وفي مقابلة تلفزيونية شدد نصرالله على أن "التحالف مع التيار الوطني الحر لا زال قائما وصامدا"، مشيراً إلى أن"مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل قال في احدى الجلسات خلال زيارته الأخيرة للبنان أنه ينبغي ايجاد شرخ بين حزب الله والتيار الوطني الحر"، مؤكدا اننا "نحن الشيعة لم نطالب بالمثالثة أبدًا في أي مكان ولم نطرحها ولم نتحدث عنها بالمطلق، ونحن نريد تغيير اتفاق الطائف".
ولفت نصرالله أننا "نصر على تشكيل الحكومة ومصلحة الشعب اللبناني كله بتشكيل حكومة وهناك مساعٍ جديّة لتشكيلها وهناك عقدتان لا زالتا موجدتين هما الوزير من اللقاء التشاوري وتوزيع الحقائب"، مشيرا الى ان "مكافحة الفساد صعبة وهناك مشوار طويل ولا يكون فقط خلال 7 اشهر، ونحن بانتظار تشكيل الحكومة والعمل الأكبر لمجلس النواب وسنكمل هذا المشوار، وملفاتنا جاهزة وعملنا مستمر"، مضيفا:" نحن لا نحكم البلد ونؤمن بأن لبنان لا يمكن أن يُدار إلا من جميع مكوناته"، معتبرا ان " رئيس الحكومة سعد الحريري يحاول تدوير الزوايا مع كل القوى السياسية في لبنان ونحن نحرص على الانفتاح والتعاون معه رغم مهاجمتنا من قبل تيار المستقبل".
واوضح نصرالله أنه "ليس لانكفائي الإعلامي في الفترة الماضية أيّ صلّة بوضعي الصحّي وكل ما قيل أكاذيب فدماغي وقلبي وجسدي وروحي وعقلي وعاطفتي كلهم بخير ولم أتعرض لأيّ مشكلة صحية على الإطلاق"، معتبرا انه "من المضحك ما يتردد عن مرض ألمّ بي أو موت أو عن اجتماعات لحزب الله وما حصل هو أنه لم تكن هناك مناسبات في الشهرين الماضيين لذا غبنا عن الظهور".
وكشف نصرالله أن "هناك أنفاقاً كانت موجودة في الجنوب و"الاسرائيلي" بعد سنوات طويلة اكتشف عددا منها"، مؤكداً أن "المفاجئ هو أن هذه الانفاق طال وقتها حتى تم اكتشافها"، مشيرا الى أن " أحد الانفاق التي تم اكتشافها يعود الى 13 أو 14 عاماً وهو موجود داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وهذا يدل على فشل استخباري"، مشدداً على أن كل ما نراه اليوم من تشييد للجدران سببه الحقيقي هو الخشية "الاسرائيلية" من عملية الجليل المحتملة والمناورات الاسرائيلية الضخمة حصلت تحسباً لعملية الجليل المحتملة، مشيرا الى ان "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خدمنا عبر ادخال الرعب والخوف الى قلوب كل المستوطنين في الشمال"، مضيفا:"نحن منذ سنوات نملك القدرة على تنفيذ عملية دخول الجليل وأصبح الامر أسهل بعد تجربتنا في سوريا"، مشيراً إلى أن "جزءاً من خطتنا في الحرب المقبلة وجهّزنا لها هو الدخول الى الجليل، ونقرر ذلك وفق مجريات الحرب ونحن نعتبر أنفسنا معنيين بالدفاع عن بلدنا ومن حقنا أن نلجأ إلى كل عناصر القوة".
وأكد نصرالله أننا "لن نسمح للعدو بفرض قواعد اشتباك علينا ووصلنا الى مستوى من الردع يجب أن نعمل على تعزيزه"، مشيراً إلى أن "محور المقاومة في موقع يقول كل ما يستلزمه الصمود والانتصار سنقدم عليه بعقل وحكمة وشجاعة". وأكد أن "المقاومة لم تتدخل في مسألة ترسيم الحدود وهي من شأن الدولة"، مؤكدا أن "أي عملية واسعة وان كان الحزب يعتبرها محدودة سنعتبرها اعلان حرب وكل خيارات محور المقاومة مفتوحة"، مضيفا:"عملية الانفاق لا تلغي عملية الجليل المحضّر لها وهي لم تستحق هذه الدعاية"، مشيراً إلى أن "أيزنكوت كل ما يهمه من موضوع الانفاق أنه كيف يخرج من رئاسة الاركان وفي سجله انجاز وهمي".
