وقال الشيخ عبد الله إن اللقاء كان "مناسبة للتباحث في الشؤون الإسلامية عامة، وما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية خاصة. وكانت وجهات النظر متطابقة لجهة أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية للأمتين الإسلامية والعربية، ولن تستطيع الصفقات الخيانية مهما عظمت، من أن تجهض هذه القضية وتجعلها تتراجع في نفوس أبناء الأمة المستعدين أساسا لتقديم أغلى التضحيات في سبيل تحرير فلسطين".
أضاف: "أكدنا كتجمع علماء المسلمين على النقاط التالية:
أولا: وجهنا التحية للشعب الفلسطيني المرابط اليوم في ساحات المسجد الأقصى وعلى الحدود الزائلة في قطاع غزة، ونوهنا بجهاده الذي تحول ليكون حجة على كل المسلمين والوطنيين والقوميين وأصحاب الفكر الحر في العالم، ليتحركوا نصرة لهذه القضية المحقة.
ثانيا: تصادف اليوم الذكرى ال25 لمجزرة الحرم الإبراهيمي، ونحن هنا نعلن أن هذه المجزرة لن تنسى كما غيرها من مجازر العدو الصهيوني، والدماء الطاهرة التي سفكت تحولت إلى دافع قوي للاستمرار في الانتفاضة، ولم تستطع السنوات الطوال أن تثني هذا الشعب الفلسطيني عن جهاده الذي سيستمر حتى زوال الكيان الصهيوني من الوجود.
ثالثا: شجبنا كل محاولات التطبيع لبعض القادة العرب، واعتبرنا أن لا جديد فيها سوى إشهارها خدمة للكيان الصهيوني، ومساعدة لبنيامين نتنياهو ولدونالد ترامب لتمرير صفقة القرن، التي نقول إنها ولدت ميتة ولن تؤتي ثمارها مهما فعلت آلة القتل الصهيوني وسجون الأنظمة، والنهاية محتومة ومكتوبة منذ الأزل، هذا الكيان الغاصب إلى زوال.
رابعا: دعونا الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية. وأكدنا أن هذه الوحدة يجب أن تبنى على أسس واحدة نلخصها بما يلي:
- اعتماد خيار المقاومة كخيار وحيد لتحرير فلسطين والخروج من كل الاتفاقيات مع العدو الصهيوني وخاصة التنسيق الأمني.
- إعادة النظر في صيغة منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها على أساس التطورات في الساحة الفلسطينية، ومن خلال انتخابات حرة ونزيهة في الداخل وفي الشتات، لكي يكون التمثيل حقيقيا.
- إعتماد لغة الحوار في حل المشاكل الداخلية وعدم استغلال السلطة والنفوذ للتأثير على القرارات التي تتخذها الفصائل في هذا المجال".
وختم مهنئا عبد الهادي ب"مسؤوليته الجديدة"، واعلان الاستعداد "للتنسيق الكامل في ما بيننا لما فيه مصلحة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
عبد الهادي
بدور قال ممثل "حماس" في لبنان، إن اللقاء كان "مناسبة للتأكيد على تعزيز التواصل مع تجمع العلماء المسلمين، واستمرار التشاور في ما يعني الشعب الفلسطيني بشكل خاص وقضايا أمتنا، كما كان فرصة لتداول القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية ولا سيما صفقة القرن، ذاك المشروع الصهيوني- الأميركي الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب حقوق شعبنا، ومن خلال إيجاد مناخ من قبل المطبعين العرب الذين يسعون إلى التحالف مع هذا الكيان الصهيوني في المنطقة، في وجه كل من يقول أن العدو الصهيوني هو عدو الأمة، يريدون أن يقيموا حلفا مع الكيان الصهيوني لمواجهة المقاومين سواء كانوا دولا أو أحزاب أو فصائل".
أضاف: "كانت مناسبة أيضا للتأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بمواجهته لصفقة القرن ومشاريع استهداف القضية الفلسطينية، وأشدنا جميعا في الجلسة بمسيرات العودة، هذا الأسلوب الإبداعي الذي أنتجه الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار الظالم على قطاع غزة وسعيا من أهلنا في قطاع غزة لتثبيت عنوان حق العودة وسعيا لفك الحصار".
وتابع: "أيضا أدنا كل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني واعتبرنا أن هذا التطبيع يشكل خنجرا في خاصرة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، وإذا كانوا يظنون أنه بتطبيعهم يمكن أن يجعلوا هذا الكيان مقبولا في منطقتنا، فاتفقنا في هذه الجلسة على أن التاريخ سيلفظهم وشعوبهم ستلفظهم كما لفظت البعض ممن وقعوا اتفاقات سابقة".
وأشار إلى أن اللقاء تناول أيضا الشأن الفلسطيني في لبنان "وأكدنا لسماحة الشيخ حسان بأن الشعب الفلسطيني يسعى في هذه الفترة، بالتنسيق والتعاون مع أشقائنا في لبنان، لتحسين أوضاعه الإنسانية والمعيشية، مستفيدين من الحوار اللبناني الداخلي الذي حصل وأنتج الوثيقة التي أجابت على كل الأسئلة المتعلقة بالوجود الفلسطيني في لبنان. وقد تمنينا وطلبنا منه دعما من خلال علاقاته واتصالاته لتحويل ما تداولته الوثيقة إلى قرارات ومراسيم في الحكومة وفي المجلس النيابي، تمنح شعبنا الفلسطيني حقوقه الإنسانية والمعيشية لكي يعيش بكرامة حتى يعود إلى أرضه، فشعبنا الفلسطيني في لبنان قطعا يرفض التوطين ويتمسك بحق العودة ونحن شركاء مع أشقائنا في لبنان الذين استضافونا على مر سنين النكبة مشكورين. متفقون على رفض التوطين والتهجير وكل المشاريع التي تستهدف هذا الحق".
كما أشار إلى التداول بأوضاع المخيمات، مؤكدا "أن الأمور جيدة نسبيا على المستوى الأمني، والحمد لله، بعدما واجهنا بتنسيق فلسطيني- لبناني كل التهديدات السابقة التي سعى البعض من خلالها لأن يجعل العنصر الفلسطيني أداة بيده للإخلال بالأمن والاستقرار في لبنان". وأكد "نحن وكل الفصائل الفلسطينية في لبنان، وبالذات الإخوة في حركة فتح التي تربطنا علاقات متينة معهم في الساحة، قررنا فلسطينيا أن نجنب الساحة اللبنانية أي خلاف موجود في فلسطين ونأمل بإذن الله تعالى أن ينهى بمصالحة جيدة تؤسس للاتفاق على مشروع وطني لنواجه به صفقة القرن". كما أكد الحرص "على العمل الفلسطيني المشترك"، معلنا "دعونا إلى إطلاق هيئة العمل الفلسطيني المشترك وعقد اجتماع لها لكي تقارب الملفات المطلبية والأمنية وكل ما له علاقة بأوضاع شعبنا في لبنان بالتفاهم والتنسيق مع أشقائنا في لبنان".
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام