جاء ذلك خلال الزيارة التي قامت بها الدكتورة سلامة الخفاجي ممثّلة العراق في المركز الى مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة وقيامها بجولة ميدانيّة في المراكز التابعة لها والاستماع الى شرحٍ مفصّل عن عمل كلّ مركز والمهامّ المناطة به، وقد سبق ذلك لقاؤها بالأمين العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده)، حيث تناول الجانبان في محضر حديثهما أهمّ البرامج والخطط التي سيقوم بها المركز في عام (2019م)، التي من المؤمّل أن تكون لمكتبة ودار المخطوطات دورٌ فاعل في تنشيطها وتنفيذها، ومنها الدراسات القرآنيّة وتاريخ الإسلام والتراث المعماري والفنون الإسلاميّة وبرامج تطوير الحرف اليدويّة فضلاً عن المكتبة الإلكترونيّة والأرشفة.
هذا وقد أبدى السيدُ الأمين العامّ تفاعله مع هذه البرامج والخطط مُعرباً عن استعداد العتبة العبّاسية المقدّسة للمساهمة في تنفيذ هذه البرامج وبلورتها على أرض الواقع وبما يخدم الطرفين.
وبعد قيام الخفاجي والوفد المرافق لها الذي ضمّ الدكتور رائد حميد ممثّل وزارة الخارجيّة العراقيّة بجولتها هذه التي شملت أيضاً متحف الكفيل للنفائس، أبدت دهشتها وإعجابها الشديدين بالعمل المنظّم والمهنيّ الذي يرتقي للمستوى العالميّ المتّبع في المراكز المختصّة التابعة لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة، والجهود التي تُبذل في سبيل الحفاظ على الإرث والتراث الإسلاميّ عامّة والعراقيّ على وجه الخصوص، مبيّنةً: "لاحظنا غزارة العمل والإنتاج ونتمنّى أن نعمل على إيصال هذه الصورة الوضّاءة الى العالم، وإنّ الكادر العامل يمتلك طاقاتٍ وإمكانيّات عالية بما يوازي ما هو متّبع في نظرائه عالميّاً، وهذا حقّاً هو مدعاة فخر واعتزاز للبلد ولنا كمؤسّسة باعتبار أنّ العراق هو أحد أعضاء مجلس إدارة (أرسيكا)".
يُذكر أنّ مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلاميّة (أرسيكا) في إسطنبول، هو جهازٌ متفرّع عن منظّمة المؤتمر الإسلاميّ ومؤسّسة دوليّة تتكوّن من (57) دولة عضواً، ويضطلع منذ عام (1980) بنشاطاتٍ تتعلّق بالبحث والتوثيق والمعلومات حول مواضيع في مجال الحضارة والثقافة وتاريخ الدول الإسلاميّة، وتاريخ العلوم والعمارة والآثار والعمران والفنون الجميلة والحِرَف اليدويّة والمحافظة على التراث الثقافيّ والتنمية الثقافيّة.