ولفت نصر الله أن "التقدير المتهور الممكن أن يتذخه الإسرائيلي هو في سوريا أو في غزة"، مؤكداً أن "غزة مستعدة للرد عسكرياً على أي عدوان ولن تتسامح".وحول الاستراتجية الدفاعية في لبنان، اوضح إن "المسؤولين في الدولة معنيون أن يراجعوا ما يحصل على الحدود"، مؤكداً أن "أننا نذهب الى جلسة الاستراتيجية الدفاعية و"الشنتة" مملوءة وليس معنا ورقة واحدة ومستعدون وبلا شروط تلبية الدعوة الى استراتيجية دفاعية".واشار نصرالله إلى أن "مخاوف "اسرائيل" في سوريا كبيرة جداً لأن هناك فشلاً استخبارياً لديهم هناك"، مشددا على أن "أي حرب ستحصل ستكون كل فلسطين المحتلة هي ميدان حرب"، معلنا أننا "نمتلك صواريخا دقيقة وبعدد كاف للمواجهة ولضرب اي هدف نريده وهذه المهمة قد انجزت ومحاولة نتانياهو منعها عبر قصف سوريا غير مجدية".
وحول الملف السوري أكد نصرالله ان "الوضع في سوريا اليوم في افضل حال على الاطلاق مقارنة بالعام 2011 لكن لا يمكن الحديث عن انجاز شامل والمأزق الآن هو مأزق كردي تركي أميركي فيما يتعلق بشرق الفرات"، مشيرا إلى أن " الجيش السوري وحلفاؤه قادرون على حسم المعركة في شمال سوريا". وكشف أن "الفصائل الكردية المدعومة أميركياً في شرق الفرات هي ممولة خليجياً".ولفت نصرالله الى أن "إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن اتفاق أضنة يشير إلى أنه يجب التسليم بأن الحل الوحيد هو انتشار الجيش السوري"، مؤكدا أنه "عند الإنتهاء من داعش في شرق الفرات فإن الجيش السوري وحلفاؤه سيرتاحون"، موضحا أن "خطوط التفاوض مفتوحة بين الجيش السوري والقوات الكردية".
وشدد نصرالله على أن "الخيارات مفتوحة بالنسبة لأدلب لكن الاولوية هي للحل السياسي"، مشيراً إلى أنه "تم استكمال التعزيزات لتحرير معركة أدلب لكن تركيا منعت ذلك، أما الذي منع من انهاء "داعش" نهائياً في الصيف الماضي هي الولايات المتحدة الاميركية".
ولفت نصر الله إلى أن ترامب من يومه الاول في رئاسته كان يريد سحب قواته من سوريا وهو أمهل وزير حربه 6 أشهر للخروج من سوريا واميركا طلبت خروج ايران من سوريا مقابل انسحاب قواتها لكن سوريا رفضت وايران ايضا رفضت الطلب الاميركي لأنها موجودة في سوريا بناء على طلب دمشق وكذلك نحن رفضنا"، لافتاً إلى أن "سحب القوات الاميركية استراتيجية جديدة وهي النسخة "الترامبية" في المشروع الاميركي".
ورأى نصرالله أن "قرار سحب القوات الاميركية من سوريا هو بحد ذاته فشل وهزيمة"، مشيراً إلى أن "الرئيس السوداني عمر البشير جاء الى سوريا بضوء أخضر سعودي خليجي والانفتاح الاخير باتجاه سوريا سببه قرار ترامب وذلك بعد جلسة تقييم للسعودية في أبو ظبي"، مضيفاً أنه "على ضوء قرار ترامب الانسحاب والقلق الموجود في الادارة الاميركية أصبح هناك حالة قلق في السعودية"، مؤكدا أنه " تم نقل رسالة لدمشق بأن تطلب بنفسها العودة إلى جامعة الدول العربية وكان الرد بأن مَن أخرجها من جامعة الدول العربية عليه بنفسه إعادتها وانا اقول سوريا ستعود الى العالم العربي بكرامتها".وأكد نصرالله أن "هناك احتمال باتخاذ قرار بتعاطي مختلف مع الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا لأن ما حصل مؤخرا خطير جداً واقول لنتانياهو عليك أن تكون حذراً في التمادي فيما تقوم به في سوريا فلا تخطئ التقدير وتجر المنطقة الى مواجهة كبرى".
وفي الملف الفلسطيني أكد نصرالله أنه "لا يمكن القول ان صفقة القرن انتهت لكن أطرافها في وضع صعب ولن تجد فلسطينيا في اي فصيل او تنظيم يمكن أن يوقّع على صفقة لا يوجد فيها القدس الشرقية في الحد الأدنى".
من جهة اخرى اكد "صمود اليمنيين بوجه حرب السعودية اسطوري والتجربة اليمنية هي الاجدر أن تدرس"، مضيفا:" أقول لمحمد بن سلمان إن اليمني المحاصر والجائع والذي يُقتل في الليل وفي النهار هو الذي يصنّع صواريخ وطائرات مسيّرة".