13 December 2018 - 17:21
رمز الخبر: 448979
پ
الدكتور احمد سعدي:
قال عضو هيئة التدريس في جامعة طهران حجة الاسلام الدكتور احمد سعدي ان صفقة القرن هي استمرار لسايس بيكو ووعد بالفور لتشكيل الدولة اليهودیة على الاراضي الفلسطينية، مؤكدا أن الانظمة العربية تعتبر صفقة القرن سبب بقاءها في الحكم.
سعدی

  وشدد حجة الاسلام الدكتور احمد سعدي خلال مؤتمر "الحضارة الاسلامية؛ استراتيجية المقاومة" الذي انعقد بجهود وكالة رسا للأنباء في قاعة الغدير في قم المقدسة، ان صفقة القرن خلافا لتسميتها صفقة تربط القرن المنصرم بالقرن الحالي وهي استمرار لسايس بيكو ووعد بالفور. فوفقا لاتفاق سايس بيكو الموقع عليه العام 1916 اتُّخذ قرار تشكيل فلسطين كمنطقة دولية بعدما خرجت من سيطرة العثمانيين لانها يقطن فيها اتباع الاديان السماوية من المسلمين والمسيحيين واليهود لكي تخرج فلسطین نهائيا من سيطرة فرنسا وبريطانيا. وبعد مرور ما يقرب عن عام واحد أُعلن وعد بالفور البريطاني العام 1917 والذي اتُّخذ قرار من خلاله لتشكيل دولة يهودية على الاراضي الفلسطينية. فبريطانيا احتلت فلسطين من خلال مرتزقتها المصريين كما ان جميع تحركاتها كانت عن طريق مصر ففي ال9 من دسمبر العام 1917 احتلت بريطانيا القدس الشريف بعدما هزمت القوات العثمانية التي كانت على الاراضي الفلسطينية. وكانت تسعى بريطانيا لتجميع اليهود في انحاء العالم لكي يشكّلوا دولة يهودية فلذلك كانت خيارات عدة امام بريطانيا لتشكيل تلك الدولة احدها تسليم اراض مصرية او افريقية كالزئير او اراض فلسطينية.

وبشأن بدعة ارض اليهود شدد عضو هيئة التدريس في جامعة طهران الدكتور سعدي  على ان فلسطين ماكانت من اول يوم كارض مختلف فيها في المجامع الدولية الا ان الكيان الصهيوني عرضها فيما بعد كارض لها صبغة دينية في التعاليم اليهودية فهي حق لليهود غير ان فلسطين كانت ولازالت ارضا نوقش بشأنها كمنطقة جغرافية. فالغرب كان يبذل جهده ليخلّص نفسه من اليهود لانهم كانوا بمنزلة نازحين يقطنون في ارجاء اوروبا فجائت فكرة تشكيل الدولة اليهودية لتخلّص الغرب منهم كما ان التاريخ يشهد على سوء سلوك الغرب مع اليهود في الفترة ما قبل فكرة تشكيل الدولة اليهودية التي طالت بريطانيا نفسها و التجار من اليهود وباقي المجامع الصهيونية.

وبشأن القرار الدولي الرقم 181 قال عضو هيئة التدريس في جامعة طهران ان خمس سنوات قبل ان تحصل فلسطين على الوصاية الدولية اعلنت بريطانيا بان فلسطين ستتحول الى ارض لليهود الا ان بريطانيا ما كان يمكنها الاستمرار العسكري على الارضي الفلسطينية لان ما يقرب عن 100الف عسكري بريطاني الذین كانوا يحتلونها هم بحاجة الى الانفاق ولم تستطع الدولة البريطانية آنذاك على الانفاق فقررت الخروج من فلسطين العام 1947 و فوّضت امرها الى الامم المتحدة فقامت بالتصويت على القضية الفلسطينية فصوتت ثلثا الدول على تقسيم فلسطين فاصدر القرار الدولي الرقم 181 بتقسيم الاراضي الفلسطينية الى قسم عربي وآخر صهيوني وكان هذا القرار دق اسفين على فلسطين الموحدة فيوم واحد قبل انقضاء الوصاية التي حصلت عليها فلسطين قام الصهاينة باعلان الدولة اليهودية المستقلة على تلك الاراضي فاذا اردنا ان نعثر على جذور صفقة القرن ينبغي ان نبحث في الفترة ما قبل الوصاية البريطانية على فلسطين لان هذه الوصاية هي التي تحولت الى ارضية متاحة لاعلان الدولة اليهودية من دون ان يقوم الفلسطينيون باعلان دولتهم وذلك لعجزهم او لغدر الدول العربية بهم. فعلى كل حال الصهاينة نجحوا في اعلان دولتهم من دون ان ينجح الفلسطينيون على ذلك فالمجتمع الدولي قام بتقسيم فلسطين بعد اعلان الدولة اليهودية الا ان الصهاينة احتلوا بعد ذلك 26 بالمئة من الاراضي الفسطينية  بالاضافة الى الارضي التي حصلوا عليها عن طريق تقسيم فلسطين من قبل المجتمع الدولي.

وبشأن الدور السلبي للدول العربية في القضية الفلسطينية قال الدكتور سعدي ان الاردن احتلّت 21 بالمئة من الاراضي الفسطينية وهذا ما يدلّ على الدور السلبي للدول العربية منذ الفترة الاولى من النقاش في القضية الفسطينية وهو دور الغدر لمحو فلسطين من الخارطة. واما الحروب التي دار رحاها بين العرب و الصهاينة فهناك حرب العام 1948 وحرب العالم 1956 والعالم 1967 والتي اماطت اللثام عن غدر العرب بالقضية الفسطينية لان الدول العربية نائت بنفسها عن المواجهة مع العدو الاسرائيلي بحيث لم تقدم للمشاركين في تلك الحرب اي سلاح خفيف فضلا عن باقي المعدات الحربية وحرب اخرى العام 1973 وهي الحرب الاخيرة التي انتهت بالظفر لاسرائيل لانها انتصرت من خلال الحرب النفسية على الدول العربية بحيث اعلنت بان جيشها هو الجيش القوي الذي لايُقهر الى ان المقاومة اثبتت خلاف ذلك في الفترة ما بعد تلك الحروب.

واردف قائلا: اما بالنسبة الى الدولة الفسطينية فهناك 6220 كلم مربع اراض فلسطينية التي مرت عليها اربعة فترات من الزمن الفترة الاسلامية وهي فترة عزالدين القسام وغيره والفترة العربية التي حكم عليها القوميّون والفترة الفسطينية التي حكم عليها القومية والاشتراكية من دون حكومة المسلمين وهي فترة التي حكم فيها ياسر عرفات كالرجل الاول والفترة الاخيرة الاسلامية والعربية. فالثمانينيات وبالتزامن مع انتصار الثورة الاسلامية عادت الروح الاسلامي الى فلسطين فتشكّلت منظّمات اسلامية كالجهاد الاسلامي وحماس وهذه المنظّمات عملت بالتعاليم الاسلامية بخلاف باقي المنظمات التي لعبت الدول العربية في تشكيلها كما نري "فتح" التي تشكّلت بدعم من الجامعة العربية التي كانت ولازالت تكتفي باصدار بيانات من دون ان تمضي قدما ضدالصهاينة. ففي العام 1993 قامت منظّمة فتح باستراتيجية خطيرة وهي الاذعان بدولة اسرائيل بالتنسيق مع الجامعة العربية لان القضية الفسطينية من قديم الايام كانت تعدّ كلفة زائدة على عاتق الدول العربية فللتخلّص من هذه الكلفة اصبح الاحتفاء بصفقة القرن من قبل هذه الدول اكثر من احتفاء اسرائيل.

واكّد عضو هيئة التدريس في جامعة طهران جميع الدول العربية مباشرا او غير مباشر كانت و لاتزال على صلة مع الكيان الصهيوني الا سورية التي نائت بنفسها عن التطبيع مع هذا الكيان. فمن هذه الدول السعودية التي وفقا للوثائق البريطانية باعت فلسطين على بريطانيا قبل 100 عام في زمن الملك عبدالعزيز ب20ميليون بوند الا ان نهضة الامام الخميني (ره) والثورة الاسلامية  انقذتا القضية الفلسطينية ولولاهما لاندثرت منذ زمن بعيد لان السعودية زمن عبدالعزيز كانت تعمل على اخماد انتفاضات الفلسطينيين لانها كانت تحصل على ايرادات من اسكان اليهود على الاراضي الفلسطينية فبقاء آل سعود مرهونة لبقاء الكيان الصهيوني وهذا الكيان بمثابة العنصر الحيوي للسعودية ولولاه لماصمدت ساعة وليس كما قال ترامب اسبوعين!

وقال الدكتور سعدي بشأن علاقة نشاطات الجمهورية الاسلامية الايرانية بلجوء الدول العربية وعلى رأسها السعودية الى التوقيع على صفقة القرن: ان ايران اصبحت للدول العربية شماعة لتوقيع صفقة القرن وذلك لمواقف طهران الداعمة للقضية الفلسطينية وتصريحات قادتها الفاضحة لغدر العرب في القضية فمن هذا المضمار قال محمد بن سلمان لمحمود عباس الرئيس الفلسطيني عليك ان توقّع على صفقة القرن لانا في معركة وجود مع ايران وهذه الصفقة هي الطريق الوحيد لانتصارنا على هذه الدولة ورهان لاستمرار بقائنا على المعمورة.

 

 

 

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.