وفي كلمته خلال مراسم افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لرؤساء برلمات الدول الست؛ ايران وروسيا والصين وافغانستان وباكستان وتركيا حول تحديات الارهاب وتعزيز العلاقات الاقليمية، بطهران السبت، قال الرئيس روحاني، ان عالم اليوم يشهد تحديات صعبة ومعقدة سواء التغييرات المناخية والازمات الاقتصادية وعدم التنمية والعدوان والحرب والفقر والمجاعة ونهج التفرد والتطرف والارهاب.
واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بصفتها اكبر ضحية للارهاب واجهت منذ تاسيسها لغاية الان هذه الظاهرة المقيتة حيث تحملت ازاء ذلك خسائر مادية وبشرية جسيمة.
وتابع الرئيس روحاني، ان الاعمال الارهابية ومنها استشهاد 72 من النواب والمسؤولين والسياسيين في حادث تفجير مقر الحزب الجمهوري بطهران (عام 1981) واستشهاد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في حينه من قبل الارهابيين في تفجير اخر في العام ذاته واستشهاد اكثر من 17 الفا من المواطنين العاديين على مدى الاعوام الاربعين الماضية، قد جرت على يد جماعات ارهابية تحظى الان بحماية الحكومات الغربية في اوروبا واميركا.
وقال الرئيس الايراني، ان استشهاد علماء نوويين قبل عدة اعوام على يد عناصر عميلة لحكومات اجنبية والاعتداء الارهابي لتنظيم داعش على مبنى مجلس الشورى الاسلامي في العام الماضي والحادث الارهابي في مدينة اهواز قبل فترة والاعتداء الارهابي الاخير الذي وقع قبل يومين في ميناء جابهار، حوادث لم ولن تنال بلا شك من عزم وارادة الحكومة والشعب الايراني لمكافحة كل اشكال الارهاب بلا هوادة.
وخاطب الحضور قائلا، ان منطقتنا اليوم تمر بمرحلة تاريخية حساسة، مرحلة يسعى فيها الارهابيون ودعاة العنف وانتهاك القانون لخلق اعصار من العنف والفقر والحظر والازمة والارهاب والانقلاب.
واضاف، انهم (المعادون) لا يريدوننا ان نجتمع، من باكستان الى ايران، من افغانستان الى روسيا، من الصين الى تركيا، وان نتباحث معا ونتعاون ونتكاتف، ولكن عليهم ان يعلموا بان ارادتنا ان نضع ايدينا بايدي البعض لدحر العدو المشترك وبطبيعة الحال فان هذا الانتصار يستلزم منا جميعا ان نتذكر مسؤوليتنا لاجتثاث جذور العنف.
واعتبر الرئيس الايراني بان الامن اليوم اخذ ابعادا اوسع مقارنة مع الماضي حيث يشمل قضايا مهمة كالامن الاقتصادي والثقافي والسياسي والاجتماعي والنفسي للمجتمع وان الاخلال باي منها يمكن تعريفه في اطار الارهاب واضاف، ان اجراءات الحظر الاميركية الظالمة واللاشرعية تشكل انموذجا بارزا للارهاب الذي يستهدف الشعب الايراني.
واوضح بان الارهاب الاقتصادي يعني خلق الرعب في اقتصاد بلد ما والخوف لدى الدول الاخرى لمنعها من الاتجار والاستثمار في البلد المستهدف، واضاف، ان خروج اميركا من الاتفاق النووي واعادة فرض الحظر واجراءات الحكومة الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وشركائها تعد بلا شك انموذجا بارزا للارهاب الاقتصادي.
واعتبر الرئيس الايراني، الفقر والفساد واللامساواة من اهم جذور اعمال العنف الارهابية في هذه المنطقة، واضاف، انه وفي اجواء عدم التنمية حيث تترابط مختلف اشكال الجريمة والتهريب وغسيل الاموال والارهاب معا وتدمر المجتمعات الانسانية، يُسمع صوت شعوب المنطقة جيدا وهي تقول كفى الحرب واراقة دماء والتشرد والفقر والمجاعة وبناء الجدران وقتل الجيران والحقد والكراهية والتخلف والتمييز والحظر والاذلال.
واشار الى ان التدخلات السياسية والعسكرية لا تسمح للمجتمعات بالنمو الطبيعي وتحقيق سبل حلولها لمواجهة الخلافات والمشاكل واضاف، ان قوى التدخل بنشرها بذور الخلاف والكراهية تحصد الحقد والعنف. علينا ان نفكر كيف يمكننا ان نوقف اؤلئك الذين ينفقون مليارات الدولارات من عوائدهم النفطية لتعميق الخلافات.