وأضاف مراسلنا ان الكتاب يقع في مجلدين: (القسم الأول 360صفحة والقسم الثاني360صفحة وهو من إعداد وتنظيم علي جميل الموزاني.
وبین انه جاء في المقدمة التعريفية للكتاب الاتي ذكره:
الحمد لله رب العالمين والصلاة واتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
تُعتبر موسوعة فقه الخلاف من الموسوعات الفقهية النادرة في حوزة النجف الأشرف لما تحمله من عمق واثراء للمواضيع التي تناولتها وبمنهجيتها الفذة وغير المعهودة في الاوساط الحوزوية والتي جعلت منها نقطة تحول في منهجية الابحاث وفي كيفية تناولها للمسألة الفقهية (ولإثراء البحث الاستدلالي باعتبار أن هذا النمط منه - البحث الاستدلالي في المسائل الخلافية- لا يكتفي بالتعامل مع الدليل، وإنما يتوسع ليشمل وجهات النظر المعروضة من قبل الأساطين وغير المعروضة مما يحتمل ورودها في المسألة ويقارن بينها بعد تحليلها وتقييمها ومعرفة أسباب اختلاف الفقهاء ومناشئ أقوالهم وسينمي تلاقحاً فكرياً عميقاً. وسيعطي قدرة أكبر وصورة اوضح لاختيار الرأي الأصوب، لأنه يتيح رؤية هذه الصورة الاوسع للأقوال والاحتمالات في المسألة مع الاستدلال على تلك الاقوال.
وبناءً على ذلك فان مرتبة البحوث الخلافية ارقى من البحوث الاستدلالية واوسع افقاً وادراكاً، لان الثانية تكتفي بالاستدلال على الحكم في المسألة مع اجابة ما يمكن ان يرد عليه من الاشكالات، اما الثانية فتتوسع لمناقشة الآراء المحتملة في المسألة وهذا يتطلب ذهنية وقّادة لإدراك تلك المحتملات واطلاعاً واسعاً لمعرفة تلك الاقوال وتحقيقاً معمقاً لمعرفة مباني وادلة تلك الاقوال أو ما يمكن ان يكون كذلك، لأن بعض الفقهاء ليس لهم كتب استدلالية فلا بد من صناعة الدليل لهم.
وللبحث خصائص أُخر لا تخفى على المتأمل ولعل من اوضحها انه يقدم المسألة كمنظومة كاملة من مقدماتها واجزائها وتفاصيلها وفروعها والمسائل المرتبطة بها في ابواب الفقه كافة، لتظهر الروايات والاحكام فيها كبناءٍ متسق يعرف موضع كل جزء منها، خلافاً للطريقة التقليدية التي تتناول كل مسألة على حدة مما قد يؤدي الى عدم اكتمال الصورة وربما حصول التناقض بين موارد ذكرها في الابواب المتعددة من الفقه، وان هذا الاتساق في البناء اصبح قرينة لاعتماد بعض الروايات ضعيفة السند او غير واضحة الدلالة).
وقد جاءت فكرة هذا الكتاب (فروع المسائل الفقيهة) من خلال تشرفنا بحضور بحث سماحة المرجع اليعقوبي "دام ظله" وهو يتناول المسائل الخلافية في الفقه وما يطرحه اثناء الدرس من فوائد وفروع وتبويب لمسائل لم تبحث بهذا الشكل وبهذا العمق وعادةً ما تكون هنالك ابحاث فرعية تثار ضمن المسألة المبحوثة فيؤصل لها سماحته تأصيلاً مستقلاً وبياناً واضحاً تحت عنوان (فرع او مقدمة البحث او مباحث تمهيدية), يحتاج الطالب والباحث للاطلاع والوقوف عليها في مسيرته العلمية, لما تتضمنه من مباحث ومواضيع واثارات قيمة.
وبما ان الابحاث الاستدلالية فيها من الاطناب الكثير من خلال رد الاشكالات وتقويم الاقوال وعرض الروايات ورد المتعارض منها وما الى ذلك فربما يغفل الباحث في هذه المواضيع عن الابحاث الفرعية فيها, لذلك ارتأينا القيام بالبحث عن هذه الموضوعات الفرعية وجعلها في كتاب مستقل تسهيلاً للباحثين, وبما ان اغلب المسائل التي بحثها سماحته مهمة ومعاصرة قمنا أيضاً بتلخيص معظم المسائل الرئيسية في موسوعة فقه الخلاف من الجزء الاول وحتى العاشر منها.
خطتنا في العمل تتضن ما يلي:
1- اختيار فروع المسائل التي يبدأ بها سماحة الشيخ للتمهيد والدخول في صلب البحث او يجعلها في خاتمة المسألة المبحوثة.
2- اختيار العناوين الضمنية التي فيها فائدة علمية في مفردها واستخراجها من صلب البحث وجعلها في عنوان مستقل لما لها من ثمرة علمية يبحث عنها القارئ والمتتبع.
3- لأهمية اغلب العناوين قمنا بتلخيص معظم المسائل من فقه الخلاف بالاختصار على المطالب المهمة في المسالة والقول المختار فيها واشرنا في الهامش الى مراجعة تفاصيل المسألة في موضعها المحدد في فقه الخلاف, ليتسنى لمن يطالعه معرفة عناوين المسائل التي بحثها سماحته ويُترك تفصيل الكلام الى محله.
4- جلب الروايات من أصل البحث ونقلها الى موضع محل الشاهد فيما يكون لوجودها اثر مهم في الاستدلال واحياناً نشير فقط في الهامش الى مصدرها في فقه الخلاف.
5- حذف بعض الكلمات وربط الجمل فيما بينها بما يتناسب مع موضوع الكتاب, لان هذه الابحاث جاءت ضمن البحوث الضمنية او التكميلية وكثيرا ما يتم التعويل على ما تقدم من الكلام.
6- ترتيب المسائل هنا بحسب مسائل كل جزء من الموسوعة وليست بحسب ابوابها الفقهية.
نسأل من الله تعالى دوام التوفيق والسداد لنا وللمؤمنين انه نعم المولى ونعم النصير.