريب فيه بين ستة أشهر وسنة، والمستوى الأخير هو رفع الكفاءة النوعية في مجال من مجالات الإفتاء، وتتراوح مدة التدريب فيه بين شهر وثلاثة أشهر، وتستهدف الأمانة العامة بهذه المبادرة نشر الالتزام بالمنهج الوسطي في ممارسة الفتوى التزامًا تامًّا، ومراعاة مقاصد الشرع الشريف في ممارسة الفتوى مراعاة دقيقة، ونشر قيم الإفتاء في المجتمع بكفاءة وفاعلية، ومراعاة معايير جودة الأداء الإفتائي، وإدارة الأداء الإفتائي بكفاءة وفاعلية، وإدارة المؤسسات الإفتائية بما يحافظ على استقرار المجتمعات وأمنها.