وجاء في كلمته ما يلي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام على القدس وفلسطين وشعب فلسطين السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته القدس من مقدساتنا، ومكة من مقدساتنا، ومن يدافع عن القدس يدافع عن مكة، ومن يدافع عن مكة يدافع عن القدس، ومن يتخلى عن القدس اليوم يتخلى عن مقدسات الأمة غداً، بل سيتخلى عن كل المقدسات إذا جاء الأمر والطلب من قبل نفس الجهات التي تدير مشروع التآمر على فلسطين: (ترامب – كوشنر – نتنياهو)، فيما البقية مجرد أدوات … وهنا أود أن أقف على مجموعة نقاط… أولاً : أعلن أمامكم وبكل ثقة أن كل شعب البحرين -وهنا سأعطي لنفسي وبكل ثقة أن أتحدث في هذه النقطة باسم شعب البحرين- لأقول بأن كل شعب البحرين بمختلف مكوناته ضد الصهاينة وضد ورشة البحرين ومؤتمر الاستسلام والانكسار بالمطلق ما عدى النظام وأدواته فقط هم الداعمون لهذه الورشة التي تعقد بإملاء أمريكي وإسرائيلي، ومن تبنوا مؤتمر البحرين لتدشين صفقة القرن هم مستعدون أن يبيعوا ويتاجروا في كل شيء؛ فهم تاجروا في كل القيم والمثل والثروات وليس غريباً عليهم أن يبيعوا فلسطين، ويخونوا القضية المركزية للأمة.
فعلينا أن نصنع الموقف السياسي والشعبي الذي يشكل الرادع الحقيقي لكل من تسول له نفسه أن يكون جزءاً من صفقة القرن أو بالأحرى صفقة العار. إن الأجيال القادمة ستحاسبنا وستسائلنا عن سكوتنا وتراخينا حيال صفقة القرن وكل الخطوات الممهدة لها، كما وضعت كل مراحل القضية الفلسطينية على طاولة المحاسبة والمساءلة من 1917 إلى 1948 إلى 1956 إلى 1967 وما تلاها من محطات. أخيراً : إن شعب البحرين غاضب ولن يهدأ، وسيقدم كل ما يستطيع وسيعينه في ذلك الموقف الفلسطيني الموحد بشكل أساسي وكل مواقف الشعوب العربية والإسلامية فشعبنا تظاهر بدءاً من يوم أمس في كل المحافظات رغم القمع الشديد والعسكرة والتهديدات وسيستمر ولن يتوقف وسيتحرك في كل الاتجاهات سياسياً وإعلامياً و ميدانياً لتثبيت البوصلة نحو القدس والمساهمة في افشال مشروع تصفية القضية الفلسطينية ومشاريع التطبيع المشبوهة مع العدو الصهيوني.
ثانياً: فلسطين القضية الجامعة.. والموقف العربي والإسلامي الشعبي قد يتشظى ويتقاطع في بعض الملفات ولكن فلسطين هي القضية الجامعة، ومسؤوليتنا أن نؤسس على ذلك بصناعة الموقف الجامع وتوحيد الجهود وتصحيح المسار، فكل القضايا الأخرى المفتعلة هي قضايا ثانوية اختلقتها الأنظمة العالمية وتغذيها بكل السبل مالياً وأمنياً وإعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً لتغيب فلسطين عن المشهد. دققوا معي في كل الملفات والقضايا ستجدون أن فلسطين هي الفيصل سواء في الصراعات بين الأنظمة المختلفة أو بين الأنظمة والشعوب سترون أن هناك من يقاتل من أجل مصلحة إسرائيل وهناك من يضحي من أجل فلسطين والقدس، وتكشفت الكثير من القضايا وبانت العديد من المواقف ولو بعد حين وبشكل جلي وواضح أن ما جرى ويجري كان بين المتمسكين بالقدس وبين المتاجرين بها. ثالثاً : ما سيحدث في الخامس والعشرين والسادس والعشرين في البحرين هو نسخة جديدة من وعد بلفور المشؤوم، ومسؤوليتنا هي أن نسقط ما يخطط له في هذا المؤتمر بكل السبل المشروعة، لأن فشله الأكيد هو نجاح لقضية فلسطين، وإذا أسقطنا ورشة البحرين سنتمكن من إسقاط صفقة القرن، فعلينا أن نصنع حراكاً عربياً وإسلامياً واسعاً لإفشال هذه المؤامرة التي تنظمها في البحرين بإرادة أمريكية وإسرائيلية حكومة لا تمثل الإرادة الشعبية بل تقمع وتنكل بمن يتضامن مع قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين.. خذوها مني، إن عددا من الأنظمة والتكتلات الرسمية في عالمنا العربي والإسلامي متأرجحة ومترددة في اتخاذ الموقف الواضح بين الوعود بالمليارات والغطاء الأمريكي لها وبين ردات الفعل العربية والإسلامية والشعبية ميدانياً وإعلامياً وسياسياً واقتصادياً.
شعبنا البحريني كله مع فلسطين، وكله مع القدس عاصمة أبدية لها، وكله ضد الصهاينة.. كان و مازال وسيبقى، وقدم الدماء من أجل فلسطين بدءً من عام 1948 عندما شكلوا كتيبة عسكرية للقتال في فلسطين ضد الصهاينة وصولاً إلى سقوط شهيد فلسطين في البحرين الشهيد محمد جمعة الشاخوري الذي سقط أمام مبنى السفارة الأمريكية برصاص القناصة عندما اقتربت تظاهرة بحرينية داعمة للشعب الفلسطيني ورافضة لقصف قطاع غزة… وهكذا هو شعب البحرين مستمرٌ في كل المحطات والأزمنة وقد عبرت القوى والتيارات الإسلامية والوطنية في بيانها المعروف بالمبادرة الوطنية لمقاومة التطبيع عن موقف بارز، وقد صدر موقف واضح عن أكبر مرجعية في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي قال (( لا لصفقة ترامب وإسرائيل وهي جريمة يلحق عارها كل متعاون وداعم لها)). وقال: ((هي صفقة ذلٍّ، وخزيٍّ، وعارٍ، لُبُّها المساومة على إنسان الأمَّة، وأرضها، ومقدَّساتها، ودينها، ووحدتها، بل ووجودها بلقمة بطن، وكسوة ظهر، وحفنة مال، بينما المساوَم عليه لا يعدله شيء، ولا يرقى إليه ولا يقاربه ثمن، وكلّ المال وكلّ الدنيا والحياة يُبذل ثمنًا رخيصًا في سبيله)).
المصدر: قناة اللؤلؤة