واشار المرجع الديني آية الله ناصر مكارم الشيرازي صباح اليوم في لقاء مع جمع من عوائل الشهداء في مدينة كرج الى رواية اميرالمؤمنين علي (ع) في نهج البلاغة وصرّح بان هذه الرواية التي ينبغي ان تكتب بماء الذهب تناولت قضايا عرضها لكميل بن زياد من خواص اصحابه(ع) عندما طلب منه ان يكون في صحبته خارج المدينة.
وتابع حديثه آية الله ناصر مكارم الشيرازي بذكر الرواية العلوية قائلا ان الامام(ع) قال: "يا كميل إنّ هذه القلوب أوعية وخيرها أوعاها" فهذا يعني ان الله تعالى فيّاض لاحدّ لفيضه فينبغي ان نقصد فيضه ونطلب منه بمايتّسع به قلوبنا فخيرها اوعاها للنور الالهي ولروحانية اهل البيت(ع).
واضاف المرجع الشيرازي ان السماء تمطر على بقاع الارض كلها الا ان القرآن الكريم يشير الى ان كل بقعة تسقى بما يتّسع وعاها فلذلك علينا ان نبذل جهودنا لاتّساع اوعية قلوبنا وارواحنا لكي نتزوّد بالنور الالهي.
واستمرّ آية الله مكارم الشيرازي بذكر الرواية فقال عنه (ع): "الناس ثلاثة: فعالم ربـّاني، ومتعلـّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق".
وفي تفسير هذا الجزء من الرواية العلوية صرّح المرجع الشيرازي بان الشمس تضيئ والقمر يستضيئ بنورها بازغا فمن هذا المضمار ينبغي ان نكون في حياتنا اما كالشمس واما كالقمر لان هناك فئة ثالثة من الناس تتساقط كاوراق الشجر يمينا و شمالا كلما هبّت الرياح.
واضاف آية الله مكارم الشيرازي بانا جميعنا نتذكّر بعض الناس كان بالنهار باعلى صوتهم ينادون رجلا سياسيا "تحيى" ثم ينادونه بالليل "قاتلك الله" فهذا مايدل على عدم معرفتهم بذلك الرجل السياسي والّا لما تورطوا بمثل هذه القضية.
واشار المرجع الشيرازي الى ان كرج مدينة مؤمنة تقطن فيها حوزة علمية كبيرة وهذا ما يجعل اهلها مسؤولة امام نمط الحياة الذي يتعايش به الرجال والنساء والبنات في المدينة كما ان على اهلها العمل بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر في كافة الامكنة العامة كالمدارس والجامعات والشوارع ومراسم الزواج ایضا.
وصرّح آية الله مكارم الشيرازي في ختام كلمته بان في قم المقدسة جمعية تطلق عليها "ناصحين" یقدر عدد اعضائها باربعة آلاف يهتمّون بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بقول ليّن كما ان الجمعية نالت على العديد من التوفقيات فاذن من كان ناصحا للناس بقول ليّن فلابدّ من ان يقدر على منع من يعمل بالسّيّات من الناس.